عادات محرّمة في شهر رمضان
استنكر عدد من علماء الدين الدراما التليفزيونية التى تعرض خلال شهر رمضان الكريم وخاصة المشاهد الخادشة للحياء والألفاظ النابية لعدم تناسبها تماما مع روحانيات الشهر الكريم من صلوات تراويح وقراءة القرءان وسماع التواشيح الدينية، مشددين على تحريم ما يتبعه بعض المسلمون من عادات خاطئة خلال الشهر فيقومون بالصيام نهارا ويذهبون للخيم الرمضانية ليلا يحتفلون بها من مشاهدة الرقص وسماع الأغانى.
وأوضح العلماء فى تصريحات لـ"بوابة الوفد" انه يمكن الاستمتاع بشهر رمضان بعد اداء صلاة التراويح عن طريق زيارة الأقارب ومشاهدة المسلسلات الرمضانية الهادفة والتى تحتوى على مناقشة قضية ما وبنفس الوقت لا تحتوى على ما يفسد صيام الشهر، اما عن التوجه للخيم الرمضانية فيستحب ان تكون للاستماع للتواشيح والأناشيد الدينية التى تذكرنا بفضل شهر رمضان.
قال الدكتور محمد أبوليلة استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الدراما المصرية التى تعرض خلال شهر رمضان غير مستحب مشاهدة بعضها، وذلك لاعتمادها على الأسفاف والنمطية والتكرار، علاوة على المشاهد التى لا تخلوا من الألفاظ النابية وأعمال الاثارة والعنف، لافتا إلى انه شهر يعد للصوم والعبادات وانتقاء الأرواح ولا يتناسب تماما معه عرض تلك المسلسلات التى لا تجنى منها الأسر المصرية سوى الانحدار الأخلاقى لابنائها.
وطالب ابو ليلة، القائمين على انتاج المسلسلات الرمضانية الحد منها بشهر رمضان لترك الوقت لتعمير المساجد وتأدية العبادات المميزة بذلك الشهر كصلاة التراويح، او التوجه للسير فى ركاب روحانية الشهر من خلال عرض المسلسلات التى تهدف للإيجابيات مثل الأثار النفسية للصوم وفوائدة، وفضل الحج، وزيارة الأقارب بعضهم لبعض لتجديد العلاقات الأسرية والاجتماعية المفقودة منذ وقت طويل لظهور مواقع التواصل الاجتماعى التى ادت لانشغالها.
وأوضح استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن بعض الأشخاص يتبعون مفاهيم خاطئة خلال شهر رمضان تؤدى لحرمنيتها، فيعتقدون ان الصيام ينتهى بمجرد سماع اذان المغرب ويتوجهون بعد ذلك للخيم الرمضانية المليئة بالرقص والغناء الهابط والدخول فى سباق مع المأكولات والمشروبات، واختلاط الولاد والبنات، مشيرا إلى انه يمكن ان تتحول الخيم الرمضانية لتتناسب مع الشهر من خلال سماع التواشيح واناشيد الذكر لاسترجاع الروحانيات.
واستنكر الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، الأعمال الدرامية التى تعرض خلال شهر الصوم لعدم اختيار توقيت مناسب لعرضها وانشغال المسلم بمشاهدتها وعدم تكريس وقته للذكر وقراءه القرءان، مضيفا ان بعض المسلمين يتركون صلاة التراويح لمشاهدة المسلسلات لعدم اعادتها مرة اخرى.
وأشار الجندى، ان المسلم الذى يقوم بتفويت موعد الصلاة لمشاهدة التليفزيون يخصم من رصيد عبادته عند الله ويستحب بعد تأدية حق الله تعالى عليه مشاهدة المسلسلات الهادفة التى لديها فكرة من شأنها مناقشة تصور اجتماعى جيد وعدم اعتمادها على اللهو والعبث، مبينا ان المنافسة على عرض المسلسلات تتزايد بصورة غير طبيعية بشهر رمضان والتى من المفترض عدم حدوث ذلك .
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، ان تلك المنافسة تؤدى لتقاعس المسلمين عن اداء الصلوات فى جماعة التى تعد منحه من الله يجب استثمارها، علاوة على تضيع القائمين على انتاج مثل تلك المسلسلات للوقت والمال فى اعمال تتنافى مع قيمة الشهر الكريم.
وأشار الشيخ عبد العزيز النجار عضو المجمع الإسلامي، إلى ان مشاهدة الأعمال الدرامية التى تخدش السمع او الحياء، تؤثر على الصوم فى شهر رمضان وتصرف الإنسان عن طاعة ربه، مبينا ان الانشغال بالمشاهدة تجعل القلب لا يتفرغ للعبادة فى شهر يتميز المسلم فيه بكثرة الذكر والاستغفار وبالتالى لا تتحقق الحكمة من الصوم.
وأضاف النجار، ان التقوى التى امرنا الله بها لا يمكن ان تتحقق مع المعاصى التى تلاحق المسلمين بشهر الصوم من احتفالات والسهر بالخيام الرمضانية المليئة بالمعاصى والبعيدة كل البعد عن مسماها،موضحا اندماج المسلم بتلك الخيم يضيع من أجره عند الله بصيام رمضان.
[ltr]وأشار عضو المجمع الإسلامي، إلى أن الصوم ينقسم لجزئين اولهم من الفجر الى المغرب ويصوم خلالهم الإنسان عن جميع المفطرات من شهوة الفراش بين الزوجين وشهوة البطن للغذاء، ومن الفجر للفجر فيصوم القلب عن جميع المعاصى.[/ltr]