زهـــور الـياسمين
اهلا وسهلا زائرنا الكريم
كم يسعدنا ويشرفنا تواجدك معنا
أخ /ت عزيز /ه علينا نتعلم منكم
نستفيد ونفيد معا من خلال ابدعاتكم
نرتقي معا بكل معلومه صادقه ونافعه
في الدين والدنيا يسعدنا جدا مشاركتم معنا
تحت شعارنا الاحترام المتبادل وحق كل الاعضاء
في حريه التعبير دون المساس بمشاعر الاخرين
ومنتداكم لا يقبل بالخوض في السياسه او الاساءه
واحترام عقيده الاخر
اخيكم محمد الاسواني
زهـــور الـياسمين
اهلا وسهلا زائرنا الكريم
كم يسعدنا ويشرفنا تواجدك معنا
أخ /ت عزيز /ه علينا نتعلم منكم
نستفيد ونفيد معا من خلال ابدعاتكم
نرتقي معا بكل معلومه صادقه ونافعه
في الدين والدنيا يسعدنا جدا مشاركتم معنا
تحت شعارنا الاحترام المتبادل وحق كل الاعضاء
في حريه التعبير دون المساس بمشاعر الاخرين
ومنتداكم لا يقبل بالخوض في السياسه او الاساءه
واحترام عقيده الاخر
اخيكم محمد الاسواني
زهـــور الـياسمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زهـــور الـياسمين

اسلامي اجتماعي أدبي تعليمي
 
الرئيسيةعلوم القرآن P_257swiw1أحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» قصة الهدهد مع نبى الله سليمان عليه السلام
علوم القرآن Emptyالإثنين سبتمبر 25, 2017 5:31 pm من طرف محمد الاسواني

»  ملصقات رمضانية
علوم القرآن Emptyالخميس أغسطس 03, 2017 6:43 pm من طرف ياسين عمر

» نبارك لاسره منتدي زهور الياسمين وللعالم الاسلامي حلول شهر رمضان
علوم القرآن Emptyالخميس أغسطس 03, 2017 6:41 pm من طرف ياسين عمر

» أدركو المرأة خطبه رائعه
علوم القرآن Emptyالخميس أغسطس 03, 2017 6:39 pm من طرف ياسين عمر

» كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة لـ ألألباني
علوم القرآن Emptyالخميس أغسطس 03, 2017 6:38 pm من طرف ياسين عمر

» قصة حوت يونس
علوم القرآن Emptyالأحد يوليو 30, 2017 11:09 am من طرف محمد الاسواني

» بقرة بنى إسرائيل
علوم القرآن Emptyالأحد يوليو 30, 2017 10:51 am من طرف محمد الاسواني

» قصة غراب أبنى ادم
علوم القرآن Emptyالأحد يوليو 30, 2017 9:12 am من طرف محمد الاسواني

» قصة حمار العزير
علوم القرآن Emptyالأحد يوليو 30, 2017 8:47 am من طرف محمد الاسواني

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

شاطر
 

 علوم القرآن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الاسواني
الاداره موسس المنتدي
الاداره موسس المنتدي
محمد الاسواني

المــهنـه : علوم القرآن P_257n5lk1
المزاج : علوم القرآن P_2570wij1
دولتي : مصر
التعارف : من صفحه الحوادث
S M S : علوم القرآن 1449816029555
الهوايه : المطالعه
ذكر
الابراج : الجدي
عدد المساهمات : 3232
تاريخ التسجيل : 25/03/2014
العمر : 39
الموقع : https://sanko.ahlamontada.com

علوم القرآن Empty
مُساهمةموضوع: علوم القرآن   علوم القرآن Emptyالأحد يوليو 12, 2015 2:55 am

ججججج


علوم القرآن

ويشتمل على المباحث التالية :-
المبحث الأول : تعريف القرآن .
المبحث الثاني : نزول القرآن .
المبحث الثالث : المكي والمدني .
المبحث الرابع : الناسخ والمنسوخ .
المبحث الخامس : جمع القرآن وتدوينه .
المبحث السادس : أسباب النزول .
المبحث السابع : القصة في القرآن .
المبحث الثامن : ترجمة القرآن .
المبحث التاسع : الإسرائيليات .
المبحث العاشر : المنهج الأمثل في تفسير القرآن .
المبحث الحادي عشر : إعجاز القرآن الكريم .
تعريف القرآن
أولاً : تعريف القرآن لغة
:
القول الأول :

 أن كلمة القرآن مهموزة على وزن فُعلان مشتق
من القرء بمعنى الجمع . ومنه قرأ الماء في
الحوض إذا جمعه ، والقرآن سمي بذلك
 لأنه جمع ثمرات الكتب السابقة .
القول الثاني : أن كلمة القرآن مشتقة من (قـرأ)
بمعنـى ألقى وأظهر أي تلا والقرآن مقروء أي متلو فهو قرآن .
القول الراجح : أن لفظ القرآن يرجع في اشتقاقه
إلى معنى الجمع والتلاوة فهـو مجموع في الصدور
 أو السطور ، ثم يلقى ويظهر بالتلاوة عن ظهر قلب ،
والدليل على ذلك

