لأن مالك هذا الكون عظيم
البعض منّا يعيش تائهًا بين متاهات الحياة يعيش بلا هدف أو طموح،
يهدر ثمن أوقاته دون أدنى مبالاة..
كم هو مؤلم عندما ترى من هم بعمر الزهور
ومن يتلهف إليهم الوطن لرقيه وشموخه،
يعيشون في الدنيا كالعطشى الذين يغريهم سراب الصحراء
يجرون لاهثين للحاق بهذا السراب حتى إذا وصلوا إليه لم يجدوه شيئًا.
فلو أنهم فهموا الحياة بالطريقة الصحيحة
ووضعوا بذور النجاح في طريقهم لأزهرت الحياة
ولأصبحت ذات منظر خلاب
ولأصبحنا نتذوق الحياة بطريقة خاصه.
ولكن اجتاحتنا موجة عارمة باسم التحضر
وبتنا نهدر أوقاتنا على سماعة هاتف وفنجان قهوة وتهنا في خضم الحياة.
وبالتالي نشعر أن حياتنا مملة لأنها أصبحت حكايات متلبسة بأحداث روتينية،
وحلقات درامية مُعادة كم تعبنا من مشاهدتها وعيش تفاصيلها.
وهذا الواقع الذي نعيشه
أصاب الكثيرين منّا بنوع من الاحباط والخوف تجاه الحياة.
ولكن الحقيقة أن الحياة جميلة جدًا
وتستحق منّا أن نعيش كل تفاصيلها بلذة.
ولا شيء يدعو إلى الحزن أو أن نُحمل أنفسنا مالا طاقة لها به
من الهموم والمآسي والمخاوف تجاه الحياة.
لأن مالك هذا الكون عظيم
فهو جعل من كوكب الارض ذلولا وسخره لنا
حتى نستطيع العيش والاستقرار في هذا الكوكب الغير مستقر.
فهو دائم الحركة والدوران فتدور وتتسارع على إثرها أيامنا
وأحداث قد كتبها الله لنا قبل أن تخلق السماوات والارض بخمسين ألف سنة.
وفي هذه الدنيا هناك قوانين لو التزمنا بها سنرضى كل الرضا بأقدارنا
ولن نجد لـ أحزاننا وهمومنا متسع من الوقت حتى نفكر بها..
من هذه القوانين نُرضي الله بأفعالنا وأقوالنا ومعتقداتنا
ونجعل الخوف من الله نصب أعيننا
فكل السعادة والراحة في السير على الصراط المستقيم.
وأيضًا نرضى بما قسمه الله لنا من النصيب
ولاننظر بعين حاسدة إلى الغير وما أعطاهم الله
لأن حسد الغير مرض للقلب
ولن يجلب لك الا التعاسة.
ومن المهم أن نتفكر في نعم الله علينا ونحمده حمدا مستمرا
على ما أعطانا فأنت تبصر وتسمع وتمشي ونِعم لاتعد ولا تحصى
وغيرك محروم منها.
والمحروم أيضا تجد أن الله وهبه نِعم أجلّ
(وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم).
وهناك مايسمى بالتفاؤل..
التفاؤل يملأ النفس بالراحة والرضا فرسولنا الكريم
قال( تفاؤلوا بالخير تجدوه)
والتفاؤل ملازم للثقة بالله..
ولا أخفيكم سرا أن الكثير من أمنياتي تحققت بسبب التفاؤل
والثقة بالله وحسن الظن به.
ولنا في كتاب الله حياة وسعادة ..
كلام الله بين أيدينا ونحن عنه غافلون!
وقد يكون هناك غير ماذكرت تملأ أنفسنا رضا وحياتنا سعادة،
لو التزمنا بها ستصبح الحياة جميلة جدا ومليئة بالميثاليات المبهرة.
وسنعيش حياة طيبة في الدنيا وفي الاخرة -