نسب الأيّوبيين , الملك الأمجد الأيّوبي
تحقيق : صلاح الدّين المنجّد .
ضمن سلسة "رسائل ونصوص "
يشرف عليها وينشرها " صلاح الدين المنجّد
الكتاب رقم -9-
يحتوي على رسالتين
1- أسماء الذين راموا الخلافة للحافظ الذهبي .
2- نسب الأيّوبيين للملك الامجد الأيّوبي .
3- جزء من كتاب "الفوائد الجليّة في الفرائد الناصرية "
نشرها وقدّم لها الدكتور : صلاح الدين المنجّد
عن دار الكتاب الجديد لبنان بيروت
1978 م / 1398 ه
الكتاب بالكامل في 63 صفحة ..
الحجم 706 كيلو بايت ...
مقدمة الأستاذ المحقّق الدكتور صلاح الدّين
المنجّد لرسالة نسب الأيوبيين :
" أثار المؤرخون المسلمون أمر نسب بني أيوب ,
هل هم أكراد أم عرب , في أياب الأيوبيين أنفسهم ,
فتكلم عن ذلك
ابن الأثير , وابن أبي طيّ , وأبو شامة
ثم بعد ذلك ابن العديم , وابن واصل ,
وابن خلكان , والمقريزي ,
فهؤلاء جميعا ذكروا ما سمعوه عن الاختلاف في نسب بني أيوب . وحاول بعضم معرفة
الحقيقة فأدلى بما أنتهى إليه رأيه .
والأقوال التي وردت في أصل بني أيوب
تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
1- فمن المؤرخين من ذكر أنهم من العرب ,
وهؤلاء اختلفوا أيضا فقالوا :
أ- إنّهم من بني ربيعة الفرس .
ب- أو من بني عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء .
ت- أو إنهم من بني أميّة .
ث- أو إنهم من بني حامد بن طارق من بقية أولاد حميد
بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ .
ج- أو أنهم من بني كرد بن مرد بن عمرو
بن صعصعة بن معاوية بن بكر.
ح- أو إنهم من أبناء علي بن أحمد المرّي , الذي
يتّصل نسبه بعوف بن لؤي , ويصل إلى مُضر .
2- ومنهم من قال إنهم من الأكراد الروادية ,
وهم من أشراف الاكراد وأصلهم من أذربيجان .
3- ومنهم من قال إنهم من الفرس (العجم) فهم إمّا :
أ- من ولد كرد بن أسفندام بن منوجهر .
ب- أو من سلالة الإيرانيين الذين لجأوا إلى أعالي
الجبال فراراً من ظُلم الضّحّاك بيوراسب السّفّاك .
ت- أو من قبيلة من قبائل العجم .
على أنّه لم يصلنا نَسَبٌ مكتوب كتبه أحد بني أيّوب ,
ليكون حجّة قاطعة في هذه المشكلة . حتى أطّلعنا على كتاب
(الفوائد الجليّة في الفرائد الناصرية ) .
وهو ديوان رسائل السّلطان الملك النّاصر داود بن الملك المعظّم عيسى بن الملك العادل بن أيوب ,
المتوفّى سنة 656 ه – 1258 م .
وقد جمع هذا الديوان ولده الملك الامجد الحسن بن داود ,
وصدّره بمقدمة رتبها على قسمين .
القسم الأوّل في نسب الأيوبيين , والقسم الثاني
في مآثر أبيه الملك الناصر .
ويُعتبر القسم الأوّل أوّل نسب كتبه أحد الأيّوبيين عن بني أيّوب.
أما القسم الثاني فهو ترجمة حافلة مؤثّرة للملك النّاصر ,
يتبعها مختارات من نظمه ونثره
وقد ساق الملك الحسن بن داود جميع ما قيل
عن نسب أجداده , وناقش ذلك ,
وقطع أنّهم ليسوا أكرادا , بل نزلوا عند الأكراد ,فنُسبوا إليهم . ورجّح صحة النسب التي وضعها الحسن بن غريب الحرشي , وعرضها على الملك المعظّم عيسى – عالم بني أيّوب – فسمعها منه , وأسمعها ابنه الملك الناصر داود , وذلك سنة 619 ه , ولم يعترض عليها المعظّم ,
يقول الملك الحسن :
" وإنما أميل إلى هذا النسب لأن جدّي" الملك المعظّم " رحمه الله قبلها مع علمه واطّلاعه ومعرفته بالفقه وبالعربية , وأياّم الناس . وقد صحب والده الملك العادل دهراً . وأدرك جماعة ممن لهم تقدّم واختصاص بجدّه ( أيّوب ) فهو أعلم بحالهم الأوّل " أ ه .
وساق القطب اليونيني في ذيل مرآة الزمان ترجمة طويلة له .
وقال : كان الملك الأمجد الحسن بن داود من الفضلاء , عنده مشاركة جيدة في كثير من العلوم , وله معرفة تامّة بالأدب , ومحاسنه كثيرة , ومكارمه غزيره , واشتغل على العلماء وحصل ....وكان جميع أهل بيته يعظّمونه ويعترفون بتقدّمه عليهم , حتى عمّ أبيه الملك الأمجد تقي الدّين بن العادل , وكذلك سائر الأمراء وأرباب الدّولة, وله اليد الطّولى في التّرسّل , مع حُسن الخط ....وكان عنده من الكتب النّفيسة مالايوجد عند غيره , فوهب معظمها لأصحابه وإخوانه , وسمع الكثير وحصّل الفوائد ...وكانت وفاته بدمشق ليلة الأثنين سادس عشر جمادى الأولى (670)
ودُفن من الغد بسفح قاسيون في تربة جدّه الملك المعظم .
وذكر الذهبي وفاته فقال :
"الملك الأمجد السّيد الجّليل حسن بن النّاصر داود صاحب الكرك , في جمادى الأولى , كهلا "
فمن هذه النصوص نرى أن الملك الحسن كان عالما
أديبا مطّلعا حتى سمّاه الذهبي "السيد الجليل " .
لذلك كان نفيه أن يكون بني أيّوب من الأكراد هو القول الفصل ,
لأنّه أدرى بنسبه وأعلم بأسرته .
أمّا ميله لتصديق النسب الذي صنعه الحسن بن غريب الحرشي , فلأن جدّه المعظّم وأباه الناصر داود سمعاه من مؤلّفه ولم يعترضا عليه . فلو كان فيه ما يوجب الشك ,لنفيا أن يكون صحيحاً .
وقد نقل ابن خلكان هذا النسب الذي صنعه الحرشي ونقله عنه ابن واصل دون أن يذكر مصدره . "
أنتهى هنا كلام المنجد في المقدّمة ..
اعتمد المنجّد على مخطوطتين إحداهما في المتحف البريطاني
وأخرى في مكتبة أيا صوفيا باستانبول