تمتلك المرأة قلبا محبا
تمتلك المرأة قلبا محبا، يتجه الى الله بكليته إذا ما استقام مصليا وراكعا، أو تسمّر بين يديه ضارعا وداعيا، وتتفاعل مع عاطفة الحب هذه عواطف شتى، تمنح هذا الكائن اللطيف رقة في كل شيء، وشموخا عند إدراك الفضيلة، ففي القرآن الكريم صور فصيحة لمواقف نسائية تتقدم فيها مشاهد العبادة لله، وتمنح المقدسات أجزاء من حياة النفس وحياة الأبناء
" رب إني نذرت لك ما في بطني محررا"،
وعند إدراك الحقيقة فإن المشاهد التي أدهشت العقل وحيرت النفوس، لا مكان لها في القلب لحظة الإيمان
" رب إني ظلمت نفسي وأسلمت
مع سليمان لله رب العالمين "
كان بإمكان السيدة وقد أدهشا القصر المنيف، وحيرتها رقة الماء تحت القواير أن تخر صريعة الإعجاب بصاحب القصر الأنيق، كما تفعل بعض الفتيات المفتونات بسيارة الشاب أو بيته، وشهرته في وسائل الإعلام أحيانا ، لكن المرأة التي أطلقت حكمة أكدها القرآن
" إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ... "
ما كان لها إلا أن تقدم النفس لله
لا لنبيه سليمان عليه السلام.*
إن الله الذي خلق الجنسين يعلم ما توسسس به كل نفس " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "
ويعلم ما يؤثر فيه ويفتنه؛ فرنّة من صوت خلخال تحرك في جسم الرجل سيلا من الغريزة،
وتفتح لعابه الجنسي بشكل مخيف
" ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن"،
أما الأصوات الرقيقة والعبارات المؤثرة فما
أشد وقعها على قلوب الذين يعانون المرض
" فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض "
إن كثيرا من عبارات النساء اليوم تكشف حروفُها رغائبَ جنسيةً خفية، وتبعث أصواتها حين تنطق - وهي مائلة - رسائل أخرى يفهما البعض دعوة.
كان بإمكان المرأة أن تبدي إعجابها من موقف معين أو رجل مبدع بعبارات رصينة ورزينة مثل: " جيد "، " مصيب "، " ممتاز" بدلا من : " كثير حلو "، " واااايد حلو "، " عسل ".*
موقف يتكرر مع الفتاة المؤمنة وهي تتقدم باتجاه موسى عليه السلام لتتلو على سمعه كلمات لا تضع للنفس مساحة للهوى أو في القلب موضعا للتأثر
" إن أبي يدعوك لجزيك أجر ما سقيت لنا "
ما أدق هذه العبارة وما أبلغها.
أين هذا مما تكتبه فتيات اليوم وهن يشاركن في الشبكات، أو يماحكن الشباب في مواقع الشات، لا تكاد تجد تعليقا لفتاة تستقيم فيه العبارات والحروف فـلفظة " تسلم " تكتب هكذا " يسلموووووووا" ولفظة "مشكور" تكتب هكذا : " مشكوووووووووو أخوي " وغير ذلك كثير.*
لا يمنع الفتاة شيئ من المشاركة الفاعلة في بناء الحياة؛ ولكن لتحذري، فما كل من أبدى منك قربا قاصدا للنصح طبعا، أو راغبا في الصداقة البريئة فمن بين هؤلاء من يتربص بك اللحظات، فافرضي على نفسك سياجا من الإيمان صِبغته الحياء، وراقبي لفظك وصوتك، فإن النفس أمارة بالسوء. وتلك هي الحقيقة التي أدركتها امرأة العزيز بعد أن حاولت فعلة السوء
" وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء "