محمد الاسواني الاداره موسس المنتدي
المــهنـه : المزاج : دولتي : التعارف : من صفحه الحوادث S M S : الهوايه : الابراج : عدد المساهمات : 3232 تاريخ التسجيل : 25/03/2014 العمر : 39 الموقع : https://sanko.ahlamontada.com
| موضوع: محن الأئمة والدعاة عبر التاريخ: السبت يوليو 16, 2016 12:44 am | |
| محن الأئمة والدعاة عبر التاريخ: وتاريخ الاسلام حافل بمواقف وبطولات الائمة والدعاة الذين تعرضوا لأبشع أنواع الاضطهاد والتعذيب والتنكيل على مر العصور..وان على دعاة الاسلام في كل زمان ومكان أن يحذو حذوهم ويصبروا صبرهم ويتابعوا طريقهم ليكونوا خير خلف لخير سلف.. وان عليهم أن يدركوا أنهم امتداد لدعوة مباركة أصحابها مجاهدون وشهداء وليس فلاسفة وخطباء؟وسنعرض في هذه العجالة لبعض البطولات التي سجلها أئمة ودعاة في مواجهة الطغيان والطاغوت.. لنتعرف الى ثبات هؤلاء وصبرهم، ولنأخذ من ذلك العزاء في البأساء والضراء وحين البأس، ولتمضي كتيبة الرحمن لا يضرها من خالفها حتى يأتي أمر الله.. من هؤلاء سعيد بن المسيب رضي الله عنه.. ذلك أن عبد الملك بن مروان عندما عجز أن يجره الى صفه وهو سيد التابعين، أمر بجلده فجلده خمسين سوطا، ثم طافوا به أسواق المدينة، ومنعوا الناس أن يجالسوه. فكان من ورعه أنه كان يحذر الناس من مجالسته حتى لا ينالهم أذى بسببه.. ولقد استمر في صلابته واستمر جلده وتعذيبه حتى لقي وجه ربه رحمه الله..... ومنهم سعيد بن جبير الامام الممتحن.. لقد تعرض لنقمة الحجاج بن يوسف فاسق بني ثقيف وبطشه وجبروته، فلم تضعف له قناة ولم تلن له عزيمة حتى قضى نحبه. وعندما أمر الحجاج بن يوسف بذبحه، قال:" أما أنا فأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة، اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي". فذبح من الوريد الى الوريد ولسانه رطب بذكر الله.. ولقد قال الامام أحمد بن حنبل فيه: " قتل الحجاج سعيد بن جبير وماعلى وجه الأرض أحد الا وهو مفتقر الى علمه". ومنهم ابو حنيفة النعمان رضي الله عنه.. فقد كان غير راض عن سياسة أبي جعفر المنصور.. وروي عن داود بن راشد الواسطي أنه قال: كنت شاهدا حين عذب الامام كان يخرج في كل مرة فيضرب عشرة أسواط حتى ضرب مائة وعشرة أسواط.. فلما تتابع عليه الضرب قال خفيا" اللهم أبعد عني شرهم بقدرتك" فلما أصر على موقفه دسوا له السم فقتلوه. كان أبو حنيفة جلدا في جهاده قويا في جلاده حتى وهو يلفظ النفس الأخير.. فقد أوصى بأن يدفن في أرض طيبة لم يجر عليها غضب، أو أنها اغتصبت من قبل أمير. حتى يروى أن أبا جعفر عندما بلغه ذلك قال: من يعذرني من أبي حنيفة حيا أو ميتا... وكان منهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.. والمحنة التي تعرض لها هذا الامام الجليل أكبر من أن يحتملها انسان.. قال الامام أحمد:" فلما ضجر المعتصم وطال المجلس قال: عليك لعنة الله، لقد كنت طمعت فيك. خذوه..اخلعوا ثيابه.. اسحبوه.. فأخذت فسحبت. ثم قال: العقابين والسياط، فجيء بالعقابين والسياط.. ثم قال لأحد الجلادين: ادنه أوجع قطع الله يدك.. فتقدم فضربني سوطين ثم تنحى. فلما ضرب الامام أحمد سوطا قال: بسم الله.. فلما ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوة الا بالله.. فلما صرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق.. فلما ضرب الرابع قال: قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا.. فضربه تسعين وعشرين سوطا.. وهكذا تتابع المحنة في حياة الامام أحمد حتى يلقى الله وهو على ذلك.. وكان منهم العز بن عبدالسلام سلطان العلماء.. فقد كان العز صداعا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم.. فعندما استعان اسماعيل بالصليبين وسمح لهم بدخول دمشق وشراء السلاح واستعان بهم على قتال أخيه نجم الدين عام 138 هـ هب العز بن عبدالسلام في وجه الخيانة وأفتى بتحريم بيع السلاح لهم.. وفي خطبة له على منبر المسجد الأموي