زهـــور الـياسمين
اهلا وسهلا زائرنا الكريم
كم يسعدنا ويشرفنا تواجدك معنا
أخ /ت عزيز /ه علينا نتعلم منكم
نستفيد ونفيد معا من خلال ابدعاتكم
نرتقي معا بكل معلومه صادقه ونافعه
في الدين والدنيا يسعدنا جدا مشاركتم معنا
تحت شعارنا الاحترام المتبادل وحق كل الاعضاء
في حريه التعبير دون المساس بمشاعر الاخرين
ومنتداكم لا يقبل بالخوض في السياسه او الاساءه
واحترام عقيده الاخر
اخيكم محمد الاسواني
زهـــور الـياسمين
اهلا وسهلا زائرنا الكريم
كم يسعدنا ويشرفنا تواجدك معنا
أخ /ت عزيز /ه علينا نتعلم منكم
نستفيد ونفيد معا من خلال ابدعاتكم
نرتقي معا بكل معلومه صادقه ونافعه
في الدين والدنيا يسعدنا جدا مشاركتم معنا
تحت شعارنا الاحترام المتبادل وحق كل الاعضاء
في حريه التعبير دون المساس بمشاعر الاخرين
ومنتداكم لا يقبل بالخوض في السياسه او الاساءه
واحترام عقيده الاخر
اخيكم محمد الاسواني
زهـــور الـياسمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زهـــور الـياسمين

اسلامي اجتماعي أدبي تعليمي
 
الرئيسيةقصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام P_257swiw1أحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» قصة الهدهد مع نبى الله سليمان عليه السلام
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالإثنين سبتمبر 25, 2017 5:31 pm من طرف محمد الاسواني

»  ملصقات رمضانية
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالخميس أغسطس 03, 2017 6:43 pm من طرف ياسين عمر

» نبارك لاسره منتدي زهور الياسمين وللعالم الاسلامي حلول شهر رمضان
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالخميس أغسطس 03, 2017 6:41 pm من طرف ياسين عمر

» أدركو المرأة خطبه رائعه
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالخميس أغسطس 03, 2017 6:39 pm من طرف ياسين عمر

» كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة لـ ألألباني
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالخميس أغسطس 03, 2017 6:38 pm من طرف ياسين عمر

» قصة حوت يونس
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالأحد يوليو 30, 2017 11:09 am من طرف محمد الاسواني

» بقرة بنى إسرائيل
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالأحد يوليو 30, 2017 10:51 am من طرف محمد الاسواني

» قصة غراب أبنى ادم
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالأحد يوليو 30, 2017 9:12 am من طرف محمد الاسواني

» قصة حمار العزير
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالأحد يوليو 30, 2017 8:47 am من طرف محمد الاسواني

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

شاطر
 

 قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهران
عضو مجتهد
عضو مجتهد
زهران

دولتي : سوريا
التعارف : الفيس بوك
S M S : قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام 1449815797286
ذكر
عدد المساهمات : 183
تاريخ التسجيل : 26/08/2014

قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام   قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالخميس أكتوبر 23, 2014 10:07 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[size=24]
قصة عيسى عليه السلام
نشأة مريم

لا خلاف أنها من سلالة داود عليه السلام وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه
وكانت
أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات، وكان زكريا نبي ذلك الزمان
زوج أخت مريم "أشياع" في قول الجمهور وقيل زوج خالتها "أشياع" فالله أعلم.

و
قد كانت أن أم مريم لا تحبل فرأت يوماً طائراً يزق فرخاً له فاشتهت الولد
فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محرراً أي حبيساً في بيت المقدس.

قالوا:
فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم عليها السلام
{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}

{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى}
أي في خدمة بيت المقدس، وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداماً من أولادهم

{وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}


وقد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها
عن
أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود إلا والشيطان
يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنها" ثم يقول أبو
هريرة: واقرأوا إن شتئم {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.

{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}


ذكر
كثير من المفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها إلى
المسجد فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به، وكانت ابنة إمامهم وصاحب
صلاتهم، فتنازعوا في أيهم يكفلها، وكان زكريا نبيهم في ذلك الزمان، وقد
أراد أن يستبد بها دونهم من أجل زوجته أختها - أو خالتها على القولين.
فطلبوا أن يقترع معهم، فساعدته المقادير فخرجت قرعته غالبة لهم وذلك أن
الخالة بمنزلة الأم.

قال الله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ
نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ
أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}

وذلك
أن كلاًّ منهم ألقى قلمه معروفاً به، ثم حملوها ووضعوها في موضع وأمروا
غلاماً لم يبلغ الحنث فأخرج واحداً منها وظهر قلم زكريا عليه السلام.

فطلبوا
أن يقترعوا مرة ثانية وأن يكون ذلك بأن ألقوا أقلامهم في النهر فأيهم جرى
قلمه على خلاف جرية الماء فهو الغالب ففعلوا فكان قلم زكريا هو الذي جرى
على خلاف جرية الماء، وسارت أقلامهم مع الماء

ثم طلبوا منه أن يقترعوا
ثالثة فأيهم جرى قلمه مع الماء ويكون بقية الأقلام قد انعكس سيرها صعداً
فهو الغالب ففعلوا فكان زكريا هو الغالب لهم فكفلها إذ كان أحق بها شرعاً
وقدراً .

قال الله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا
الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ
هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

قال المفسرون: اتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً
من المسجد لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله فيه وتقوم مما يجب عليها من
سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها، حتى صارت يضرب
بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل، واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال
الكريمة والصفات الشريفة حتى إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع
عبادتها يجد عندها رزقاً غريباً في غير أوانه. فكان يجد عندها فاكهة الصيف
في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها {أَنَّى لَكِ هَذَا} فتقول {هُوَ
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أي رزق رزقنيه الله {يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ}.

فعند ذلك وهنالك طمع زكريا في وجود ولد له من صلبه وإن كان
قد أسن وكبر {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً
إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} قال بعضهم: قال: يا من يرزق مريم الثمر في غير
أوانه هب لي ولداً وإن كان في غير أوانه. فكان من خبره وقضيته ما قدمنا
ذكره في قصته.