 قول الله تعالى :
 (
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)
(القيامة:17-18) .
ثانياً : تعريف القرآن شرعاً (اصطلاحاً) :
        القرآن الكريم مصدر العلوم وأصل الحقائق الثابتة
ومرجع العلماء يرجع إليه الفقهاء والأصوليون
 لمعرفة الأحكام الشرعية إجمالاً وتفصيلاً
ويرجع إليه علماء اللغة لإظهار إعجازه
والإفادة من أسلوبه ومعاني كلماته الإفرادية
والتركيبية ، ويرجع إليه علماء القراءات لتحقيق
 هدفهم في معرفة كيفية النطق بألفاظه الكريمة .
        ولذا نجـد هؤلاء العلماء يُعرِّفون القرآن
 بخصائصه فيقولون عنه : هو كلام الله المنزل
 على النبي بواسطة جبريل ، المعجز بلفظه
ومعناه المتعبـد بتلاوته المنقول إلينا بطريق
 التواتر المكتوب في المصاحف المبدوء
بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس 

ثالثاً : شرح التعريف :
        وقولنا كلام الله الكلام جنس في التعريف
 يشمل كل كلام وإضافته إلى (الله)
 يخرج كلام غيره من الإنس والجن والملائكة .
        والمنَّزل يخرج منه كلام الله الذي استأثر الله به لنفسه سبحانه


 قول الله تعالى :
 (
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ
 رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ

 تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً
)

(
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ
 يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ
).
        وقولنا على (محمد) يخرج ما أنزل على الأنبياء قبله كالتوراة والإنجيل وغيرها . وقولنا (المعجز) بلفظه ومعناه ، فالإعجاز خاصية وليست قيداً امتاز بها القرآن حيث أعجز العرب والعجم على أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله وقوله (المتعبد بتلاوته) أي تلاوته عبادة ولا يصح غيره في الصلاة ويخرج من هذا الأحاديث القدسية عند من يرى أنها منزلة بلفظها من الله .
وهي قضية اختلف فيها الأئمة فالأكثرون على أنها كذلك منزلة بلفظها ومعناها من الله ، وذهب بعض المحققين إلى أنها منزلة معانيها والقرآن الكريم وحده هو الذي أنزل بلفظه ومعناه  .
وقولنا المنقول إلينا بطريق التواتر وهذه خاصية تميز بها القرآن كله يخرج منها المنقول بغير طريق المتواتر كالآحاد

المبحث الثاني : نزول القرآن
أولاً : معنى نزول القرآن من حيث اللغة :
        يطلق الإنزال على معنيين :-
أحدهما : الهبوط من علو : يقال : نزل فلان من الجبل

 قول الله تعالى :
 ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ )  .
الثاني : الحلول : يقـال :
 (نزل فلان بالمدينة) حلَّ بها  . ومنه

 قول الله تعالى :
 (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)  .
وكلا المعنيين يشعر بالمكانية والجسمية فلا مجال لتحققهما في كلام الله ووحيه فالتعبير إذن هو من قبيل المجاز ولا يمكن حمله على الحقيقة وقد ذهب العلماء إلى أن إنزال القرآن فيها توجيهان :
أ-  أن يقصد من إنزال القرآن إنزال حامله وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام .
ب- أن يقصد من الإنزال لازمة وهو الإعلام فمعنى إنزال القرآن على النبي  إيصاله إليه وإعلامه به .
        واختير لفظ الإنزال أيضاً لحكمة عظيمة وهي بيان شرف هذا القرآن وعلو منزلته وأنه من العالم العلوي ومن هنا اختيرت لفظة الإنزال على لفظة الإعلام والإيصال


 قول الله تعالى :
 ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ )
ثانياُ : تنزلات القرآن الكريم :

  قول الله تعالى :
 (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ
وَبَيِّنـَاتٍ مِنَ الْهـُدَى وَالْفُرْقَانِ
)  .
 
 قول الله تعالى :
 (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)  . 

 قول الله تعالى :
 (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)  .
 لا تعارض بين هذه الآيات الثلاث ، فالليلة المباركة هي ليلة القدر من شهر رمضان ؛ وإنما يتعارض ظاهر هذه الآيات مع الواقع العملي في حياة رسول الله  حيث نزل القرآن في نيف وعشرين سنة .
والرأي الراجح هو مذهب ابن عباس وعليه جمهور العلماء :
أن المراد بنزول القرآن في تلك الآيات الثلاث نزوله جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك منجماً مفرقاً على الرسول  في نيف وعشرين سنة .
        ومن الأخبار التي استند إليها أصحاب هذا المذهب :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
 "أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القـدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة"
 ثم قرأ :


 قول الله تعالى :
 (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً)
   وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي ".
·   وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
"أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم ، وكان الله ينزله على رسوله  بعضه في إثر بعض" .
·وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
"أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل نجوماً"  .
والراجح أن القرآن الكريم له تنزلان :-
الأول : نزوله جملة واحدة في ليلة القدر إلى بيت العزة من السماء الدنيا .
الثاني : نزوله من السماء الدنيا إلى الأرض مفرقاً منجماً في نيف وعشرين سنة  .
الحكمة من تنجيم القرآن :
الحكمة الأولى :
 تثبيت فؤاد النبي  وذلك من خلال الآتي :-
أ- أن في تجدد الوحي ، وتكرار نزوله من جانب الحق إلى رسوله يملأ قلب الرسول الكريم سروراً ، ويشعر بالعناية الإلهية .
ب- أن في التنجيم تيسيراً عليه من الله في حفظه وفهمه ومعرفة أحكامه وحكمه .
ج- أن هذا التنزيل فيه نوع من الإعجاز ، حيث تحدى كفار قريش في كل مرة أن يأتـوا بمثـل هذا التنزيل – ولا شك أن هذه المعجزة تقوي أزر

يتبع




عدل سابقا من قبل محمد الاسواني في الأحد يوليو 12, 2015 4:23 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الاسواني
الاداره موسس المنتدي
الاداره موسس المنتدي
محمد الاسواني

المــهنـه : علوم القرآن P_257n5lk1
المزاج : علوم القرآن P_2570wij1
دولتي : مصر
التعارف : من صفحه الحوادث
S M S : علوم القرآن 1449816029555
الهوايه : المطالعه
ذكر
الابراج : الجدي
عدد المساهمات : 3232
تاريخ التسجيل : 25/03/2014
العمر : 39
الموقع : https://sanko.ahlamontada.com

علوم القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرآن   علوم القرآن Emptyالأحد يوليو 12, 2015 4:17 am

ج- أن هذا التنزيل فيه نوع من الإعجاز ، حيث تحدى كفار قريش في كل مرة أن يأتـوا بمثـل هذا التنزيل – ولا شك أن هذه المعجزة تقوي أزر

د- أن في هذا النزول دحض شبهات كفار قريش ورداً على أسئلتهم ، وتسلية للرسول الكريم  وتأييداً له .
الحكمة الثانية : التدرج في تربية هذه الأمة علماً وعملاً ، وذلك عن طريق تيسير حفظ القرآن على الأمة العربية ، وتسهيل فهمه عليهم ، والتمهيد لكمال تخليهم عن عقائدهم الباطلة ، وعباداتهم الفاسدة ، وعاداتها المرذولة ، وكذلك


التمهيد لتحليهم بالعقيدة الحقة ، والعبادة الصحيحة ، والأخلاق الفاضلة ، والعادات الحسنة ، أيضاً تثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين ، بسبب ما كان يقصه القرآن عليهم من حين لآخر بقصص الأنبياء والمرسلين ، وما وعد الله به عباده الصالحين من النصر والتأييد والأجر ، والتدمير والهلاك للمخالفين .

الحكمة الثالثة : مسايرة الحوادث : حيث نزل من القرآن الكريم إجابة لمن كان يسأله ، سواء كانت تلك الأسئلة لغرض التثبيت من رسالته كما قال – تعالى – في جواب سؤال أعدائه
(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً )

وأيضاً مجاراة للأقضية والوقائع في حينها ، ببيان حكم الله فيها عند حدوث وقوعها ، مثل ما جاء في سورة النور

مخبراً عن حديث الإفك

وقول الله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)  

كذلك نزل من القرآن الكريم ما يلفت أنظار المسلمين ، ويصحح أغلاطهم ، مثال ذلك


وقول الله تعالى :

(وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)


الحكمة الرابعة : تفضيل القرآن الكريم على غيره من الكتب السماوية :

لقد جمع الله له النزولين : النزول جملة واحدة ، والنزول مفرقاً وبذلك شارك الكتب السماوية في الأولى ، وانفرد في[url=#93653113] الفضل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/url] بالثانية ، وهذا يعود بالتفضيل لنبينا محمد  على سائر إخوانه من الأنبياء   عليهم السلام – وإن الله جمع له من الخصائص ما لغيره ، وزاد عليها ، وكذلك تفخيم لشأن هذه الأمة التي أنزل عليها القرآن الكريم بأنها خير أمة أخرجت للناس .
 


المبحث الثالث : المكي والمدني





 
للعلماء في معنى المكي والمدني ثلاثة اصطلاحات   :

الاصطلاح الأول : باعتبار المكان :
إن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة ، والمدني ما نزل بالمدينة ، ويرد على هذا التعريف أنه غير ضابط ولا حاصر ، لأنه يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيها ،

(لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتَّبَعُوك )
 فإنها نزلت بتبوك ،

وقول الله تعالى :

(وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا )

نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء .
 
أن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة ، والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة ، ويحمل على هذا ما نقل عن ابن مسعود أنه قال : "ما كان في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) أنزل بالمدينة أي مدني ، وما كان من القرآن بلفظ (يا أيها الناس) و (يا بني آدم) فهو مكي ، وذلك أن الإيمان كان غالباً على أهل المدينة ، فخوطبوا بيا أيها الذين آمنوا ، وكذلك خطاب الكافرين بيا أيها الناس ؛ لأن الكفر كان غالباً على أهل مكة .
وهذا التقسيم لوحظ فيه المخاطبون ، لكنه غير ضابط ولا حصر لجميع آيات القرآن الكريم لأمرين :-
الأمر الأول : إنه يوجد آيات مدنية صُدِّرت بصيغة )يَا أَيُّهَا النَّاسُ( مثل ما جاء في سورة النساء التي اتفق على أنها مدنية ، ولكنها تبدأ بـ )يَا أَيُّهَا النَّاسُ( وكذلك هناك آيات
مكية صدرت بصيغة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)  وكذلك سورة البقرة مدنية وفيها ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ )
وأيضاً ما جاء في سورة الحج المكية
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا ) .

الأمر الثاني : يوجد سـور كثيرة في القرآن الكريم ليس فيها الخطاب بـ  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) و (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) فعلى هذا الاعتبـار فهـي غير مكية ولا مدنية ،
 مثال قوله تعالى :
(
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ)
 
(  وقوله تعالـى :
 (
إِذَا جَـاءَكَ الْمُنَافِقـُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ).

