العشر الأواخر قلب رمضان النابض
الحمد لله تعالى الذي زين الشهور برمضان. وأودع فيه عظيم كرمه وواسع الغفران. وخص عباده المؤمنين بليلة القدر من سائر الأزمان. وأصلي وأسلم على النبي من عدنان. وعلى آله وأصحابه وتابعيهم في الهدى والفرقان. وبعد:
أخي المسلم اختي المسلمه:
في هذه الدنيا سوقان.. سوق فانية، بضائعها وما فيها انما هو للتمتع في هذه الدنيا أياما معدودة وهي سوق يغشاها الصغير والكبير ويتنافس في حطامها الجميع.
وأما السوق الأخرى، فهي: السوق الباقية..
بضاعتها: طاعة الله تعالى..
وذكره تبارك وتعالى:
المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات
خير عند ربك ثوابا وخير أملا
[الكهف:46].
أخي: وكم هو غريب أن هذه السوق لا يغشاها الا القليلون وأما أكثر العباد فقد غفلوا عن بضاعتها.
أختي: كم هو محروم من أقبل على تلك السوق الفانية وغفل عن هذه السوق الباقية.. وما علم هذا المحروم ومن هو مثله في الحرمان أنه سيأتي يوم تصبح فيه بضائع هذه السوق الباقية في غاية الغلاء بل لا يحصلها الا من أخذ حظه قبل الممات.. تلك هي التجارة الرابحة
( تجارة الأعمال الصالحة ) فأين أنت منها؟.
أخي اختي: اياكم أن تكونوا من أولئك الذين أتقنوا التجارة في متاع الدنيا الزائل.. وفشلوا في التجارة الرابحة.. والبضاعة النفيسة ( الأعمال الصالحة ).
أخوتي.. أتاكم شهر التجارة الرابحة
أخوتي المسلمين: ها أنتم تستقبلوا شهر الرحمة..
والغفران.. شهر موسم الصالحات..
أخوتي في الله: هل أنتم من المبادرين الى الخيرات؟ وأنتم تستنشقوا عبير الشهر الزاكي ( شهر رمضان ) أخوتي: المبادرة الى الخيرات والصالحات كنز غال قليل أولئك الذين عرفوا غلاء قيمته..
أخوتي: ( كم يضيع الأدمي من ساعات يفوتهم فيها الثواب الجزيل وهذه الأيام مثل المزرعة، فكأنه قيل للانسان: كلما بذرت حبة أخرجنا لك ألف كر ( مكيال ضخم ) فهل يجوز للعقلاء أن يتوقفوا في البذر ويتوانوا؟) ابن الجوزي
أحبتي في الله: العجل... العجل.. البذار..البذار.. قبل حلول قاطع الأعمار.. وهاذم اللذاذات والأوطار.. ( الموت )
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة
عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين
[آل عمران:133].
قال سعيد بن جبير ( رحمه الله): سارعوا بالأعمال الصالحة ( الى مغفرة من ربكم ) قال:لذنوبكم.
قال رسول الله :
{ بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا }
[رواه مسلم].
أخوتي في الله: أتاكم شهر رمضان.. شهر سوق الأعمال الصالحة قائمة فيه.. فبادروا أخوتي.. وسارعوا في اغتنام أيامه.. لعلكم لا تحيوا لتدركوا رمضان آخر..
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
( كل شيء من الخير يبادر به ).
أخوتي: هي أيام الطاعات.. فلا تنقضي وحظكم منها قليلا.. فاياكم أن تكونوا غدا من النادمين على ضياعها.. فلا تخلطوها بدنس المعاصي..
من فاته الزرع في وقت البذار فما
تراه يحصد الا الهم والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته
في شهره وبحبل الله معتصما
غنيمة رمضان الغالية... العشر الأواخر
أخوتي في الله: يمر شهر رمضان المبارك بخيراته.. ونفحاته.. ويحمل بين طياته تلك اللؤلؤة النادرة في عقده النفيس..
( العشر الأواخر )
قيا لله وما فيها من الخيرات ويا لله وما فيها من البركات
أخوتي: لقد كان الصالحون يعدون الأيام عدا.. شوقا لذلك الذيل الزاهي.. والخاتمة العطرة..
( العشر الأواخر من رمضان )
قال الامام ابن رجب ( رحمه الله ): المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها عدا لانتظار ليالي العشر في كل عام، فاذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم، وخدموا محبوبهم.)
أخوتي في الله: هاهو رمضان يمر عليكم في كل عام.. وأنتم فيه على احدى الحالين: اما أن تكونوا من المتزودين من خيراته ونفحاته.. الفائزين بثمرته الغالية ( العتق من النار ) واما أن تكونوا من المحرومين.. الغافلين.. الذين انصرم رمضان ولم يتزودوا من نفحاته ومن كان هذا حاله فهو المحروم حقاً
أخوتي: ان أغلى ما في هذا الشهر المبارك تلك الايام المباركة ( العشر الأواخر ) وأغلى شيء في ( العشر الأواخر ) تلك الليلة الجليلة ( ليلة القدر )
عن أنس بن مالك قال: دخل رمضان
فقال رسول الله :
" ان هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها الا محروم " رواه ابن ماجه/ صحيح الترغيب: 986
أخوتي : تلك هي ( العشر الأواخر ) من شهر الرحمة.. والغفران.. من فاز بنفحاتها فهو الفائز حقا.. المفلح حقا.. السعيد حقا..
كيف تحيا في نفحات العشر الأواخر من رمضان؟
أخوتي : ان لتلك العشر الأواخر بهاء وسناء الأيام الطاهرة اللذان جعلهما الله تعالى لتلك المواسم الصالحة شهر رمضان.. يوم الجمعة.. أيام العشر من ذي الحجة..يوم عرفة... شهر الله المحرم.. يوم عاشوراء..
أخوتي:تلك هي مواسم الطاعات تمر عليك في كل عام فهل تذكرت شرفها؟ هل غنمت الصالحات فيها؟
أخوتي: هناك الكثيرون من الناس تمر عليهم هذه المواسم وهم غافلون عن شرفها وفضلها ولا تجد فيهم من يحاسب نفسه على تفريطها واضاعتها لخيرات تلك المواسم، ولكن تجد هذا المحروم عارفا.. متيقظا لكل مال يدخل جيبه متى دخل؟ ومتى خرج؟ وكم كان مقداره؟ وكم بقي منه؟
أخي: هاهي أيام العشر الفاضلة تزف اليك لتقول لك: خذ نصيبك مني قبل أن أرحل
أخوتي: لقد مرت عليكم هذه الغنيمة الباردة كثيرا فكيف كنتم تحيوا أيامها؟ هل كنتم فيها من العابدين المجتهدين؟ هل كنتم فيها من المنقطعين عن الدنيا؟
أخوتي في الله: ان أيام العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك أيام جعلها الله تعالى فرصة للعباد.. ليدركوا بها الدرجات العالية عنده.. وينالوا بها خير الدنيا والاخرة..
أخوتي: فلا غرابة اذا كان هذا حالها أن يجتهد فيها نبينا ما لا يجتهده في غيرها من الايام وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر.
عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت:
"كان رسول الله اذا دخل العشر أحيا الليل
وأيقظ أهله وجد وشد المئزر "
رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم: عن عائشة ( رضي الله عنها ): " كان رسول الله يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره "
قال الامام ابن حجر ( رحمه الله ): ( وفي الحديث الحرص على مداومة القيام في العشر الأخير، اشارة الى الحث على تجويد الخاتمة )
أخوتي: ذاك هو نبيكم كان حريصا على خير تلك الأيام وهو الأسوة الحسنة لأمته
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن
كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
( 21 ) الأحزاب
قال سفيان الثوري 0 رحمه الله ): ( أحب الي اذا دخل العشر الأواخر أن يتجهد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده الى الصلاة ان أطاقوا ذلك. )
أخوتي: كم وكم من الناس تجدهم مفرطين مضيعين لخير هذه الأيام باللهو والعبث فتجدهم يستقبلونها استقبال مودع لرمضان وقد تجد بعضهم يحدث نفسه بالعودة الى أيام اللهو والتمتع باللذات المحرمة
أخوتي: كم هم مساكين هؤلاء الذين لم يتنبهوا الى هذه الغنيمة الالهية التي جعلها الله تعالى خاتمة جميلة لأيام الشهر المبارك ( رمضان ).. ان مثل العشر الأواخر في رمضان كمثل قوم شهدوا وليمة فقدم لهم فيها ما لذ وطاب من انواع الطعام ثم قدم لهم في نهاية وليمتهم أطيب مما قدم لهم في بدايتها فقدمت لهم أطباق الحلواء والفاكهة ولذائذ المحليات.. ليختموا وليمتهم بخير ختام
أحبتي في الله: كذاك العشر الأواخر فان من ضيعها فهو كمن شهد بداية تلك الوليمة وغاب عن نهايتها ففاتته نلك اللذائذ.. فاذا حدته من شهدها ندم على ان لا يكون فيمن أصاب منها
أخي: تجد الكثيرين من الناس في أيام العشر الأواخر منصرفين للاعداد لأيام العيد حتى تضيع عليه تلك الايام الغالية وهو مشغول بالتجول في الاسواق
أخوتي: بامكانكم أن تعدوا ما تحتاجوا اليه من حاجيات العيد قبل دخول العشر الاواخر فان في الوقت متسع للتفرغ لتلك الايام المباركة وليس ذلك بالصعب ولكن الكثيرين تعودوا ان يشغلوا انفسهم بذلك في تلك الايام المباركة مع العلم بأن الذي يدخل السوق في بداية رمضان يقضي حاجاته بكل ارتياح، بعيدا عن مشقة الزحام، وما يترتب على ذلك من المفاسد الشرعية، من اختلاط، ونظر محرم وغير ذلك فلو فكر الكثيرون في ذلك لذهب عن الأسواق الزحام، وتلك المفاسد التي تحدث غالبا في نهاية الشهر.
أخوتي: فلتجعلوا هذه العشر الأواخر خاتمة حسنة لشهر صومكم. عسى الله تعالى أن يجعلكم من أهل الخواتم الحسنة يوم لقائه.
أخوتي في الله: لقد كان الصالحون اذا دخلت العشر الأواخر من رمضان تهيأوا لها واستقبلوها بالطهارة ظاهرا وباطنا قال الامام ابن جرير ( رحمه الله ):
( كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر )
وكان ابراهيم النخعي ( رحمه الله )
يغتسل في العشر كل ليلة
أخوتي: أيعجزكم أن تجتهدوا في عبادة ربكم تعالى عشرة أيام؟
أخوتي:ان اجتهدتم في هذه الأيام العشر أدركتم من الأجر والثواب والخير الشيء الكثير فلا تحرموا أ نفسكم هذا الخير وأنتم تستطيعوا ادراكه فبامكانكم أخوتي ادراك خير هذه الأيام ولو بالاجتهاد القليل ان أخلصتم لربك تعالى..
أحبتي: اذا دخلت عليكم أيام العشر فلتستقبلوها بنية صحيحة عازمة على اغتنامها وفعل الخيرات في أيامها.. وسلوا الله تعالى أن يعينكم على ذلك..
وما التوفيق الا من عند الله تعالى، فهو نعم
من سئل ونعم من أعطى تبارك وتعالى..
أخوتي.. هل جربتم الاعتكاف؟
أخوتي : تسمعوا عن الاعتكاف كثيرا.. فهل جربتم مرة من المرات هذه السنة العظيمة؟
أخوتي: الاعتكاف من سنن الهدى التي كان النبي يفعلها، وواظب عليه حتى قبضه الله تعالى اليه.
عن عائشة ( رضي الله عنها ):
" أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده "
رواه البخاري ومسلم
أخوتي: ان أحلى ما في الاعتكاف أنكم تخلو بربك تعالى فتتلذذوا بمناجاته ودعائه.. فتحيوا حياة
جديدة بعيدة عن أكدار الدنيا ومشاغلها.
أخوتي: لا يعرف لذة الاعتكاف الا من ذاقه.. فجربوه احبتي فستجدوا له حلاوة تلازمكم شهدها عامكم كله
ومن فوائد الاعتكاف: تزكية النفس وتطهيرها من أدرانها.. فان من لزم باب ربه تعالى عشرة أيام متوالية في بيت من بيوته تعالى وفي شهره المبارك وفي العشر المباركة من الشهر المبارك فان ذلك كاف في تطهير قلب المعتكف ونافع له ان هو حافظ على تلك الآثار الطيبة التي تنتج عن الاعتكاف من خشوع، وخضوع لله تعالى، واقبال، وحلاوة ذكر، وتجريد للعبادة..
ومن فوائده: تحري ليلة القدر، وهي أغلى ما في العشر الأواخر، ومن أجلها اعتكف المعتكف..