بدمشق أعلن آراءه بكل صراحة، وشدد في الانكار على السلطان، وعلى سياسته وخيانته، ثم دعا بدعاء قال فيه: اللهم أبرم لهذه الأمة ابرام رشد يعز فيه أولياؤك ويذل أعداؤك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك. وعندما أشار عليه المسلمون بأن يغادر البلاد وينجو بنفسه من بطش السلطان قال " لا والله لا أهرب ولا اختبئ، وانما نحن في بداية الجهاد، ولم نعمل شيئا بعد، وقد وطنت نفسي على احتمال ما ألقى في هذا السبيل، والله لا يضيع عمل الصابرين". محن الدعاة في العصر الحديث: والدعوة الاسلامية والدعاة الى الله تعرّضوا، على امتداد نصف القرن الماضي وحتى اليوم لمؤامرات شتى من أعداء الاسلام في الداخل والخارج.. لقد اغتيل منهم من اغتيل وقتل منهم من قتل وشرّد منهم من شرّد لأنهم أصروا أن يقولوا ربنا الله..واتهموا بالعمالة للاستعمار والذين اتهموهم هم العملاء والأجراء؟اتهموا بالخيانة ثم جاءت الأيام لتدمغ متهميهم بالخيانة؟كانوا حربا على الوجود الصهيوني في فلسطين من أول يوم، وقدموا الشهداء يوم كان الحكام يقدمون لأعداء الأمة الولاء؟كانوا حربا على الاستعمار الغربي، وخاضوا معارك القتال ضد الانجليز يوم الهامات والمقامات تتمسح على أعتاب الاستعمار؟وكانوا حربا على الشيوعية والالحاد قبل أن تتكامل مؤامراتها على الأمة الاسلامية، وقبل ان تتسبب لها بالنكسات والنكبات؟ ففي مصر تعرضت الدعوة وأصحابها على مدار العهود السابقة لشتى أنواع البطش والتنكيل والاضطهاد.. لقد واجه جيل بأكمله ممن تخرجوا من مدرسة محمد بن عبدالله مؤامرة رهيبة لتصفيته.. استشهد حسن البنا المرشد العام للاخوان المسلمين عام 1949 على أيدي الطغمة الحاكمة وضمن مخطط وضعه الانجليز للقضاء على الحركة الاسلامية التي هزت امبراطوريتهم.. وذنب الامام الشهيد أنه صفع بالحق وجوه العبيد، ودعا لاخراج الناس من عبودية الطغاة والدوران في فلك الاستعمار الى عزة الاسلام وعبادة الله الواحد القهار.. فكان جزاؤه بضع رصاصات اخترقت جسده في وضح النهار { وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}. وفي العام 1954 سيق العالم الجليل عبدالقادر عودة الى حبل المشنقة، كما يساق القتلة والمجرمون، لأنه لم يرضى الدنية في دينه.. وقال للطغاة لا يوم كانت الهامات تنحني لهم رهبا ورغبا. وصدق رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حيث يقول: " اذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها". وفي عام 1966 حكمت محكمة الطواغيت، ظلما وعدوانا وزورا وبهتانا على المفكر الاسلامي الكبير سيد قطب، وقد لفقت عليه دولة المخابرات يومذاك اتهامات وأراجيف حملتها وسائل الاعلام بأسلوب وغد خسيس لاثارة الدهماء من الناس على الحركة الاسلامية وعلى أبنائها { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون}. وفي ايران حكمت محكمة خاصة عام 1956 على المجاهد نواب صفوى ومجموعة من مجاهدي منظمة فدائيا اسلام بالموت ثمنا لانحراف السياسة الايرانية وارتباطها بعجلة الاستعمار الغربي.. فقد كان الشهيد واخوانه ينددون بهذه السياسة، وينادون بانتهاج سياسة مستقلة بعيدة عن مناطق النفوذ ويدعون الى تطبيق شرع الله في أجهزة الدولة والحكم.. وفي العراق اغتالت اليد الآثمة في السبعينات عددا كبيرا من الأئمة والدعاة، كما جرت وتجري تصفية الكثيرين في السجون والمعتقلات بل وفي بيوتهم ضمن مخطط يرمي الى استئصال الوجود الاسلامي. ولقد كان من هؤلاء الشهداء: الشيخ عبدالعزيز البدري صاحب كتاب حكم الاسلام في الاشتراكية.. والعلامة الشيخ عارف البصري.. والمجاهد عزالدين القباني.. والمجاهد عماد الدين تبريزي.. والشهيد هاشم عبدالسلام.. والشهيد عبدالرزاق شندالة.. والشهيد محمد البنا وغيرهم.. وفي عام 1976 قاضت روح المجاهد مروان حديد " أبو خالد" الى بارئها وهو في السجن تشكو الى الله ظلم الظالمين، بعد أن ذاق الجسد كل صنوف العذاب والأذى وبأبشع الأساليب وأحقرها وأخسها.. وهكذا تتتابع المحن في حياة الدعوة والدعاة.. فيشقى الطغاة بقتل الدعاة، ويسعد الدعاة بلقاء الله..