بشارة الملائكة لمريم
{ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا
مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ
الْعَالَمِينَ، يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي
مَعَ الرَّاكِعِينَ{



يذكر تعالى أن الملائكة بشرت مريم باصطفاء
الله لها من بين سائر نساء عالمي زمانها، بأن اختارها لإيجاد ولد منها من
غير أب وبُشرت بأن يكون نبياً شريفاً {يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ}
أي في صغره يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك في حال كهولته،
فدل على أنه يبلغ الكهولة ويدعو إلى الله فيها، وأُمرت بكثرة العبادة
والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلاً لهذه الكرامة ولتقوم بشكر هذه النعمة،
فيقال إنها كانت تقوم في الصلاة حتى تفطرت قدماها رضي الله عنها ورحمها
ورحم أمها وأباها.

عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حسبك من نساء العالمين بأربع، مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة
بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد".

قصة حمل مريم بعيسى عليه السلام
لما
خاطبتها الملائكة بالبشارة لها باصطفاء الله لها، وبأنه سيهب لها ولداً
زكياً يكون نبياً كريماً طاهراً مكرماً مؤيداً بالمعجزات، فتعجبت من وجود
ولد من غير والد، لأنها لا زوج لها، ولا هي ممن تتزوج فاخبرتها الملائكة
بأن الله قادر على ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، فاستكانت
لذلك وأنابت وسلمت لأمر الله، وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها، فإن الناس
يتكلمون فيها بسببه، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر، وإنما ينظرون إلى ظاهر
الحال من غير تدبر ولا تعقل.

وكانت إنما تخرج من المسجد في زمن حيضها أو
لحاجة ضرورة لابد منها من استقاء ماء أو تحصيل غذاء، فبينما هي يوماً قد
خرجت لبعض شؤونها و{انتَبَذَتْ} أي انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى إذ بعث
الله إليها الروح الأمين جبريل عليه السلام {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً
سَوِيّاً}

فلما رأته {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً}
و التقي هو ذو نهية.
{قَالَ
إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً} أي خاطبها
الملك قائلاً لست ببشر ولكني ملك بعثني الله إليك لأهب لك ولداً زكيا.

{قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ} أي كيف يكون لي غلام أو يوجد لي ولد
{وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً} أي ولست ذات زوج وما أنا ممن يفعل الفاحشة
{
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} فأجابها الملك عن
تعجبها من وجود ولد منها قائلاً أنه وعد الله أنه سيخلق منك غلاماً ولست
بذات بعل ولا تكونين ممن تبغين

{هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} أي وهذا أسهل عليه ويسير لديه، فإنه على ما يشاء قدير.


وقوله
{وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ} أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً على
كمال قدرتنا على أنواع الخلق، فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى،
وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بقية الخلق من
ذكر وأنثى.

قال تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}.
ذكر غير واحد من السلف أن جبريل نفخ في جيب درعها فنزلت النفخة إلى فرجها فحملت من فورها كما تحمل المرأة عند جماع بعلها.
ولما
نفخ فيها الروح لم يواجه الملك الفرجَ بل نفخ في جيبها فنزلت النفخة إلى
فرجها فانسلكت فيه، كما قال تعالى: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}

قال تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً}
وذلك
لأن مريم عليها السلام لما حملت ضاقت به ذرعاً، وعلمت أن كثيراً من الناس
سيكون منهم كلام في حقها، فذكر غير واحد من السلف أنها لما ظهرت عليها
مخايل الحمل كان أول من فطن لذلك رجل من عُباد بني إسرائيل يقال له يوسف بن
يعقوب النجار، وكان ابن خالها فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لما
يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج،
فعرَّض لها ذات يوم في الكلام فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟

قالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول.
ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟
قالت: نعم إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى.
قال لها: فأخبريني خبرك.
فقالت:
إن الله بشرني {اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ
عِيسَى ابن مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ
الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ
الصَّالِحِينَ}.

ويروى مثل هذا عن زكريا عليه السلام أنه سألها فأجابته بمثل هذا. والله أعلم.
وروى عن مجاهد قال: قالت مريم كنت إذا خلوت حدثني وكلمني وإذا كنت بين الناس سبح في بطني.
قال محمد بن إسحاق: شاع واشتهر في بني إسرائيل أنها حامل، فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل بيت زكريا.
قال: واتهمها بعض الزنادقة بيوسف الذي كان يتعبد معها في المسجد، وتوارت عنهم مريم واعتزلتهم وانتبذت مكاناً قصياً.
ولادة عيسى
{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً}


أي
فألجأها واضطرها الطلق إلى جذع النخلة، ببيت لحم فتمنت الموت وذلك لأنها
علمت أن الناس يتهمونها ولا يصدقونها بل يكذبونها حين تأتيهم بغلام على
يدها، مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات المجاورات في المسجد
المنقطعات إليه المعتكفات فيه، ومن بيت النبوة والديانة فحملت بسبب ذلك من
الهم ما تمنت أن لو كانت ماتت قبل هذا الحال أو لم تخلق بالكلية.

{فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}


و فى تفسير ذلك قولان: أحدهما أنه جبريل وفي رواية: هو إبنها عيسى
{ أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً}. قيل النهر
{وَهُزِّي
إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} فذكر
الطعام والشراب ولهذا قال {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً}.



قيل:
كان جذع النخلة يابساً وقيل كانت نخلة مثمرة فالله أعلم. ويحتمل أنها كانت
نخلة، لكنها لم تكن مثمرة إذ ذاك، لأن ميلاده كان في زمن الشتاء وليس ذاك
وقت ثمر، وقد يفهم ذلك من قوله تعالى على سبيل الأمتنان {تُسَاقِطْ
عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً}

ليس شيء أجود للنفساء من التمر والرطب
{فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً}.


فإن
رأيت أحداً من الناس فقولى له بلسان الحال والإشارة إنى نذرت للرحمن صوماً
أي صمتاً، وكان من صومهم في شريعتهم ترك الكلام والطعام

{فَأَتَتْ
بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً
فَرِيّاً، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا
كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}



والمقصود أنهم لما رأوها تحمل معها ولدها قالوا {يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة
ثم قالوا لها {يَا أُخْتَ هَارُونَ}
وقد
ورد الحديث الصحيح الدال على أنه قد كان لها أخ اسمه هارون وليس في ذكر
قصة ولادتها وتحرير أمها لها ما يدل على أنها ليس لها أخ سواها. والله
أعلم.

عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
نجران فقالوا: أرأيت ما تقرأون: {يَا أُخْتَ هَارُونَ} وموسى قبل عيسى بكذا
وكذا؟ قال فرحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا
أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم".

عيسى يتكلم فى المهد
فلما ضاق الحال بمريم {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} أي خاطبوه وكلموه فإن جوابكم عليه وما تبغون من الكلام لديه
فعند ذلك قالوا : {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً}
أي
كيف تحيلين في الجواب على صبي صغير لا يعقل الخطاب، وهو رضيع في مهده ولا
يميز ، وما هذا منك إلا على سبيل التهكم بنا والاستهزاء والتنقص لنا
والازدراء .

فعندها {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ
وَجَعَلَنِي نَبِيّاً، وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ
?وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً، وَبَرّاً
بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً، وَالسَّلامُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً}.

هذا أول
كلام تفوه به عيسى بن مريم، فكان أول ما تكلم به أن {قَالَ إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِ} اعترف لربه تعالى بالعبودية وأن الله ربه فنزه جناب الله عن قول
الظالمين في زعمهم أنه ابن الله، بل هو عبده ورسوله وابن أمته .

ثم برأ
أمه مما نسبها إليه الجاهلون وقذفوها به ورموها بسببه بقوله: {آتَانِي
الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} فإن الله لا يعطي النبوة من هو كما زعموا
لعنهم الله ، كما قال تعالى {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ
بُهْتَاناً عَظِيماً} وذلك أن طائفة من اليهود في ذلك الزمان قالوا إنها
حملت به من زنى في زمن الحيض، لعنهم الله فبرأها الله من ذلك وأخبر عنها
أنها صديقة واتخذ ولدها نبياً مرسلاً أحد أولي العزم الخمسة الكبار

ثم
قال: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} أي
وجعلني براً بوالدتي وذلك أنه تأكد حقها عليه إذ لا والد له سواها، فسبحان
من خلق الخليقة وبراها وأعطى كل نفس هداها

حقيقة عيسى عليه السلام
قال
تعالى : {ذَلِكَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ
يَمْتَرُونَ، مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ
إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}

كما قال
تعالى: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ،
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ
ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.

فبين أنه تعالى لا ينبغي له الولد
لأنه خالق كل شيء ومالكه، وكل شيء فقير إليه، خاضع ذليل لديه وجميع سكان
السماوات والأرض عبيده، هو ربهم لا إله إلا هو ولا رب سواه

وثبت في
الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله تعالى: "شتمني
ابن آدم ولم يكن له ذلك، يزعم أن لي ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد
ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد".

ذكر منشأ عيسى بن مريم عليهما السلام
قد ذكرنا أنه ولد ببيت لحم قريباً من بيت المقدس.
وذكر
وهب بن منبه أنه لما خرت الأصنام يومئذ في مشارق الأرض ومغاربها، وأن
الشياطين حارت في سبب ذلك حتى كشف لهم إبليس الكبير أمر عيسى فوجدوه في حجر
أمه والملائكة محدقة به، وأنه ظهر نجم عظيم في السماء وأن ملك الفرس أشفق
من ظهوره

فسأل الكهنة عن ذلك فقالوا: هذا لمولد عظيم في الأرض. فبعث رسله ومعهم ذهب ومر ولبان هدية إلى عيسى
فلما
قدموا الشام سألهم ملكها عما أقدمهم فذكروا له ذلك، فسأل عن ذلك الوقت
فإذا قد ولد فيه عيسى بن مريم ببيت المقدس واشتهر أمره بسبب كلامه في المهد
فأرسلهم إليه بما معهم وأرسل معهم من يعرفه له ليتوصل إلى قتله إذا
انصرفوا عنه، فلما وصلوا إلى مريم بالهدايا ورجعوا قيل لها إن رسل ملك
الشام إنما جاءوا ليقتلوا ولدك. فاحتملته فذهبت به إلى مصر، فأقامت به حتى
بلغ عمره اثنتي عشرة سنة، وظهرت عليه كرامات ومعجزات في حال صغره

عن
ابن عباس قال: وكان عيسى يرى العجائب في صباه إلهاماً من الله، ففشا ذلك في
اليهود وترعرع عيسى، فهمت به بنو إسرائيل، فخافت أمه عليه، فأوحى الله إلى
أمه أن تنطلق به إلى أرض مصر،

قال لنا إدريس عن جده وهب بن منبه، قال:
إن عيسى لما بلغ ثلاث عشرة سنة أمره الله أن يرجع من بلاد مصر إلى بيت
إيليا قال فقدم عليه يوسف ابن خال أمه فحملهما على حمار حتى جاء بهما إلى
إيليا وأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل وعلمه التوراة وأعطاه إحياء
الموتى وإبراء الأسقام والعلم بالغيوب مما يدخرون في بيوتهم وتحدث الناس
بقدومه وفزعوا لما كان يأتي من العجائب، فجعلوا يعجبون منه فدعاهم إلى الله
ففشا فيهم أمره.

من نعم الله على عيسى
وقال الله تعالى وهو أصدق
القائلين: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي
عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ
كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً
بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ
الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إسرائِيلَ عَنْكَ إِذْ
جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ
هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ، وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ
أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا
مُسْلِمُونَ}.

فكان أول ما أحيا من الموتى أنه مرّ ذات يوم على امرأة
قاعدة عند قبر وهي تبكي فقال لها: مالك، أيتها المرأة؟ فقالت: ماتت ابنة لي
لم يكن لي ولد غيرها، وإني عاهدت ربي أن لا أبرح من موضعي هذا حتى أذوق ما
ذاقت من الموت أو يحييها الله لي فأنظر إليها. فقال لها عيسى: أرأيت إن
نظرت إليها أراجعة أنت؟ قالت: نعم. قالوا فصلى ركعتين، ثم جاء فجلس عند
القبر فنادى: يا فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي. قال: فتحرك القبر ثم نادى
الثانية فانصدع

القبر بإذن الله؛ ثم نادى الثالثة فخرجت وهي تنفض رأسها
من التراب، فقال لها عيسى: ما أبطأ بك عني؟ فقالت: لما جاءتني الصيحة
الأولى بعث الله لي ملكاً فركب خلقي، ثم جاءتني الصيحة الثانية فرجع إليَّ
روحي، ثم جاءتني الصيحة الثالثة فخفت أنها صيحة القيامة فشاب رأسي وحاجباي
وأشفار عيني من مخافة القيامة، ثم أقبلت على أمها فقالت: يا أماه ما حملك
على أن أذوق كرب الموت مرتين، يا أماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لي في
الدنيا، يا روح الله وكلمته، سل ربي أن يردني إلى الآخرة وأن يهون علي كرب
الموت. فدعا ربه فقبضها إليه واستوت عليها الأرض.

فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضباً.
وقدمنا
في عقب قصة نوح أن بني إسرائيل سألوه أن يحيي لهم سام بن نوح فدعا الله عز
وجل وصلى الله فأحياه الله لهم فحدثهم عن السفينة وأمرها ثم دعا فعاد
تراباً.

وقد روى السدي عن أبي صالح وأبي مالك، عن ابن عباس في خبر ذكره
وفيه أن ملكاً من ملوك بني إسرائيل مات وحمل على سريره فجاء عيسى عليه
السلام فدعا الله عز وجل فأحياه الله عز وجل، فرأى الناس أمراً هائلاً
ومنظراً عجيباً.

بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم
وقال تعالى:
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يَا بَنِي إسرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ
اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا
جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ،

فعيسى عليه
السلام هو خاتم أنبياء بني إسرائيل وقد قام فيهم خطيباً فبشره بخاتم
الأنبياء الآتي بعده ونوه باسمه وذكر لهم صفته ليعرفوه ويتابعوه إذا
شاهدوه. إقامة للحجة عليهم وإحساناً من الله إليهم كما قال تعالى:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي
يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ
لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ
آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي
أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}.

عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا:
يا
رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال: "دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي
حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام".

ذكر خبر المائدة
قال
الله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ هَلْ
يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ
قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ، قَالُوا نُرِيدُ أَنْ
نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ
صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنْ الشَّاهِدِينَ، قَالَ عِيسَى ابن
مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ
تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا
وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ، قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا
عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابا
لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ}.

ومضمون ذلك: أن عيسى عليه
السلام أمر الحواريين بصيام ثلاثين يوماً، فلما أتموها سألوا من عيسى إنزال
مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله قد تقبل
صيامهم وأجابهم إلى طلبتهم، وتكون لهم عيداً يفطرون عليها يوم فطرهم وتكون
كافية لأولهم وآخرهم لغنيهم وفقيرهم. فوعظهم عيسى عليه السلام في ذلك وخاف
عليهم أن لا يقوموا بشكرها ولا يؤدوا حق شروطها فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم
ذلك من ربه عز وجل.

فلما لم يقلعوا عن ذلك قام إلى مصلاه ولبس مسحاً من شعر
وصف بين قدميه وأطرق رأسه وأسبل عينيه بالبكاء وتضرع إلى الله في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا.
فأنزل
الله تعالى المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين،
وجعلت تدنوا قليلاً قليلاً، وكلما دنت سأل عيسى ربه عز وجل أن يجعلها رحمة
لا نقمة وأن يجعلها بركة وسلامة فلم تزل تدنوا حتى استقرت بين يدي عيسى
عليه السلام وهي مغطاة بمنديل فقام عيسى يكشف عنها وهو يقول "بسم الله خير
الرازقين" فإذا عليها سبعة من الحيتان وسبعة أرغفة ويقال: وخل. ويقال:
ورمان وثمار، ولها رائحة عظيمة جداً، قال الله لها كوني فكانت.

ثم أمرهم
بالأكل منها، فقالوا: لا نأكل حتى تأكل فقال: إنكم الذين ابتدأتم السؤال
لها. فأبوا أن يأكلوا منها ابتداءً، فأمر الفقراء والمحاويج والمرضى
والزمنى وكانوا قريباً من ألف وثلاثمائة فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو
آفه أو مرض مزمن، فندم الناس على ترك الأكل منها لما رأوا من إصلاح حال
أولئك. ثم قيل إنها كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل الناس منها، يأكل آخرهم كما
يأكل أولهم حتى قيل أنها كان يأكل منها نحو سبعة آلاف.

ثم كانت تنزل
يوماً بعد يوم، كما كانت ناقة صالح يشربون لبنها يوماً بعد يوم. ثم أمر
الله عيسى أن يقصرها على الفقراء أو المحاويج دون الأغنياء، فشق ذلك على
كثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك، فرفعت بالكلية ومسخ الذين تكلموا في
ذلك خنازير.

عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نزلت
المائدة من السماء خبز ولحم وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا ولا يرفعوا
لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا، فمسخوا قردة وخنازير.

فإن العلماء اختلفوا
في المائدة: هل نزلت أم لا؟ فالجمهور أنها نزلت كما دلت عليه هذه الأثار
كما هو المفهوم من ظاهر سياق القرآن ولا سيما قوله: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا
عَلَيْكُمْ} كما قرره ابن جرير والله أعلم.

رفع عيسى الى السماء
{وَمَكَرُوا
وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ، إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا
عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ
بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.



وقال
تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ
وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ
بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ
قَلِيلاً، وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً
عَظِيماً، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ
رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ
وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ
مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَلْ
رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً، وَإِنْ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}.

فأخبر تعالى أنه رفعه إلى
السماء بعد ما توفاه بالنوم على الصحيح المقطوع به، وخلصه ممن كان أراد
أذيته من اليهود الذين وشوا به إلى بعض الملوك الكفرة في ذلك الزمان.

قال
الحسن البصري ومحمد بن إسحاق: كان اسمه داوود بن نورا فأمر بقتله وصلبه،
فحصروه في دار ببيت المقدس، وذلك عشية الجمعة ليلة السبت، فلما حان وقت
دخولهم ألقى شبهه على بعض أصحابه الحاضرين عنده ورفع عيسى من روزنة من ذلك
البيت إلى السماء، وأهل البيت ينظرون، ودخل الشرط فوجدوا ذلك الشاب الذي
ألقي عليه شبهه فأخذوه ظانين أنه عيسى فصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه إهانة
له، وسلم لليهود عامة النصارى الذين لم يشاهدوا ما كان من أمر عيسى أنه صلب
وضلوا بسبب ذلك ضلالاً مبيناً كثيراً فاحشاً بعيداً.

و أخبر تعالى
بقوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ
مَوْتِهِ} أي بعد نزوله إلى الأرض في آخر الزمان قبل قيام الساعة، فإنه
ينزل ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام،

، عن ابن عباس، قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفي البيت


اثنا
عشر رجلاً منهم من الحواريين، يعني فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر
ماء فقال: إن منكم من يكفر بي اثني عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم
يُلقى عليه شبهي فيقتل مكاني فيكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثهم سناً
فقال له: اجلس. ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال: أنا، فقال: أنت هو ذاك.
فأُلقي عليه شبه عيسى، ورُفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء.

