الحياة الدنيوية لصفوة خلق الله
فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الخالق
الأنبياء أشد الناس بلاء
كانت الحيـاة الدنيوية لرسل الله وأنبيائه جميعاً سلسلة من الابتلاءات والشدائد، ومع أنهم صفوة خلق الله وخلاصة أوليائه إلا أنهم كانوا أشد الناس بلاء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
]أشـد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه شده زيد له في البلاء]
كان الناس يتصورون ويتخيلون أن رجلاً يختاره الله لرسالته، وينزل عليه كلماته، ويؤيده بملائكته، أن يجعـل الأشياء كلها طوع يمينه، وأن يغنيه عن كسب العيش كما يكسب الناس من زراعة أو تجارة أو عمل بدني... الخ، وأن يضع تحت يده الكنوز ينفق منهـا على نفسه وأهله، وأن يسكنه في أجمل المنازل، ولا يعرضه للمحن والشدائد!!
فإن هذا -في نظرهم- أقل ما يجب أن يعطيه الله ملك السموات والأرض لرسـوله الذي سيقوم بتبليغ رسالته للناس، ولكنهم رأوا أن هذا الرجل الذي يقول إنني رسول رب السموات والأرض، ومالك الكون، وخالـق كل شيء.. يقاسي من شظف العيش ما يقاسي فقراءهم، وأهل الحاجة منهم، ويتعرض للمضايق والشدائد ما لا يتعرض إليه عامتهم، وقد كان هذا من أكثر الأسباب التي صرفت كثيراً منهم عن الإيمان بالرسول!!
قال تعالى حاكياً مقالة الكفار:
{وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً* أو يلقي إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً}
(الفرقان:7-8)
وقال تعالى أيضاً:
{وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً* أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا* أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً* أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً* وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا بعث الله بشراً رسولاً}
وهذا الذي قيل لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي قيل مثله من كل قوم كفروا برسولهم فقد قال قوم نوح له:
{قالوا ما نراك إلا بشراً ومثلنا، وما نراك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي، وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين}
(هود 27)
وقال قوم شعيب له:
{قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز* قال يا قومي أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهرياً إن ربي بما تعملون محيط}
(هود:91-92)
لقد كانت الحال الضعيفة للرسل مانعاً من أتباعهم.
* فقوم فرعون قالوا عن موسى وهارون
{أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون}.
فقد كان بنوا إسرائيل في خدمة الفراعنة يسخرونهم في أحط الأعمال!! ويسومونهم سوء العذاب ومن أجل ذلك استنكفوا أن يتبعوا دنيا، أنزل على رجل من قوم هم في خدمتهم وتحت قهرهم .
* ولوط عليه السلام أرسل إلى قوم هو غريب عنهم، وكان في غربته بينهم حال شديد من الضعف والمسكنة، فلم يكن له من الذرية إلا ابنتان، وكان زوجته على دين قومها الفسقة الفجرة قطاع الطريق، الذين يأتون الذكران ويعافون الفطرة وزواج النسوان.
{أتأتون الذكران من العالمين، وتذرون ما خلق
لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون}.
ولم يجدوا للوط فضلاً عليهم في مال أو قبيلة أو عصبة يعتزى بها، أو قوة قاهرة تحملهم على الإيمان برسالته... بل وجدوا غير ذلك أنه غريب ضعيف فيهم .
فقالوا:
{لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين}.
* ومن قبله قال قوم نوح له:
{لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين}
لما رأوا من ضعفه وضعف من اتبعه من المؤمنين:
{فقال الملأ الذين كفروا ما نراك إلا بشراً مثلنا،
وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي،
وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين}
(هود:27)
* وعاش نوح عمره الطويل في هم عظيم وكرب بالغ مثاراً للسخرية، ومحطاً للتهديد والوعيد. وتحذيراً منه من الكبير للصغير!! إلى أن ضج بدعائه إلى الله أن يهلك القوم الظالمين.