وعلى هذا فإن هذا التقسيم غير ضابط ولا حاصر .
الاصطلاح الثالث : باعتبار زمن النزول :
وهو ما عليه جمهور العلماء أن المكي ما نزل قبل هجرة الرسول  إلى المدينة ، وإن كان نزوله بغير مكة ، والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان نزوله بمكة

وهذا التقسيم كما ترى لوحظ فيه زمن النزول ، هو تقسيم صحيح سليم لأنه ضابط حاصر لجميع آيات القرآن الكريم .
الطريق إلى معرفة المكي والمدني :
اعتمد العلماء في معرفة المكي والمدني على منهجين هما
المنهج الأول : السماعي النقلي :

العمدة في معرفة المكي والمدني النقل الصحيح عن الصحابة – رضي الله عنهم – الذين شاهدوا أحوال الوحي والتنزيل ، والتابعين الآخذين عنهم ، ولم يرد عن النبي  في ذلك قول ، ويؤيد ذلك ما نقله السيوطي عن القاضي أبي بكر في الانتصار حيث قال : "إنما يُرجع في معرفة المكي والمدني إلى حفظ الصحابة والتابعين ولم يرد عن النبي  في ذلك قول ؛ لأنه لم يؤمر به ، ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة وإن وجب في بعض أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ ، وقد يعرف ذلك بغير نص عن الرسول  " 

وقد اشتهر بمعرفة المكي والمدني من الصحابة – رضي الله عنهم – عبد الله بن مسعود – رضـي الله عنـه – أنه قال : "والله الذي لا إله غيره
ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم أنزلت ، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"  .

المنهج الثاني : القياس الاجتهادي :
عرفنا فيما مضى أن مرد العلم بالمكي والمدني هو السماع عن طريق الصحابة والتابعين ، ولكن هناك علامات وضوابط ومميزات وضعها العلماء يُعرف بها المكي والمدني هي :-
أولاً : ضوابط القرآن المكي هي  :
1- كل سورة فيها لفظ (كلا) وقد ذكر هذا اللفظ في القرآن ثلاثاً وثلاثين مرة في خمس عشرة سورة ، كلها في النصف الأخير من القرآن ، قال العماني : "وحكمة ذلك إن نصف القرآن الأخير نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة ، فتكررت فيه على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم ، بخلال النصف الأول ، وما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه ؛ لذلتهم وضعفهم" .
2- كل سورة في أولها حرف تهجي غير سورة البقرة وآل عمران فهما مدنيتان .
3- كل سورة فيها سجدة أو مبدوءة بقسم .

4- كل سورة فيها تفصيل لقصص الأنبياء وللأمم الغابرة فهي مكية سوى البقرة ، وفيها ذكر – تعالى – تلك القصص لأخذ العبرة والعظة بسنته – تعالى – في هلاك أهل الكفر والطغيان وانتصار أهل الإيمان .
كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة .
ثانياً : مميزات القرآن المكي :
1- الدعوة إلى أصول الإيمان الاعتقادية من الإيمان بالله واليوم الآخر وما فيه من البعث والحشر والجزاء ، والإيمان بالرسالة ، وذلك لأن أهل مكة كانوا منغمسين في الشرك والوثنية ، كذلك ناقشهم بالأدلة العقلية والكونية في عقائدهم الضالة .
2- محاجة المشركين ومجادلتهم وإقامة الحجة عليهم في بطلان عبادتهم للأصنام ، وبيان أنها لا تنفع ولا تضر .
3- إنه تحدث عن عاداتهم القبيحة ؛ كالقتل وسفك الدماء ، ووأد البنات واستباحة الأعراض ، وأكل مال اليتيم ، للفت أنظارهم إلى ما في ذلك من أخطار .
4- الدعوة إلى أصول التشريعات العامة والآداب والعقائد الثابتة التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، ولا سيما التي يتعلق منها بحفظ الدين والنفس والمال والعقل والنسب ،
وأيضاً أمرهم بالصدق والعفاف وبر الوالدين وصلة الرحم والعفو والعدل وغير ذلك .

5- قصر أكثر آياته وسوره ، فقد سلك مع أهل مكة سبيل الإيجاز في خطابه لهم ، وذلك لأنهم كانوا أهل البلاغة والبيان ، صناعتهم الكلام ، فيناسبهم الإيجاز والإقلال دون الإسهاب والإطناب .
ثالثاً : ضوابط القرآن المدني :
1- تتميز الآيات المدنية بذكر وبيان الحدود والفرائض ، وذلك لأنها شرعت بعد إقامة المجتمع الإسلامي .
2- كل سورة فيها إذن بالجهاد وبيان لأحكام الجهاد والصلح والمعاهدات فهي مدنية سوى سورة الحج .
كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ما عدا سورة العنكبوت مكية الآيات الإحدى عشرة الأولى ، وذلك لأن ظاهرة النفاق بدت تظهر في المدينة .

مميزات القرآن المدني :
1- التحدث عن دقائق التشريع ، وتفاصيل الأحكام في العبادات والمعاملات كأحكام الصلاة والصيام والزكاة ... وكذلك البيوع والربا والسرقة والكفارات كما في سورة
البقرة والنساء والمائدة والنور ، وذلك أن حياة المسلمين بدأت تستقر وأصبح لهم كيان ودولة وسلطان .

2- محاجة أهل الكتاب وبيان ضلالهم في عقائدهم ، وبيان تحريفهم لكتب الله وهذا ما توضحه سورة البقرة والمائدة والفتح .
3- تمتاز آيات القرآن المدني بطول المقاطع ؛ وذلك لأنها تتحدث عن التشريعات ومخاطبة أهل الكتاب .
فوائد معرفة المكي والمدني :
1- معرفة المكي والمدني يساعد على تمييز الناسخ من المنسوخ فيما لو وردت آيتان متعارضتان وإحداهما مكية والأخرى مدنية ، فإننا نحكم بنسخ المدنية للمكية لتأخرها عنها .
2- أنه يعين على معرفة تاريخ التشريع ، والوقوف على سنة الله الحكيمة في تشريعه ، وهي التدرج في التشريعات بتقديم الأصول على الفروع والإجمـال في التفصيـل ، وبذلـك يترتب عليه الإيمان بسمو السياسة
الإسلامية في تربية الشعوب والأفراد .


3- معرفة هذا العلم يزيد الثقة بهذا القرآن العظيم ، وبوصوله إلينا سالماً من التغيير والتحريف ، ويدل على ذلك اهتمام المسلمين بهذا العلم عن طريق تناقلهم لهم وما نزل من قبل الهجرة وبعدها في السفر والحضر وفي الليل والنهار .
4- معرفة هذا العلم يفيد ويساعد على تفسير القرآن الكريم ، فإن معرفة مكان النزول وزمنه يعين على فهم وتفسير القرآن العظيم .
5- أيضاً يفيدنا في معرفة أحداث السيرة النبوية من خلال متابعة أحوال النبي  وموقف المشركين من دعوته في العصر المكي والعصر المدني ، والوقوف على الغزوات التي غزاها الرسول  كغزوة بدر وأحد وبني قريظة والفتح وحنين وغير ذلك .
6- تذوق أساليب القرآن المتنوعة في خطابه لخصومه والاستفادة منها في الدعوة إلى الله ، فمخاطبة الكفار يحتاج إلى الأسلوب الخطابي في العهد المكي عن طريق التركيز على إثبات وجود الله والبعث والعقيدة ، ومخاطبة أهل الكتاب والمنافقين يحتاج إلى أسلوب الخطابة في العهد المدني عن طرق مناقشتهم في عقيدتهم المنحرفة وبيان التحريف في كتبهم .
يتبــــــــــع


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الاسواني
الاداره موسس المنتدي
الاداره موسس المنتدي
محمد الاسواني

المــهنـه : علوم القرآن P_257n5lk1
المزاج : علوم القرآن P_2570wij1
دولتي : مصر
التعارف : من صفحه الحوادث
S M S : علوم القرآن 1449816029555
الهوايه : المطالعه
ذكر
الابراج : الجدي
عدد المساهمات : 3232
تاريخ التسجيل : 25/03/2014
العمر : 39
الموقع : https://sanko.ahlamontada.com

علوم القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرآن   علوم القرآن Emptyالأحد يوليو 12, 2015 9:24 am


 