فحينما تواجه الدعوة الى الاسلام الارهاب والسجون والمشانق وتصبح جهادا ثقيلا وتضحية.. حينئذ يجد الجد وينتهي اللهو واللعب، ويتميز الذين يفهمون الدعوة جهادا مريرا وتضحية في سبيل الله بكل نفيس، من الذين يريدونها حياة هادئة من غير بذل ولا عطاء كأنهم نسوا قول الله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ قد يخيل للبعض ممن تحملهم الدعوة ويحلونها.. وممن يتقلون مبادئها دون أن يتفاعلوا معها.. قد يخيّل اليهم أن بناء الأمة، وانطلاق المسيرة، وانتصار الاسلام يمكن ان يكون بغير ذات الشوكة، بغير معاناة أو تعب، وكأنهم نسوا قول رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات}
رواه مسلم وأحمد والترمذي وقوله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة". رواه الحاكم والترمذي. فالذين لم يعرفوا بعد طبيعة هذا الطريق عليهم أن يراجعوا الحساب ويعيدوا النظر، قبل أن يقع الامتحان، ويحدث ما ليس بالحسبان {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ}.ان الذين يبدأون السير في درب الاسلام كثيرون.. أما الذين يكملون الطريق فقليلون..فنسأل الله الثبات على طريق دعوته حتى نلقاه.. رابعا:وشيطان يضله: والشدة الرابعة التي يتعرض لها الداعية، والتي تفوق في ضراوتها وخطرها كل الشدائد، بل هي مفتاح كل شدة وبلاء، وسبب كل انحراف والتواء، تلكم هي شدة مكائد الشيطان وتلبيس ابليس ومضلات الهوى..والداعية يبقى بخير، كائنا ما كانت الشدائد الخارجية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، ما لم يتخاذل ويضعف أمام شيطانه.. فالشيطان هو العدو الأكبر للمؤمنين، لا يفتأ يمكر ويوسوس ويستدرج ما بقيت الحياة وبقي الايمان { قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين* الا عبادك منهم المخلصين* قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين} الزمر 82.ودعاة الاسلام يجب أن يكونوا أشد احتراسا من الشيطان منهم من عدوهم.. لأنه أعدى الأعداء وأمكر الماكرين { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }
{ ألم أعهد اليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين، وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم، ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون}.وخطورة ما في الشيطان وتلبيسه ووسوسته أنه ان أغلق دونه منفذ جاء من ثان، وان خنس من جانب وسوس من آخر.. وصدق رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حيث يقول: { ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من الجسد} متفق عليه، وقال رجل للحسن، يا أبا سعيد: أينام الشيطان؟ فتبسم وقال: لو نام لاسترحنا.. واذا أراد الدعاة أن يعرفوا مكائد الشيطان وطرق غوايته فحسبهم أن يستمعوا الى قصة رواها رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حيث قال: { كان راهب في بني اسرائيل، فعمد الشيطان الى جارية فخنقها وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب. فأتوا بها اليه فأبى أن يقبلها، فلم يزالوا به حتى قبلها. فلما كانت عنده ليعالجها أتاه الشيطان فزين له مقاربتها ولم يزل به حتى واقعها فحملت منه. فوسوس اليه وقال: الآن تفتضح، ياتيك أهلها، فاقتلها فان سألوك فقل ماتت. فقتلها ودفنتها. فأتى الشيطان أهلها فوسوس اليهم وألقى في قلوبهم انه أحبلها ثم قتلها ودفنها. فأتاه أهلها فسألوه عنها فقال: ماتت، فأخذوه بها، فأتاه الشيطان فقال: أنا الذي خنقتها وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها، فأطعني تنجح وأخلصك منهم، قال: بماذا؟ قال: اسجد لي سجدتين. فسجد له سجدتين، فقال له الشيطان، اني بريء منك. فهو الذي قال تعالى فيه: { كمثل الشيطان اذا قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني برئ منك}. مداخل الشيطان: أما مداخل الشيطان الى القلوب فأكثر من أن تحصى.. وحسبنا أن نلخص هنا بعض هذه المداخل مما ورد في كتاب الاحياء الجزء الثالث: الغضب: فالغضب يطفي التفكير والعقل، ويفتح باب النفس على مصراعيها أمام هجمات الشيطان.. ولهذا كان عقل الانسان من أكبر ما يتحصن به في مواجهة لقاءات الشيطان ووسوسات ابليس.. ولهذا قال رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] " (ان الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الواعي عند حلول العقبات".وذكر بعض الأولياء أنه قال لابليس: ارني كيف تغلب ابن آدم؟ فقال: آخذه عند الغضب والهوى.. ولهذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب فقال:" لا تغضب". الشهوة: والشهوة من أوسع مداخل الشيطان الى النفس البشرية.. وأعني بالشهوة شهوات الجسد كلها.. شهوة البطن للطعام.. وشهوة الفرج للجماع.. وشهوة النفس للمال..ولذلك نظم الاسلام وسائل اشباع هذه الشهوات، وبيّن حدودها ومعالمها حتى لا تكون سبيلا يدخل منه الشيطان الى النفس ويفسدها ويخربها..ففي شهوة البطن حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التخمة بقوله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه".وفي شهوة الفرج قال رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : " اضمن لي ما بين لحييك وما بين فخذيك أضمن لك الجنة" وقال تعالى: { والذين هم لفروجهم حافظون}.وفي شهوة النفس للمال يصف الله المؤمنين فيقول: { للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا} ويصفهم رسول الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فيقول: " ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس". العجلة: وكثيرا ما تدفع اعجلة للوقوع في كثير من الشبهات والمهالك.فالعجلة وعدم التثبت قد يوقعان المؤمن في غيبة أخيه..والعجلة قد تقذف بالمؤمن للوقوع فيما حرّم الله..والعجلة قد تسبب بوقوع الفتن والكوارث في حياة الجماعات.ولهذا كله كان رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يحذر من مغبة العجلة فيقول: " العجلة من الشيطان والتأني من الله تعالى". الحسد: ومن مداخل الشيطان وأسلحته الفتاكة الحسد.. فهو يطفئ نور العقل ويعمي هدي البصيرة، ويجعل الانسان عبدا أسيرا لحسده وحقده.. وبالتالي يدفعه لسلوك أي سبيل مهما كان ملتويا للكيد ممن يحسده.. ولقد سبق أن أسهبنا في الكلام عن الحسد فيما تقدم.. البخل: ومن مداخل الشيطان الى النفس البخل وخوف الفقر وهما صفتان تمنعان من بذل الخير وعمل البركة ومن الانفاق في سبيل الله والتصدق على أهل الحاجة، بل وتبلدان الحس الانسانيوالشعور بشعور الآخرين.. يقول الله تعالى: { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم}.قال سفيان: ليس للشيطان سلاح مثل خوف الفقر.. فاذا قبل ذلك منه، أخذ في الباطل، ومنع من الحق، وتكلم بالهوى وظن بربه ظن السوء.. الكبر: ومن عظيم مداخل الشيطان الى النفس الكبر والغرور.. وهذا الداء العضال هو الذي هوى بابليس من السماء الى الأرض { قال أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين} ولهذا كان رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يتعوذ بالله من نفخة الكبرياء.. سوء الظن بالمسلمين: وهو من المداخل الشيطانية التي بها تنفصم العرى، وتنقطع الأواصر، وتتمزق الصفوف.. والتي بها تحل الفتن، وتشيع الفاحشة، ويعم البلاء..ولهذا حذر القرآن من سوء الظن يقول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم} وقال رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : " اتقوا الله موضع التهم". كيف تسد مداخل الشيطان؟ يقول الله تعالى: { ان الذين اتقوا اذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون} يقول الله تعالى: { فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}.