قال:
وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه فكفر به بعضهم اثنتي
عشرة مرة بعد أن آمن به وافترقوا ثلاث فرق، فقالت طائفة: كان الله فينا ما
شاء ثم صعد إلى السماء. وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة: كان فينا ابن الله
ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطورية. وقالت فرقة: كان فينا عبد
الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه. وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت
الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامساً حتى بُعث الله
محمداً صلى الله عليه وسلم.

قال ابن عباس: وذلك قوله تعالى:
{فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.


[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الاسواني
الاداره موسس المنتدي
الاداره موسس المنتدي
محمد الاسواني

المــهنـه : قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام P_257n5lk1
المزاج : قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام P_2570wij1
دولتي : مصر
التعارف : من صفحه الحوادث
S M S : قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام 1449816029555
الهوايه : المطالعه
ذكر
الابراج : الجدي
عدد المساهمات : 3232
تاريخ التسجيل : 25/03/2014
العمر : 39
الموقع : https://sanko.ahlamontada.com

قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام   قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام Emptyالخميس أكتوبر 23, 2014 4:43 pm

المسيح عيسى بن مريم علي نبينا وعليه السلام
هو آخر رسل بني إسرائيل عليهم
السلام جميعاً، وقد ذكره الله في عداد مجموعة
الرسل الذين قصّ علينا قصصهم.

قال تعالى:
{وَإِذْ قَالَ
عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ
مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُمْ
بِالْبَيِّنَاتِ
قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}

[الصف: 6].
الكلام في اسمه ولقبه وصفته:
اسمه في القرآن الكريم: عيسى. ولقبه
المسيح. وكنيته: ابن مريم. وصفته: عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح
منه
.
واسمه بالعبرية يسوع (يشوع) أي:
المخلِّص، إشارة إلى أنه عليه السلام سبب لتخليص كثيرين من ضلالاتهم
.

نسبه عليه السلام:
هو عيسى ابن مريم بنت عمران، ويتصل
نسب عمران بداود عليه السلام، فعيسى عليه السلام من سبط (يهوذا). والله أعلم
.

حياة عيسى عليه السلام في فقرات:
)
أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من
حياة عيسى عليه السلام ما يلي
:
-1
سبق أن ذكرنا عند الكلام على زكريا
ويحيى عليهما السلام، ما يتعلق
بولادة أمه مريم بنت عمران، وكفالة زكريا لها، وكيف نشأت مريم في
طهر وعفاف
في بيت المقدس، وكيف جاءها الملك جبريل عليه السلام حينما بلغت مبلغ
النساء، ونفخ في جيبها وبشرها بعيسى
نبياً ورسولاً
.
قالوا: وقد كان عمرها نحواً من (13)
سنة. والله أعلم
.

قال الله تعالى:
{وَمَرْيَمَ
ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ
رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ
الْقَانِتِينَ}

[التحريم: 12].
-2
قالوا: ولما أحست مريم بالحمل خشيت
اتهام قومها لها بالزنى، فوافقت على
خِطبة يوسف النجار لها، وقد كان هذا الرجل باراً صالحاً، من بيت
داود من
أبناء عمّها، متَّقياً لله تعالى، يتقرب إليه بالصيام والصلاة،
ويرتزق من
عمل يديه في النجارة.
ثم إن مريم عليها السلام كاشفت يوسف
خطيبها بما جرى لها، وبحملها بعد بشارة
جبريل دون أن يمسَّها بَشَرٌ، فعزم هذا الرجل أن يترك خطبتها شكاً
بأمرها،
وبينما هو نائم إذا بملاك الله يوبخه قائلاً: لماذا عزمت على إبعاد
امرأتك؟!
اعلم أن ما كُوِّن فيها إنما كُوِّن
بمشيئة الله، وستلد العذراء ابناً،
وستدعونه يسوع، تمنع عنه الخمر والسكر وكل لحم نجس، لأنه قدوس الله
من رحم
أمه، وأنه نبيٌّ من الله، أُرسل إلى شعب إسرائيل ليحوّل يهوذا إلى
قلبه،
ويسلك إسرائيل في شريعة
الرب كما هو مكتوب في ناموس موسى، وسيجيء بقوة
عظيمة يمنحها له الله، وسيأتي بآيات عظيمة تفضي إلى خلاص
كثيرين
.
قالوا: فلما استيقظ يوسف من النوم
شكر الله، وأقام مع مريم كل حياته خادماً لله بكل إخلاص. والله أعلم

-3
قالوا: وكان هيرودس في ذلك الوقت
ملكاً على بني إسرائيل بأمر قيصر
(أوغسطس)؛ فأمر هيرودس حكام البلاد وعماله فيها أن يسجلوا جميع أفراد
الرعية الداخلين في مملكته؛ وذلك
بناء على أمر قيصري ورد إليه من قيصر
أوغسطس.
فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه، وقدموا
أنفسهم بحسب أسباطهم ليكتتبوا، وسافرت
مريم عليها السلام - وهي حبلى ومعها يوسف النجار - من الناصرة إلى
بيت لحم
إحدى مدن الجليل - لأنها كانت مدينتها - وذلك ليكتتبا عملاً بأمر
قيصر
.
ولما بلغا بيت لحم لم يجدا فيها
مأوى، إذ كانت المدينة صغيرة، وجماهير الغرباء كثيرة، فنزلا خارج المدينة في مكان
متخذ مأوى للرعاة
.
-4
وفي هذه الأثناء، أتمت مريم أيام
حملها وهي في بيت لحم، فأجاءها -ألجأها- المخاض
إلى جذع نخلة قيل: يابسة، وقيل غير
ذلك
.
وتجسم في نفسها ما ستلاقيه من اتهام
قومها:


{قَالَتْ يَا
لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}

[مريم: 23].
{
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} -
وليدُها عيسى، أو المَلَك الذي رعى
ولادتها-:

{أَلا تَحْزَنِي
قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}

[مريم:

{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ
رُطَبًا
جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيْنَ
مِنْ
الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي
إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ
أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}
[مريم: 25-26].
وضعت مريم العذراء البتول طفلها،
وهزت جذع النخلة فتساقط عليها من الجذع
الرُّطَب الجنيُّ -الناضج-، فأكلت من الرطب، وشربت من النهر الذي
أجراه
الله لها في مكان لا نهر
فيه، وكان كل ذلك إكراماً من الله لها، وتتابعت
خوارق العادات التي رافقت حياتها رضي الله عنها، وحياة
ابنها عبد الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قالوا: ولم تجد مريم مكاناً تضع فيه
وليدها في المكان الذي نزلت فيه
- المتخذ مأوى للرعاة - غير مذود للماشية "معتلف
للداوب"، فوضعته فيه، وكان
ذلك سرير طفولته عند الوضع عليه السلام.
قالوا: وكان ميلاد عيسى عليه السلام
يوم الثلاثاء (24) من كانون الأول
.
-5
حملت مريم وليدها الصغير، وأتت به
إلى قومها تحمله، وجرى بينها وبين قومها ما قصه علينا القرآن المجيد


{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ
لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا}

[مريم: 27
].
أي: جئت شيئاً بدعاً من الإِثم. أو
جئت شيئاً عجيباً من أحداث الدهر
.