المبحث الرابع : الناسخ والمنسوخ

أولاُ : معنى النسخ في اللغة :
جاء النسخ في لسان العرب على معان ثلاثة هي  :-
النقل والكتابة : ومثاله قولنا : (نسخت الكتاب) إذا نقلت ما فيه إلى غيره بدليل قوله تعالى : )إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(أي أن نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله .
2- التبديل والتغير : تقول العرب : (نسخ الشيء بالشيء) بمعنى استبدال الشيء بشيء آخر ، والدليل على ذلك قوله تعالى : )وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ (.
3- الرفع والإزالة : تقول العرب : (نسخت الشمسُ الظلَّ وانتسخته) أزالته والمعنى أذهبت الظل وحلت محله ، و (نسخت الرياح آثار الديار) غيرتها ، ويؤيد ذلك قوله تعالى : )مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا(  .
ثانياً : النسخ في الاصطلاح :
"هو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي آخر متأخر عنه في نفس الموضوع".
وعرفه الراغب في مفرداته : بأنه إزالة الحكم بحكم يتعقبه .
وعرفـه ابن الحاجـب : بأنه رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي آخر عنه .
ثالثاً : شروط النسخ :
يتضح من خلال معرفة معنى النسخ أن هناك شروطاً يجب مراعاتها عند النسخ هي :-
1- أن يكون الناسخ حكماً شرعياً ومتراخياً عن المنسوخ .
2- أن يكون المنسوخ حكماً شرعياً .
3- أن يكون بين الناسخ والمنسوخ تعارضاً ولا يمكن الجمع بينهما .
4- قال العلماء أن النسخ لا يقع إلا في الأوامر والنواهي ، ولا يتعلق بالعقيدة أو بذكر صفـات الله واليوم الآخر وأصول العبادات والمعاملات .
رابعاً : طريقة معرفة النسخ :
يعرف الناسخ والمنسوخ بطريقين همها :-
1- النقل الصريح عن الرسول  أو عن الصحابي الذي اشتُهر بالتفسير ، فقد ذكر السيوطي عن ابن الحصار قال : "إنما يرجع في النسخ على نقل صريح عن رسـول الله  أو عن صحابي يقول آية كذا نسخت كذا"  ، ويؤيد هذا قول الرسول  : "كنت نهيتكم من زيارة القبور ألا فزوروها"  وما ورد عن الصحابي يجب أن يفيد سبق أحد النصين المتعارضين على الآخر أو التراخي عنه ، كأن يقول : نزلت هذه الآية بعد تلك الآية أو نزلت هذه الآية قبل تلك الآية ، أو يقول هذا عام كذا ،
وكان معروفـاً سـبق الآية التي تعارضها أو كان معروفاً تأخرها عنها ... .
2- أن ينعقد إجماع من الأمة في أي عصر من عصورها على تعيين المتقدم من النصين والمتأخر .
3- لا يعتمد في معرفة الناسخ والمنسوخ على الاجتهـاد من غيـر سند ، ولا يعتمد أيضاً على قول المفسر هذا ناسخ أو منسوخ من غيـر دليـل ، لأن كلامه ليس بدليل.
خامساً : أنواع النسخ في القرآن الكريم :
النسخ في القرآن الكريم على ثلاثة أنواع وهي كالآتي :-
النوع الأول : نسخ الحكم والتلاوة :
بمعنى نسخ لفظ الآية والحكم الذي تدل عليه ومثاله ما ورد في صحيح مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : "كان فيما أُنزلَ من القرآن عشرُ رضعاتٍ معلوماتٍ يُحرِّمْنَ ، ثم نُسِخْنَ بخمسٍِ معلوماتٍ ، وتُوفّي رسول الله  وهن فيما يقرأ من القرآن"  .
الحديث صحيح وهو في حكم المرفوع إلى النبي  مع وقوفه على عائشة لأن هذا الموضوع لا يقال فيه بالرأي وإنما يلزمه التوقيف إلى رسول الله  .
وأما قولها أن النبي  توفي وهن فيما يقرأ من القرآن فيعني أن التلاوة نسخت ولم يبلغ ذلك النسخ كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله  حيث
توفي وبعض الناس يقرأ بها أي بمعنى أنه لم يصله خبر نسخها .
النوع الثاني : نسخ الحكم وبقاء التلاوة :
وهذا النوع يعنـي بقـاء لفظ الآية في المصحف ويعتبر من ضمن ما يتلى من القرآن أما الذي تتضمنـه هذه الآية فقد رفع العمل به لنزول نص آخر نسخ العمل بالأول . ومثاله قوله تعالى :)وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ(  . نسخت بقوله تعالى : :)وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً(  . فالآية الأولى أوضحت حكم العدة عند المرأة المتوفى عنها زوجها مرتبط بعام كامل ، وهذا نسخ بالآية الثانية التي أوضحت أربعة أشهر وعشراً مع بقاء تلاوة الآية المنسوخة .
ومثاله قوله تعالى : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَة(  نسخت بالآية التاليـة لهـا وهي قوله تعالى : )أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَـاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكـُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُـولَهُ وَاللَّهُ خَبِيـرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(  .
فالآية الأولى المنسوخة تضمنت وجوب تقديم الصدقة عند مناجاته  والانفراد معه في الحديث ، ونسخ هذا الحكم بالنص الثاني الذي جاء فيه التخفيف عن الأمة في هذا الجانب .
النوع الثالث : نسخ التلاوة وبقاء الحكم :
وهذا النوع يعني أن لفظ الآية ينسخ من القرآن ويبقى العمل بحكمها كما كان سابقاً واستدلوا على ذلك بما روي عن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب أنهما قالا : "كان فيما أنزل من القرآن الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البته نكالاً من الله والله عزيز حكيم" . فقد نسخت هذه الآية وبقي حكم الرجم على المحصن الزاني معمولاً به  .
سادساً : الحكمة من النسخ في القرآن :
1- مراعاة مصالح الناس : فحينما ينسخ الحكم الذي لا يصلح استمرار العمل به ويُستبدل بحكم آخر صالح يُحقق مصلحة أبناء المجتمع الإسلامي فهذا برهان قاطع على أن الله سبحانه وتعالى يريد الخير للناس وما ينفعهم في هذه الحياة .
2- تطور التشريع ووصله إلى مرحلة الكمال : يعلم الله بما يتحمله الناس في كل مرحلة من مراحل حياتهم فكان ينزل من الآيات ما يتناسب مع نفوسهم وحياتهم فقد جاءت آيات بشأن الخمر انتهت بتحريمه مع بقاء الآيات المنسوخات في الكتاب ليعطينا صورة عن تدرج التشريع في اقتلاع هذه العادة الاجتماعية السيئة بمسايرة سهلة واستجابة كاملة للعلاج وقناعه بالنتيجة لدى أبناء المجتمع الإسلامي .
3- ابتلاء المكلف واختباره بالامتثال لأمر الله أو عدمه ، فالمؤمن يقول سمعاً وطاعة لما جاء من عند الله سواء كان النسخ من الخفيف إلى الثقيل أو العكس ولا يجادل بل يلتزم ويعمل بالحكم الأخير وبذلك يكون له الأجر على الطاعة بعكس الإنسان الغير مؤمن فقد يجادل ويقع في الضلال . إرادة الخير لأبناء المجتمع والتيسير عليهم : إذا كان النسخ من الخفيف إلى الثقيل فإن فيه زيادة في الثواب والأجر عند الله وإن كان من الثقيل على الخفيف ففيه السهولة واليسر بالأمة .