ومن هذه الآيات يتبين لنا أن تقوى الله تعالى، والاستعاذة به، ودوام ذكره ومراقبته، وحسن عبادته، من أهم عوامل الوقاية من الشيطان الرجيم..وصدق رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حيث يقول: { اذا ذكر الانسان الله خنّس شيطانه واذا غفل وسوس}.ويحكى أن محمد بن واسع كان يقول كل يوم بعد صلاة الصبح: اللهم انك سلطت علينا عدوا بصيرا بعيوبنا، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم.. اللهم فآيسه منا كما آيسته من رحمتك، وقنّطه منا كما قنّطه من عفوك، وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك. انك على كل شيء قدير.قال: فتمثل له ابليس يوما في طريق المسجد فقال له: يا ابن واسع هل تعرفني؟ قال: وما أنت؟ قال: أنا ابليس. قال: وما تريد؟ قال: أريد أن لا تعلم أحدا هذه الاستعاذة ولا أتعرض لك. قال: والله لا أمنعها من أرادها فاصنع ما شئت. وقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " لقد أتاني الشيطان فنازعني ثم نازعني، فأهذت بحلقه. فوالذي بعثني بالحق ما أرسلته حتى وجدت من دماء لسانه على يدي، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح طريحا في المسجد" أخرجه ابن أبي الدنيا وللبخاري رواية أخرى شبيهة واسناده جيد.. فالذاكرون الله كثيرا والذاكرات.. والتائبون الى الله من ذنوبهم والتائبات.. ولمستغفرون والمستغفرات، هم الذين يستعصون على الشيطان ويتعبونه ثم لا يبلغ منهم مراده..أما الغافلون عن ذكر الله.. أم المصرون على المعصية.. أم المتكاسلون عن العبادة.. الذين لا تتجافى جنوبهم عن المضاجع. الذين جعلوا الدنيا أكبر همهم، فهؤلاء كالخاتم في يد الشيطان يصنع بهم ما يشاء. قال وهيب بن الورد: بلغنا أن ابليس تمثل ليحيى بن زكريا عليهما السلام فقال اني أريد أن أنصحك، قال: لا حاجة لي في نصحك، ولكن أخبرني عن بني آدم؟ قال: هم عندنا ثلاثة أصناف:أما صنف منهم وهم أشد الأصناف علينا: نقبل على أحدهم حتى نفتنه ونتمكن منه، فيفزع الى الاستغفار والتوبة، فيفسد علينا كل شيء، ثم نعود فيعود، فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا..وأما الصنف الآخر: فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانهم، نقلبهم كيف شئنا، وقد كفونا أنفسهم..وأما الصنف الثالث: فهم مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء..من هنا يتبين لنا أن دعاة الاسلام أشد تعرضا لمكائد الشيطان والقاءات الشر منهم من غيرهم..فقد تكون وسوسة ابليس في نفس الداعية من جانب الكبر والغرور، غرور العلم والتدين والصلاح فيرى أنه أحسن حالا ومقالا من سائر خلق الله.. فاذا وجد ذلك فليستعذ بالله من نفخة الكبرياء. وقد تكون وسوسة ابليس في نفس الداعية من جانب الدنيا وزينتها،.. فيرى أنه محروم منها، مقصر بحق نفسه وعياله، وأنه أقل دخلا من سواه.. فما المانع من أن يأخذ بحظ نفسه، ويسعى وراء تحسين حاله ومضاعفة دخله.. وقد يستمر الحال على هذا المنوال حتى تكون النتيجة استحواذ حب الدنيا وانشغاله بها عن ربه. فيترك الثفرة التي هو عليها، والجهاد الذي هو فيه، ويرتحل من مكان الى آخر ومن بلد الى بلد سغيا وراء كسب أوفر ودخل أكبر!.وقد تكون وسوسة ابليس للداعية من جانب الخوف والجبن.. فيقذف في نفسه الوهن " قيل وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت" فيرى أنه في غنى عن أن يتشرد أو يسجن أو يقتل، لأن في ذلك تشريد عياله.. وماذا عليه لو يخفف؟ وهكذا تتفاعل هذه الالقاءات في النفس حتى تقذف به بعيدا بعيدا عن مسيرة الجهاد ودعوة الحق!. والى هذا المعنى أشار الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بقوله: " ان الشيطان قعد لابن آدم بطرق.. فقعد له بطريق الاسلام، فقال: اتسلم وتترك دينك ودين آبائك؟ فعصاه وأسلم.. ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أنهاجر، أتدع أرضك وسماءك؟ فعصاه وهاجر.. ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: أتجاهد وهو تلف النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح نساؤك ويقسم مالك؟ فعصاه وجاهد. فقال رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فمن فعل ذلك فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة" أخرجه النسائي. خامسا: ونفس تنازعه: والشدة الخامسة التي تواجه دعاة الاسلام هي شدة النفس ومنازعتها، وكيد النفس وضلالها، ومكر النفس وخبثها.. وصدق الله تعالى حيث يقول: { وما ابريء نفسي ان النفس لأمارة بالسوء، الا من رحم ربي ان ربي غفور رحيم" يوسف 51.فنفس الانسان هي موطن التفاعل مع ما يردها من خير وشر، وحلال وحرام، وحق وباطل.. وهي الناء الذي يتسع لكل شيء.. ويتسع للهدى كما يتسع للضلال، ويتسع للطهر كما يتسع للعهر، وهذا معنى قوله تعالى: " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسّاها".والداععية في زحمة الهموم والمشاغل اليومية.. السياسية والمعيشية والعائلية ولحركية، قد ينسى نفسه.انه قد يهتم بكل شيء من حوله.. ويقدم الخير لكل من هم حوله، ولكنه مع ذلك قد ينسى نفسه. ينسى حق نفسه من الهدى والخير، من العناية والرعاية.. وهنا يحدث ما ليس بالحسبان ويقع ما فيه الخسران.. خواء النفس وقسوتها ثم فتورها وانحرافها. وصدق الله تعالى حيث يقول: { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون* كلا انهم عن ربهم لمحجوبون} ويقول: { ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وان منها لما يهبط من خشية الله، وما الله بغافل عما تعملون}.فالنفس أمّارة بالسوء.. وان لم تلجم بلجام التقوى والدين، وتتابع بالترهيب والترغيب، تقتل صاحبها وترديه.. {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فان الجنة هي المأوى} وصدق رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حيث يقول: { أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك}. ان على الأخ الداعية أن يعي أمرا هاما قد يغفل عنه الكثيرون ذلك الأمر هو أنه كداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن الى نفسه أولا.. والا فما قيمة أن يربح الدنيا ويخسر نفسه؟ان الرابح الحقيقي، يوم القيامة، هو الذي ربح نفسه ولو خسر الدنيا والناس جميعا. وان الخاسر الحقيقي هو الذي خسر نفسه ولو ربح الناس والدنيا جميعا.. { قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة الا ان الظالمين في عذاب مقيم}. ان من مقدمات خسارة النفس واشاراتها، هي اهمال النفس وعدم ترويضها على الالتزام بالشرع، وتحقيق ترجمة المبادئ الى أعمال والأقوال الى أفعال.. ولقد ندد القرآن الكريم بذلك فقال تعالى: { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنت تتلون الكتاب أفلا تعقلون} { يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.فالداعية مطالب بمحاسبة نفسه قبل محاسبة غيره.. وبتربية ذاته قبل قيامه بتربية ذوات الآخرين.. وبالاحسان الى نفسه قبل مبادرته بالاحسان للآخرين.. وهذا مناط وصية على ابن أبي طالب كرّم الله وجهه حيث يقول: { من نصّب نفسه للناس اماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل أن يبدأ بتعليم غيره.. وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه. ومعلم نفسه ومهذبها أحق بالجلال من معلم الناس ومهذبهم}. ولقد حدّث رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عن مصير الذين يقولون مالا يفعلون، والذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، والذين ينصبون أنفسهم هداة وهم أبعد الناس عن الهداية، والذين يطالبون الآخرين بالاستقامة وهم منحرفون فقال: " يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه، فيدور فيها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع اليه أهل النار، فيقولون: فلان؟ أما كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: نعم، كنت آمر بالمعروف فلا آتيه، وأنهى عن المنكر وأتيه".