قالت عائشة ( رضي الله عنها )
:كان رسو ل الله يجاور في العشر الأواخر من رمضان. ويقول:
" تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " رواه البخاري ومسلم
فان المعتكف من أكثر الناس حظا من نفحات تلك الليلة المباركة، فيصادفها المعتكف قانتا.. عابدا.. ذاكرا لله تعالى.. مع ما هو من الاستكانة والتضرع والخضوع لله تعالى.
أخي: هذه بعض الثمرات التي تجنيها من اعتكافك في هذه الايام المباركة..وهنالك من الثمرات ما لا يستطيع القلم وصفها من جلائل وأسرار هذه السنة المباركة..
أخوتي : فلتكونوا دوما ذا عزيمة صادقة، وأحسن العزم ما كان في طاعة الله تعالى، فانفضوا عن كاهلك غبار الكسل.. وجربوا هذا الدواء العجيب ( الاعتكاف ) وليس من سمع أو رأى كمن جرب ونفعني الله واياك بطاعاته..
لؤلؤة العشر الأواخر ( ليلة القدر )
أحبتي في الله: لقد أكرم الله تعالى أمة محمد بليلة القدر، فكان العمل فيها خيرا من العمل في ألف شهر
اخوتي: هذه الليلة أمل المؤمنين.. وغاية الصالحين..
فهل أنتم أحبتي من الحريصين على خيرها؟
فيا لله كم في هذه الليلة المباركة من الخيرات والنفحات
ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر [القدر:3].
قال النخعي رحمه الله:
( العمل فيها خير من العمل في ألف شهر )
أخوتي: وقد وصف الله تعالى هذه الليلة بأنها سلام
سلام هي حتى مطلع الفجر [القدر:5].
قال قتادة رحمه الله:
( انما هي بركة كلها وخير الى مطلع الفجر )
وقال الضحاك رحمه الله:
( لا يقدرّ الله في تلك الليلة إلا السلامة وفي سائر الليالي يقضي بالبلايا والسلامة )
وقال الحسن البصري رحمه الله:
( إذا كان ليلة القدر لم تزل الملائكة تخفق باجنحتها بالسلام من الله والرحمة من لدن صلاة المغرب الى طلوع الفجر )
اخوتي: انها ليلة نزول الملائكة.. ليلة الخيرات.. ليلة النفحات.. ليلة العتق من النار.. ليلة الرحمة..
من فاتته هذه الليلة فهو المحروم حقاً
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
{ من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم
[رواه ابن ماجه:صحيح الترغيب: 986].
أخوتي: ولعظمة هذه الليلة كان الصالحون يتهيأون لها ويستقبلونها كما يستقبلون الأعياد
• كان لتميم الداري حلة اشتراها بألف درهم كان يلبسها في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر.
وكان ثابت البناني وحميد الطويل - رحمهما الله - يلبسان أحسن ثيابهما ويتطيبان، ويطيبون المسجد بأنواع الطيب، في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر.
أخوتي: ألا تحبوا أن تكونوا من المغفور لهم؟
ألا تحبوا أن تنالوا خيري الدنيا والاخرة؟
أحبتي: ان ليلة القدر ليلة دعاء.. ليلة طلب الحاجات من ملك الملوك.. الغني.. من بيده خزائن السماوات والأرض..
وقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي فقالت:
يا رسول الله أرأيت ان علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال:
{ قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني } ]رواه الترمذي، صحيح الترمذي:3513].
أحبتي: اجعلوا طلب الغفران والعفو في تلك الليلة في مقدمة دعائكم.. وسلوا الله تعالى المعافاة في الدنيا والآخرة.. ولا تدخرن دعاء فيه صلاحكم من خير الدنيا والآخرة..
أخوتي: ليلة القدر فرصة غالية في عمرك..فلا تمرن عليكم وأنتم غافلون وهل ترجو أحبتي من صيامكم الا غفران الذنوب.. والسعادة في الدنيا والأخرة؟
فاذا فاتتك أحبتي ليلة القدر فأي فائدة استفدتوها من صومكم؟
أخوتي: ليلة القدر ما هي إلا منحة إلهية، وعطية ربانية ادخرها الله تعالى لعباده الصائمين في نهاية صومهم وجعلني الله وإياكم أحبتي من المقبولين في شهر الصيام.. ومن المحظوظين بليلة القدر والتمام..
ومن الهانئين في الدارين على الدوام..
والحمد لله تعالى أولاً وآخراً،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.