المبحث الخامس : جمع القرآن الكريم

المطلب الأول : جمع القرآن في عهد الرسول  :
يطلق جمع القرآن ويراد به معنيين :-
1- جمع القرآن : بمعنى حفظه في الصدور :
عني الرسول  بالقرآن عناية شديدة ، فقد كان القرآن ينزل على النبي  ويحفظه ويبلغه للناس ويأمر كتّاب الوحي بكتابته ، ويدلهم على موضع المكتوب من سورته ، فيقول لهم : "ضعوا هذه السورة بجانب تلك السورة ، وضعوا هذه الآيات بإزاء تلك الآيات" ومن شدة حرص الرسول  على حفظ القرآن كان يحرك لسـانه بالقـرآن عنـد نزوله ، يقول تعالى : )لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه(  وكان  يعارض جبريل بالقرآن الكريم مرة في شهر رمضان من كل عام ، فلما كان العام الذي قبض فيه  عارضه به مرتين  ولم ينتقل الرسول  إلى الرفيق الأعلى إلا والقرآن كله مكتوباً في العصر النبوي ، لذلك نجد أن الرسول الكريم اتخذ كُتَّاباً يكتبون ما ينزل من القرآن أولاً بأول ، والدليل على ذلك ما روي عن أنس – رضي الله عنه
– قال : "جمـع القرآن على عهد النبي  أئمة كلهم من الأنصار أُبَي ومعاذ ابن جبـل ، وأبو زيد وزيد بن ثابت ، قلت لأنس : مَن أبو زيد ؟ قال : أحد
عمومتي وغيرهم"  .
أما الصحابة الكرام فقد اشتد تنافسهم على حفظ القرآن الكريم ، وتسابقوا إلى مدارسته وتفسيره والعمل به ، فكانوا لا يتجاوزون العشر آيات حتى يحفظوها ويعملوا بها ، فكانوا رهباناً بالليل ، فرساناً بالنهار ، يؤثرون قيـام الليل تهجداً بالقرآن ، حتى يُسمع لبيوتهم دويٌ كدوي النحل ، يقول تعالى : )كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(  وقال  لعبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : "اقرأ عليّ القرآن ، فقال ابن مسعود : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أحب أن أسمعه من غيري ، فقرأ عليه سورة النساء حتى إذا بلغ قوله تعالى : )فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً  قال : حسبك الآن ، قال ابن مسعود : فالتفت فإذا عيناه تذرفان"  .
2- جمع القرآن بمعنى كتابته :
اتخذ النبي  كُتَّاباً للوحي ، منهم الخلفاء الأربعة ، وزيد بن ثابت وأُبَي بن كعب وغيرهم ، على الرغم من أن أدوات الكتابة كانت قليلة ، فكانوا يكتبون حسبما تتوفر لديهم ، فمن هذه الوسائل :-
1- العَسب : جمع عسيب ، وهو جريد النخيل العريضة .
2- اللُخاف : جمع لَخفة بفتح اللام وسكون الخاء ، وهي حجارة رقاق .
3- الرِّقاع : جمع رقعة ، وقد تكون من جلد أو غيره .
الأكتاف : جمع كتف ، وهو عظم عريض في كتف الحيوان ، فقد كانوا يكتبون عليه بعد أن يجف .
5- الأقتاب : وهي الخشبة التي توضع على ظهر البعير ومفردها قتب  .
ويتضح مما سبق أن القرآن الكريم كان قد أخذ حظه من العناية حفظاً وكتابة ، ولم ينتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى إلا وقد حفظ القرآن في الصدور وفي السطور .
ثانياً : مميزات جمع القرآن في عهد النبي  :
1- كان القرآن الكريم مكتوباً بالأحرف السبعة التي تنزل بها على قلب النبي  ، قال  : "إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه"  .
2- كان القرآن مرتب الآيات غير مرتب السور ، بمعنى أن السور لم تكن مرتبة بعضها إثر بعض .
3- لم يكن القرآن في عهد النبي  مجموعاً في مصحف واحد ، بل كان مفرقاً في الرقاع وعلى الأكتاف ، ولكن كل سورة مجموعة في مكان مستقل .
4- بعض الآيات التي كُتبت في عهد النبي  ثم نُسخت تلاوتها بقيت مكتوبة حتى توفي رسول الله  وهي تُقرأ من القرآن.
ثالثاً : العوامل التي ساعدت الصحابة في حفظ القرآن :
رسوخ العقيدة في قلوبهم وحبهم لله ولرسوله  وحبهم لكتاب الله جعلهم يقبلون على حفظ القرآن في الصدور التي كانت مفعمة بالإيمان نتيجة الاعتقاد السليم .
2- كانوا أميين لا يعرفون القراءة والكتابة إلا قليل منهم مما جعلهم يعولون على الذاكرة وقوة الحفظ .
3- الأسلوب البليغ الذي امتاز به القرآن جعلهم يتذوقون كلام الله ويقبلون على حفظه .
4- قوة الحافظة التي امتازوا بها وسيلان الذهن حيث إنهم كانوا يحفظون التاريخ والأشعار .
5- النصوص الواردة في القرآن والتي تحث على حفظه وترهب من نسيانه أو هجره .
6- فرضية قراءته في الصلاة والتهجد به في الليل وهم أهل لذلك .
كل هذه العوامل مجتمعة دفعتهم لحفظ القرآن الكريم حتى حفظه عدد كبير ، فقد قتل سبعون من حفظة القرآن في بئر معونة وقتل أكثر من ذلك في معركة اليمامة مما يدل على كثرة العدد الذي حفظ القرآن في عهد الصحابة رضي الله عنهم  .
المطلب الثاني: جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه :
أولاً : الباعث على الجمع في عهد أبي بكر – رضي الله عنه - :