قال تعالى:
{ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون
ونجيناه وأهله من الكرب العظيم}.
* وأخرج إبراهيم عليه السلام من بلده بعد
أن اجتمعت الجموع لحرقه بالنار،
{قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين}
ولكن الله جعل نارهم برداً وسلاماً على إبراهيم ومع ذلك لم تحرك هذه الآية العظمى فيهم شعرة نحو الإيمان، وأخرج من بلده فقيراً مسكينا، وارتحل من وطنه إلى بلاد الشام واشترى مغارة هناك عند شجرة بلوط ليعيش فيها... ثم ألجأته المجاعة إلى الرحيل إلى مصر... ليلقي فيها جباراً... يتآمـر عليه ليأخذ منه زوجته!! فنجاه الله من نار هذا الفرعون، كما أنجـاه سبحانه وتعالى من نار نمروذ... هذا إبراهيم خليل الله!! الذي له ملك السموات والأرض.
* ويعود إبراهيم إلى بـلاد الشام مرة أخرى ومعه هاجر جارية سارة التي أهداها الفرعون لها بعد أن رأى المعجزة، ونبدأ معه سلسلة أخرى من الابتلاءات والاختبارات الشديدة.. فيرزق الولد من هاجر بعد ما شاخ وكبر، ثم يؤمر بأن يلقيه وأمه في برية موحشة ليس فيها أنيس ولا جليس!!
ثم يبشر بولد آخر من زوجته سارة، ويظل مرتحلاً بين الشام مكة ليطالع تركته التي خلفها هناك وعندما يكبر ابنه إسماعيل ويشيب يأمره الله جل وعلا بأن يذبحه!!
قال تعالى:
{إن هذا لهو البلاء المبين}.
* وموسى عليه السلام كانت حياته من أول يوم ولد فيه إلى اليوم الذي توفاه الله فيه سلسلة متواصلة من البلاء والفتون، هذا وهو الذي قال فيه الرب جل وعلا {واصطنعتك لنفسي}!! ومع ذلك فقد قال الله له
{وفتناك فتونا}!!
روى الإمام النسائي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تبارك وتعالى عن موسى {وفتناك فتونا}.
فقال حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يزيد ن هارون نبأنا أصبغ بن زيد حدثنا القاسم بن أبي أيوب أخبرني سعيد بن جبير قال سألت عبد الله بن عباس عن قـول الله عز وجل لموسى عليه السلام {وفتناك فتوناً} فسألته عن الفتون ما هو؟ فقال: استأنف النهـار يا ابن جبير فإن لها حديثاً طويلاً.
فلما أصبحت غدوت إلى ابن عباس لأنتجز منه ما وعدني من حديث الفتون فقال: تذاكر فرعون وجلسـاؤه ما كان الله وعد إبراهيم عليه السلام أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكاً، فقال بعضهم إن بني إسرائيل ينتظرون ذلك لا يشكون فيه وكانـوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب فلما هلك قالوا ليس هكذا كان وعد إبراهيم عليه السلام. فقال فرعون كيف ترون فائتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالاً معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجـدون مولوداً ذكراً إلا ذبحوه ففعلوا ذلك فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم والصغار يذبحون قالوا: ليوشكن أن تفنوا بني إسرائيل فتصبروا إلى أن تباشروا من الأعمال والخدمة التي يكفونكم!! فاقتلوا عاماً كل مولود ذكراً واتركوا بناتهم ودعوا عاماً فلا تقتلوا منهم أحداً. فيشب الصغار مكان من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون منهم، فتخافوا مكاثرتهم إياكم ولم يفنوا بمن تقتلون وتحتاجون إليهم فأجمعوا أمرهم على ذلك.
فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان فولدته علانية آمنة فلما كان من قابل حملت بموسى عليه السلام فوقع في قلبها الهـم والحزن وذلك من الفتون يا ابن جبير!! ما دخل عليه وهو في بطن أمه مما يراد به. فأوحى الله إليها أن لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فأمرها إذا ولدت أن تجعله في تابوت ثم تلقيه في اليم فلما ولدت فعلت ذلك.
فلما توارى عنها ابنها أتاها الشيطان فقالت في نفسها ما فعلت بابني لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلي من ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه.
فانتهى الماء به حتى أوفى به عند مرفعة مستقى جواري امرأة فرعون فلما رأينه أخذنه، فأردن أن يفتحـن التابوت فقال بعضهن: إن في هذا مالاً، وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدناه فيه فحملنه كهيئته لم يخرجن منه شيئاً حتى دفعنه إليها فلما فتحته رأت فيه غلاماً فألقى الله عليه منها محبة لم تلق منها على أحد قط.
وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً من ذكر كل شيء إلا من ذكر موسى فلما سمع الذابحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير!! فقالت لهم أقروه فإن هذا الواحد لا يزيد بني إسرائيل حتى آتي فرعون فأستوهبه منه فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم وإن أمر بذبحه لم ألمكم فأتت فرعون فقالت قرة عين لي ولك فقال فرعون يكون لك فأما لي فلا حاجة لي فيه!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي يحلف به لو أقر فرعون أن يكون قرة عين له كما أقرت امرأته لهداه الله كما هداها!! ولكن حرمه ذلك.
فأرسلت إلى من حولها إلى كل امرأة لها لأن تختار له ظئراً فجعل كلما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل على ثديها، حتى أشفقت امـرأة فرعون أن يمتنع من اللبن فيموت فأحزنها ذلك فأمرت به فأخرج إلى السوق ومجمع الناس ترجو أن تجد له ظئراً تأخذه منها فلم يقبل وأصبحت أم موسى والها فقالت لأخته قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكراً أحيّ ابني أم أكلته الدواب ونسيت ما كان الله وعدها فيه فبصرت به أخته عن جنب وهم لا يشعرون، والجنب أن يسمو بصر الإنسان إلى شيء بعيد وهو إلى جنبه لا يشعر به فقالت من الفرح حين أعياهم الظؤارات: أنا أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فأخذوها فقالوا ما يدريك ما نصحهم له؟ هل تعرفينه؟ حتى شكوا في ذلك وذلك من الفتون يا ابن جبير!! فقالت نصحهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في صهر الملك ورجاء منفعة الملك فتركوها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر فجاءت أمه فلما وضعته في حجرها نزل إلى ثديها فمصه حتى امتلأ جنباه ريا وانطلق البشير إلى امرأة فرعون يبشرونها أن قد وجدنا لابنك ظئراً فأرسلت إليها فأتت بها وبه فلما رأت ما يصنع بها قالت امكثي ترضعي ابني هذا فإني لم أحب شيئاً حبه قط!! قالت أم موسى لا أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيع فإن طابت نفسـك أن تعطينيه فأذهب به إلي بيتي فيكون معي لا آلوه خيراً فعلت فإني غير تاركة بيتي وولـدي!! وذكرت أم موسى ما كان الله وعدها فيه فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت أن الله منجز وعده! فرجعت به إلى بيتها من يومها وأنبته الله نباتاً حسناً وحفظه لما قد قضى فيه.
فلم يزل بنو إسرائيل وهم في ناحية القرية ممتنعين من السخرة والظلم ما كان فيهم فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لأم موسى أزيريني ابني فدعتها يوماً تزورها إياه فيه، وقالت امرأة فرعون لخزانها وظؤرها وقهارمتها لا يبقين أحد منك إلا استقبل ابني اليوم بهدية وكرامة لأرى ذلك وأنا باعثة أميناً يحصى ما يصنع كل إنسان منكم فلم تزل الهدايا والكرامة والنحل تتقبله من حين خرج من بيت أمه إلى أن دخل على امرأة فرعون فلما دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت به ونحلت أمه لحسن أثرها عليه، ثم قالت لآتين به فرعون فلينحلنه وليكرمنه فلما دخلت به عليه جعله في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الأرض!! فقال الغواة من أعداء الله لفرعون ألا تري ما وعد الله إبراهيم نبيه أنه زعم أن يرثك ويعلوك ويصرعك!! فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه وذلك من الفتون بابن جبير بعد كل بلاء ابتلي به، وأريد به فتوناً.
فجاءت امرأة فرعون فقالت ما بدا لك في هذا الغلام الذي وهبته لي؟ فقال ألا ترينه يزعم أنه يصرعني ويعلوني؟! فقالت: اجعل بيني وبينك أمراً يعرف الحق به ائت بجمرتين ولؤلؤتين!! فقدمهن إليه فإن بطش باللؤلؤتين وهو يعقل فقـرب إليه الجمرتين واللؤلؤتين فتناول الجمرتين!! فانتزعهما منه مخافة أن يحرقا يده فقالت المرأة ألا ترى؟ فصرفه الله عنه بعد ما كان قد هم به وكان الله بالغاً فيه أمره.
فلما بلغ أشده وكان من الرجال لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل معه بظلم ولا سخرة حتى امتنعوا كل الامتناع.
فبينما موسى عليه السلام يمشى في ناحية المدينة إذا هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعوني والآخـر إسرائيلي، فاستغاثة الإسرائيلي على الفرعوني فغضب موسى غضباً شديداً لأنه تناوله وهو يعلم منزلته من بني إسرائيل، وحفظه لهم لا يعلم الناس إلا إنما ذلك من الرضاع إلا أم موسى إلا أن يكون الله أطلع موسى من ذلك على ما لم يطلع عليه غيره فوكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهـما أحد إلا الله عز وجل والإسرائيلي!! فقال موسى حين قتل الرجل هذا من عمل الشيطان: إنه عدو مضل مبين
ثم قال:
{رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم}.
فأصبح في المدينـة خائفاً يترقب الأخبار فأتي فرعون فقيل له إن بني إسرائيل قتلوا رجلاً من آل فرعون فخذلنا بحقنا ولا ترخص لهم فقال ابغوني قاتله!! ومن يشهد عليه، فإن الملك وإن كان صفوة مع قومه لا يستقيم له أن يقيد بغير بينة ولا ثبت فاطلبوا لي علم ذلك آخذ لكم بحقكم.
فبينما هم يطوفون لا يجدون بيتاً إذا بموسى من الغد قد رأى ذلك الإسرائيلي يقاتل رجلاً من آل فرعون آخر فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فصادف موسى فندم على ما كان منه وكره الذي رأى فنظر الإسرائيلي وهو يريد أن يبطش بالفرعوني فقال للإسرائيلي لما فعل بالأمس واليوم إنك لغوي مبين!! فنظر الإسرائيلي إلى موسى بعد ما قال له ما قال فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس الذي قتل فيه الفرعوني، فخاف أن يكون بعد ما قال له إنك لغوي مبين أن يكون إياه أراد!! ولم يكن أراده إنما أراد الفرعوني فخاف الإسرائيلي وقال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس!! وإنما قاله مخافة أن يكون إياه أراد موسى ليقتله فتتاركا.
وانطلق الفرعوني فأخبرهم بما سمع من الإسرائيلي من الخبر حين يقول يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس فأرسل فرعون الذابحين ليقتلوا موسى فأخذ رسل فرعون في الطريق الأعظـم يمشون على هيئتهم يطلبون موسى وهم لا يخافون أن يفوتهم، فجاء رجل من شيعة موسى من أقصى المدينة فاختصر طريقاً حتى سبقهم إلى موسى فأخبره وذلك من الفتون يا ابن جبير!! فخرج موسى متوجهاً نحو مدين ولم يلق بلاء قبل ذلك، وليس له بالطريق علم،
إلا حسن ظنه بربه عز وجل فإنه قال
{عسى ربي أن يهديني سواء السبيل، ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان}.
يتبع