{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ
وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}

[مريم: 28].
وأخذوا - على فسقهم وضلالاتهم
الخاصة - يقولون عن مريم بهتاناً عظيماً
.
{
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ}، لائذة بالصمت، ناذرة للرحمن صوماً عن الكلام،
أشارت إلى طفلها الصغير، ليجيبهم
عنها ويبرئ ساحتها مما اتهموها به
.

{قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ
صَبِيًّا}!

[مريم: 29].
فإذا بالصبي الصغير - المسيح عيسى عليه
السلام - يُنطِقه الله، ليثبت براءة
أمه، ويعلن عن نبوته الآتية، ورسالته المقبلة، ويدلُّهم على أن مَنْ
خَرق
العادة فأنطقه في طفولته،
قادر على أن يخرق العادة فيخلقه في رحم أمّه دون
أن يمسها بشر.

{
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي
الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ
وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي
وَلَمْ
يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ
وُلِدْتُ
وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا }
[مريم: 30-33].
وكان عيسى بن مريم وأمُّه آية من
آيات الله للعالمين
.
-6
قالوا: ولمَّا بلغ الطفل من العمر
ثمانية أيام، حملته أمه مريم إلى
الهيكل فخُتِن، وسمَّته عيسى (يسوع) كما أمرها جبريل حين بشرها به.
والختان من سنن الفطرة، وشريعة
إبراهيم عليه السلام، كما أنه من شريعة سائر الأنبياء والمرسلين من بعد إبراهيم
عليه السلام
.
-7
ونشأ عيسى عليه السلام في كنف أمه
بعيدَيْن عن بيت لحم، في ربوة -بلدة مرتفعة- ذات استقرار وأمن، وماء معين
.

قال الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً
وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}
[المؤمنون: 50].
الربوة: المكان المرتفع. ذات قرار:
ذات استقرار وأمن. معين: ماء طاهر صاف
.
أما المراد من الربوة التي أشار
إليها القرآن الكريم، فقد ذكر المفسرون فيه أربعة أقوال
:
القول الأول: أن المراد بالربوة دمشق.
وهذا القول مروي عن ابن عباس والحسن. كما رواه ابن عساكر وغيره
.
القول الثاني: أن المراد بها الرملة
من فلسطين
.
القول الثالث: أن المراد بها بيت
المقدس
.
القول الرابع: أن المراد بها مصر.
وهذا القول يوافق ما جاء في إنجيل
"متى" وإنجيل "برنابا" في قصة أورداها
تتلخص: بأن هيرودس أمر بقتل كل طفل في بيت لحم، فأُمر يوسف
النجار في منامه
بأن يذهب بالطفل وأمه إلى مصر، فذهب بهما إليها، وأقاموا بها إلى أن
هلك
هيرودس، ولما هلك هذا
الحاكم أُمر يوسف النجار في منامه أن يعود بالطفل
وأمه إلى بلادهما، لأن اللذين كانوا يطلبون قتله قد هلكوا،
فرجع بهما
.
وكان عيسى حينئذٍ قد بلغ من العمر
سبع سنين، وجاء بهما إلى اليهودية حيث
سمع أن أرخيلاوس بن هيرودس هو الذي صار حاكماً في اليهودية، فذهب
إلى
الجليل لأنه خاف أن يبقى
في اليهودية، وكانت إقامتهم في الناصرة، ونما في
النعمة والحكمة أمام الله والناس. وإلى الناصرة ينسب
النصارى
.
-8
قالوا: ولمَّا بلغ عيسى عليه السلام
اثنتي عشرة سنة من العمر، صعد مع
أمه مريم وابن عمها يوسف النجار إلى أورشليم (بيت المقدس)، ليسجد
هناك حسب
شريعة الرب المكتوبة في كتاب موسى عليه السلام، ولما تمت صلواته
تفقدوه فلم
يجدوه، فانصرفوا إلى محل إقامتهم، ظانين أنه عاد مع أقربائهم، ولما
وصلوا
عائدين لم يجدوه، أيضاً،
فرجعت أمه مع ابن عمها يوسف النجار إلى (أورشليم
) ينشدانه بين الأقرباء والجيران، فلم يجدوه، وفي اليوم
الثالث وجدوا الصبي
عيسى في الهيكل وسط العلماء يحاجُّهم في أمر الناموس، وقد أُعجب كل
الناس
بأسئلته وأجوبته، وقالوا:
كيف أُوتي مثل
هذا العلم وهو حَدَث ولم يتعلم القراءة؟!
فلما رأته أمه مريم عنَّفته قائلة:
يا بني ماذا فعلت بنا؟ فأجابها: "أَلاَ
تعلمين أن خدمة الله يجب أن تقدم على الأم والأب"!!
ثم نزل عيسى مع أمه
وابن عمها يوسف النجار إلى الناصرة، قائماً بواجب البر والطاعة.
ويسكت التاريخ عما وراء هذه المرحلة
من حياة عيسى عليه السلام، حتى بدأت نبوته ورسالته
.
-9
قالوا: ولما بلغ المسيح عيسى عليه
السلام من العمر ثلاثين عاماً، جاء
إلى يحيى بن زكريا عليهما السلام، واعتمد منه في الأردن، ثم نزل
عليه روح
القدس -جبريل عليه السلام- مثل حمامةٍ، ثم إنه بعد ذلك خرج إلى
البرية،
وصام فيها أربعين يوماً لا يأكل ولا يشرب.
قالوا: ولمّا علم المسيح عيسى عليه
السلام بمقتل يحيى عليه السلام، جاء إلى
الجليل وترك الناصرة،
وسكن كفر ناحوم، وكان يعظ ببشارة
ملكوت الله
.
ونزل عليه الوحي بكتاب الله
الإِنجيل، وبأحكام من الشريعة.