بعد أن تولى أبو بكر الخلافة واجه أحداثاً شداداً ، ومشاكل صعاباً ، منها موقعة اليمامة التي كانت سنة اثنتي عشر للهجرة ، وفيها دارت رحى الحرب بين المسلمين والمرتدين من أتباع مسيلمة الكذاب ، استُشهد فيها كثير من قراء الصحابة وحفظتهم للقرآن ، حتى وصل العدد إلى السبعين ، من
أجلِّهم : سالم مولى أبي حذيفة ، وقد عزَّ ذلك على عمر – رضي الله عنه – فدخل على أبي بكر واقترح عليه أن يجمع القرآن خشية الضياع بموت الحفاظ وقتل القراء ، فتردد أبو بكر – رضي الله عنه – أول الأمر ، وبعد مراجعـة عمر – رضي الله عنه – شرح الله صدر أبي بكر – رضي الله عنه – فأمر بجمع القرآن ، وانتدب جماعـة من الصحـابة وعلى رأسهم زيد بن ثابت الأنصاري ، وذلك لمكانته ولشهوده العَرضة الأخيـرة ، ولحفظة القرآن ، ولأنه كان من كتاب الوحي ، وكان معروفاً بورعه وخصوبة عقله  ويؤيد هذا القول أنه عندما كلف أبو بكر زيداً بجمع القرآن قال : "فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن" وقال : "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللحاف وصدور الرجال"  .
ثانياً : دستور أبي بكر – رضي الله عنه – في كتابة (جمع) المصحف :
انتهج زيد في جمعه للقرآن طريقة دقيقة محكمة ، وضعها له أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – تعتمد على مصدرين :-
المصدر الأول : ما كتب بين يدي رسول الله  وبلغ من مبالغته في الحيطة والحذر أنه لم يقبل شيئاً من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كتب بين يدي رسول الله  ويدل على ذلك ما أخرجه أبو داود أن أبا بكر قال لعمر ولزيد : "اقعدا على باب المسجد ، فمن جاء بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه"  .
المصدر الثاني : ما كان محفوظاً في صدور الرجال : والدليل على ذلك ما أخرجه أبو داود عن طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : "قدم عمر فقال : من كان تلقى من رسول الله  شيئاً من القرآن فليأت به ، وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب ، وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتى
يشهد شاهدان"  والمراد بالشاهدين الحفظ والكتابة .
وقال السيوطي : المراد بالشاهدين أنهما يشهدان على ذلك مما عُرض على النبي  عام وفاته .
قـال علي – كـرم الله وجهه – أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر – رحمة الله علـى أبي بكـر – هـو أول من جمع كتاب الله  ومن أدلـة اتباع زيد لهذا النهج أيضاً قوله إنـه لـم يجد آخر سورة براءة )لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسـُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ(   إلا مع أبي خزيمة الأنصاري مكتوبة ، ومع أن زيداً كان يحفظها وكان كثير من الصحابة يحفظونها ، ولكنه أراد أن يجمع بين الحفظ والكتابة زيادة في التوثيق ، فعاضد حفظها في صدور الصحابة مع المكتوب عند أبي خزيمة ، فأخذ حكم المتواتر ، وقيل إن الرسول  أوصى بشهادة أبي خزيمة ، لذا فأخذ حكم المتواتر  .
ثالثاً : مميزات الجمع في عهد الصديق – رضي الله عنه - :
أ- امتاز هذا الجمع بالدقة واتباع أصول التثبت العلمي ، حيث لم يقبل إلا ما تواتر عنه على أنه قرآن .
ب- اقتصر فيه على ما لم تُنسخ تلاوته .
ج- هذا الجمع كان شاملاً للأحرف السبعة التي نزل بها القرآن تيسيراً على الأمة الإسلامية .
د- كان مرتب الآيات غير مرتب السور وذلك لأن كل سورة بذاتها في صحيفة  .
المطلب الثالث : جمع القرآن في عهد عثمان – رضي الله عنه
أولاً : السبب الذي دعا عثمان – رضي الله عنه – إلى جمع القرآن الكريم :
اتسعت الفتوحات في زمن عثمان رضي الله عنه وتفرق المسلمون في الأمصار ، وطال عهد الناس بالرسول  والوحي ، وكان أهل كل إقليم يأخذون بقراءة من اشتُهر بينهم من الصحابة ، فأهل الشام يقرؤون بقراءة أُبي بن كعب ، وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود ، فكان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءة ، وهذا ما أدى إلى فتح باب الشقاق والنزاع في قراءة القرآن وكادت تكون فتنة في الأرض وفساد كبير  .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علوم القرآن
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قابيل وهابيل في القرآن :
» لا ﺗﺠﻌﻠﻮا القرآن مهجورآ
» قصة الصحابة "البكائين" في القرآن
»  قصة بلعام ابن باعوراء في القرآن
» قصه هامان في القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
زهـــور الـياسمين :: السيره النبويه وقصص الانبياء والصالحين والتابعين :: قصص ألآنبــيـاء عليهم السلام والقصص القرأني-