قال الله تعالى
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
مُصَدِّقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ
هُدًى
وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}
[المائدة: 46].
ومنذ ذلك الحين بدأت رسالة عيسى
عليه السلام، وكان قد بلغ من العمر ثلاثين عاماً
.
-10
وسار المسيح عليه السلام يدعو إلى
الله بمثل دعوة الرسل، في مجتمع
يهودي كثر فيه اليهود
الخارجين عن دين الله وهم يزعمون أنهم على
شريعة
موسى، فيه انحرافات كثيرة
عن الشريعة الربانية التي أنزلها الله على موسى،
وأكدها الأنبياء والرسل الذين تتابعوا بعده من بني
إسرائيل، كما دخلت إلى
شريعتهم تحريفات كثيرة مسّت أصولها ونصوصها، وشروحها وأحكامها.

وأهاب عيسى ببني إسرائيل أن يرجعوا
إلى دين الله ويخلصوا له في العبادة،
ويصححوا ما دخل إلى شريعتهم من تحريفٍ وتبديل، وقام يبلغهم أوامر
الله
ونواهيه كما كلفه الله،
ويبلغهم ما أُنزل عليه من أحكامٍ تشريعيةٍ جديدةٍ،

ومنها تحليل بعض ما كان محرماً عليهم في شريعة الله التي
أنزلها على موسى
عليه السلام والرسل من بعده،
من الأحكام التي عقوبة أنزلت بسبب
ظلمهم.


قال الله تعالى:
{فَبِظُلْمٍ مِنْ
الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ
طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ كَثِيرًا
* وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ
أَمْوَالَ
النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ
عَذَابًا
أَلِيمًا}
[النساء: 160-161].

وقال الله تعالى:

{وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ

وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي
حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ
مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ
اللَّهَ رَبِّي
وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}
آل عمران: 50-51].
وأجرى الله على يد عيسى بن مريم
المعجزات الباهرات تصديقاً لنبوته،
وتأييداً لرسالته، كما سبق في مبحث
معجزاته صلوات الله عليه.
واصطدم عيسى عليه السلام في دعوته
بجدال (الصدوقيين)، وكانوا فرقة من
اليهود تنكر اليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء، فأفحمهم بالحجة.
كما اصطدم عليه السلام بجدال
الرؤساء الدينيين اليهود، المنحرفين في
مفاهيمهم الدينية عن أصول الشريعة الربانية،
وفي تطبيقاتهم العملية
عن
السلوك السوي، وهم يرتدون
في مظاهرهم مسوح الرِّياء. فحاجّ عليه السلام
الفريسيين "وهم المنقطعون للعبادة"، والكتبة
"وهم الوعّاظ وكتّاب الشريعة
لمن يطلبها، "والكهنة" وهم خدمة الهيكل، وكانت حججه عليه
السلام دامغة لهم،
وكانت حججهم داحضة.
-11
وصدّق عيسى عليه السلام طائفةٌ من
بني إسرائيل، وكذّبه الأكثرون، وكان
مِن ضمن مَنْ صدَّقه ولازمه: الحواريُّون (وهم أصحابه وتلاميذه
المرافقون
له)، وكانوا اثني عشر رجلاً، وهم:
-1
أندراوس 2- بطرس الصياد (سمعان) 3-
متى العشار 4- يوحنا بن زبدي 5
- يعقوب بن زبدي 6- يهوذا 7- برثولماوس 8- فيلبس 9- يعقوب بن حلفي10-
يهوذا
الأسخريوطي.
وأما الحادي عشر فقد أوردهما
(برنابا) كما يلي: برنابا و "تداوس
".
لكن (متى) أوردهما كما يلي:
"توما" و "سمعان الغيور المعروف بالقانوني
". والكنيسة على هذا الرأي الثاني، ويظهر أن اسمي
"برنابا" و "تداوس" قد حُذفا
من الحواريين الاثني عشر، لمخالفة ما عندهما لما اتفقت
عليه المجامع
الكنيسة مؤخراً. والله أعلم.
ولبث عيسى عليه السلام يجاهر
بدعوته، ويجادل المنحرفين من كهنة وكتبة
وفريسيين، ويدلهم على الله، ويأمرهم بالاستقامة، ويبين
فساد طريقتهم، ويفضح
رياءهم وخبثهم، حتى ضاقوا به ذرعاً.
فاجتمع عظماء اليهود وأحبارهم
فقالوا: إنَّا نخاف أن يفسد علينا ديننا،
ويتبعه الناس، فقال لهم قيافا - رئيس الكهنة -: لأَنْ يموت
رجل واحد خير من
أن يذهب الشعب بأسره، فأجمعوا على قتله، فَسَعَوا به لدى الحاكم
الروماني،
وزينوا له شكواهم منه، وربما صوّروا له دعوة عيسى الدينية بصورةٍ
سياسيةٍ
تريد تقويض الحكم القائم! وزعموا له أن عيسى يسعى لأن يكون ملكاً
على
اليهود، وينادي بذلك! وما
زالوا بالحاكم حتى حملوه على أن يقرر أن يتخلص من
عيسى عليه السلام
بقتله وصلبه، على طريقتهم التي كانوا
يفعلونها فيمن
يحكمون عليه بالقتل!!
وعلم عيسى عليه السلام بمكر القوم
به، وعزم الحاكم على قتله، فاختفى عن
أعين الرقباء، حتى لا يعرف مكان وجوده أعوان الحاكم فيقبضوا عليه،
ولا
أعداؤه من اليهود فيدلوا
عليه
.
-12
قالوا: ودخل المسيح إلى أورشليم على
حمار، وتلقاه أصحابه بقلوب النخل،
فقال المسيح لأصحابه: إن بعضكم ممن يأكل ويشرب معي يسلمني.
ثم جعل يوصي أصحابه ويقول لهم: قد
بلغت الساعة التي يتحول ابن البشر إلى
أبيه،
وأنا أذهب إلى حيث لا يمكنكم أن تجيئووا معي،
فاحفظوا وصيتي: فسيأتيكم الفارقليط يكون معكم نبيّاً، فإذا أتاكم
الفارقليط بروح الحق
والصدق، فهو الذي يشهد علي،
وإنما كلمتكم بهذا كيما تذكروه إذا أتى
حينه،
فإني قد قلته لكم. فأما
أنا فإني ذاهب إلى من أرسلني. فإذا ما أتى روح
الحق،
يهديكم إلى الحق كلِّه، وينبئكم بالأمور البعيدة،
ويمدحني، وعن قليل
لا ترونني! ثم رَفع المسيح عينه إلى السماء
وقال: حضرت الساعة، إني
قد
مجدَّتك في الأرض، والعمل
الذي أمرتني أن أعمله فقد تممته
).
ثم مضى المسيح مع تلاميذه إلى
المكان الذي يجتمع به وأصحابه فيه، وكان
"يهوذا بن سمعان الأسخريوطي" - أحد الحواريين - يعرف
ذلك الموضع، فلمَّا
رأى الشُرَط يطلبون المسيح دلَّهم على مكانه مقابل دريهماتٍ
معدوداتٍ
جعلوها له - قالوا: وكانت ثلاثين درهما -، فلما دخلوا المكان الذي
فيه
المسيح، ألقى الله شبهه
على مَنْ دَلَّهم على مكانه من الحواريين وهو
"يهوذا الأسخريوطي"، فاحتملوا الشبه وصلبوه وقتلوه وهم
يظنون عيسى عليه
السلام، ورفع الله سيدنا عيسى إليه!!
وكان عمر عيسى حين رفعه الله إليه
(33) سنة، فمدة
دعوته كانت ثلاث سنين.
قالوا: ثم أنزله الله بعد رفعه بنحو
ثلاثة أيام، ليبين للحواريين أنه رفع
إلى السماء ولم يقتل ولم يصلب وإنما شُبِّه لهم، وليأمرهم بتبليغ
رسالته في
النواحي والأقطار.
فاجمتع بأمِّه وخفَّف أحزانها، وبين
لها حقيقة الأمر
.
ثم اجتمع بالحواريين وبيَّن لهم أن
الله رفعه إلى السماء، وأمرهم أن
ينتشروا في الأقطار يدعون إلى الله ويبلغون الرسالة التي تلقوها عنه
عليه
السلام. فاستجابوا لأمره،
وذهب كل واحد منهم إلى جهة، وظلوا يدعون إلى الله
سراً، وانتشرت الديانة المسيحية عن طريق الدعوة السِّرية،
حتى هيأ الله
لأتباعها أن يعلنوا دينهم بعد نحو ثلاثة قرون من رفع عيسى عليه
السلام
.
)
ب) وقد جاء في القرآن المجيد عرض
لقطات مهمّات من قصة عيسى عليه السلام في اثنتي عشرة سورة
:

وأبرز ما جاء فيها ما يلي:
-1
بيان ظاهرة ولادته من أمّ دون أبٍ
بخارقة عجيبة من خوارق العادات،
رافقتها كرامات لمريم أمّه، وأنّه قد تمّ علُوقه في رحم أمّه بنفخة
الملك
وهو جبريل عليه السلام.
-2
بيان أنّ هذه الظاهرة العجيبة حدثٌ
هينّ بالنسبة إلى قدرة الرّب الخالق،
وذلك لا يُخرِج عيسى عليه السلام عن كونه عبداً لله، ومخلوقاً من
مخلوقاته، وأنَّ مثله كمثل آدم الذي
خلقه الله من تراب، دون أب ولا أمّ
.
-3
بيان تكلّمه وهو في المهد طفل رضيع،
فبرّأ أمه، وأبان أنّه بَرٌّ بها،
وأنبأ بأنّ الله عزّ وجل جعله نبيّاً، وأوصاه بالصلاة والزكاة ما
دام
حيّاً، ولم يجعله جبَّاراً
شقيّاً
.
-4
بيان أنه عبد الله ورسوله، وكلمته
ألقاها إلى مريم أمه، وروحٌ منه، وأنّ
الله أوحى إليه، وبعثه رسولاً مصدّقاً لما بين يديه من التوراة،
ومبشّراً
برسول يأتي من بعده اسمه: أحمد.
-5
بيان أنّه دعا بني إسرائيل إلى
الإِيمان به، وبما جاء من عند ربّه، وأنّ
الله عزّ وجلّ قد آتاه كتاباً خاصّاً هو
"الإِنجيل"، وأنّ ممّا جاء به أن
يُحلّ لبني إسرائيل بعض الذي حُرّم عليهم.
-6
بيان أنّ الله قد آتاه من الآيات
الخوارق المعجزات ما يلي
:
إحياء الموتى بإذن الله.
إبراء الأكمه والأبرص بإذن الله.
أن يصوّر من الطين كهيئة الطير،
فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله
.
أن ينبئهم بما يأكلون وما يدّخرون
في بيوتهم تنبُّؤاً غيْبيّاً
.
-7
بيان أن الله عزّ وجلّ أيّده بروح
القدس، وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإِنجيل
.
-8
بيان استجابة فريق من بني إسرائيل
لدعوته، وكان له فيهم حواريّون نوّه الله بشأنهم
.
-9
بيان مكيدة اليهود بشأن محاولاتهم
التحريض على قتله، ثمّ تفاخرهم بأنهم
قتلوه، مع بيان أنّ الله نجّاه ورفعه إليه، وأنّهم ما قتلوه وما
صلبوه ولكن
شُبِّه لهم.
-10
بيان طلب الحواريين منه أن ينزّل
الله عليهم مائدة من السماء، ثم دعاء عيسى ربّه أن يستجيب لطلبهم
.
-11
بيان أنه أمارة من أمارات الساعة،
إشارةً إلى نزوله من السماء إلى الأرض وقت ظهور أشراط الساعة الكبرى
.
-12
بيان سؤال الله له بعد رفعه: أأنت
قلت للناس اتخذوني وأمِّي إلهين من
دون الله، وتبرُّؤُه عليه السلام من ذلك، وقوله لربّه: إنْ كنتُ
قلتُه فقد
علمتَهُ تعلم ما في نفسي، ولا أعلم ما في نفسك.
إلى غير ذلك من تفصيلات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص ألآنبياء سيدنا عيسى على نبينا وعليه السلام
»  قصص الانبياء سيدنا عزير علي نبينا وعليه السلام
» قصص الانبياء سيدنا يوشع بن نون علي نبينا وعليه السلام
» قصص الانبياء سيدنا هارون علي نبينا وعليه السلام
»  قصص الانبياء سيدنا عزير علي نبينا وعليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
زهـــور الـياسمين :: السيره النبويه وقصص الانبياء والصالحين والتابعين :: قصص ألآنبــيـاء عليهم السلام والقصص القرأني-