والى هذا يشير رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بقوله: " تعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن يأجركم الله حتى تعملوا". قيمة القلب من الجسد ان على الداعية أن يدرك أن عنايته بقلبه يجب أن تفوق كل عناية.. وأنه ان كان يعتني بجسده وعقله ويقدم لهما الأغذية اللازمة والأمصال اللازمة للقيام بدورهما على الوجه الأكمل، فان عليه بالتالي أن يعتني بقلبه.. فهو بقلبه أولا يكون داعية.. وهو بقلبه أولا يكون مؤمنا.. وهو بقلبه أولا يكون ربانيا..والداعية ان لم يكن عابدا ربانيا فلا خير فيه، كائنا ما كانت ثقافته وعلمه، لأنها ثقافة لم تؤسس على تقوى من الله ورضوان..وفي نطاق بيان ما للقلب من قيمة يحدث رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فيقول: " الانسان عيناه هاد، وأذناه قمع، ولسانه ترجمان، ويداه جناحان، ورجلاه بريد، والقلب منه ملك، فاذا طاب الملك طابت جنوده". علامات حياة القلوب ان على الداعية أن يهتم بقلبه.. يراقبه.. يستطلع أحواله، ليعرف مدى قسوته أو لينه، مدى حياته أو موته، مدى جفافه أو رطوبته..فمن الدلائل التي تشير الى حياة القلب، انفعال صاحبه بذكر الله وقراءة القرآن وشتى أنواع العبادات مصداقا لقوله تعالى: { والذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم، واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا، وعلى ربهم يتوكلون} {..وبشر المخبتين* الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم، والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}.ومن الدلائل التي تشير الى حياة القلب صلابة صاحبه في الدين، وصدعه بالحق، وعدم خوفه الا من الله عز وجل. وصدق رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حيث يقول: " ان لله تعالى في أرضه آنية.. وهي القلوب.. فأحبها الى الله تعالى: أرقها وأصفاها، وأصلبها، ثم فسرها فقال: أصلبها في الدين، وأصفاها في اليقين، وأرقها على الاخوان".ومن الدلائل التي تشير الى حياة القلوب خوف أصحابها من الله ومما يسخطه، وبعد أصحابها عن المحرمات، واجتنابهم معاصيه، مصداقا لقوله تعالى: { ان الذين اتقوا اذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون}.ومن الدلائل التي تشير الى عافية القلوب كذلك، خلوها من الحسد والبغض والغش، ففي الخبر أنه قيل:" يا رسول الله، من خير الناس؟ فقال: كل مؤمن مخموم القلب. قيل: وما مخموم القلب؟ فقال: هو التقي الذي لا غش فيه ولا بغي ولا غدر ولا غل ولا حسد".ومن الدلائل التي تشير الى عافية القوب، اطمئنان أصحابها في كل الظروف، وسعة نفوسهم، وانشراح صدورهم فقد قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في تفسير قوله تعالى: { فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه) هو التوسعة. ان النور اذا قذف في القلب اتسع الصدر وانشرح، وكذا معنى قوله تعالى: { ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. الداعية واهتمامه بقلبه كل ذلك يفرض على الأخ الداعية أن يكون شديد العناية بقلبه.. يقدم له من الزاد ما يجعله قلبا ربانيا.. قلبا مشرقا.. قلبا وجلا.. قلبا مطمئنا..ولقد علمنا قدوتنا واسوتنا محمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كيف نعتني بقلوبنا لتكون في مستوى الدعوة نضارة وطهرا.. وسنعرض هنا بعضا من هذه التعاليم النبوية وما أكثرها في سنته وسيرته لمن أراد أن يسلك سبيل المسترشدين ويبلغ درجة الربانيين.. ذكر الله: ان بامكان الداعية أن يكون حريصا على ذكر الله في كل أحوالها وأعماله.. والرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] علمنا أذاكارا يمكن أن تغطي بها أعمال الانسان اليومية كلها..هذه الأدعية المأثورة، لو حفظها الآخ الداعية ومارسها بحسب ترتيبها من الأفعال لأصبح من أولي الألباب: { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض}.فبذكر الله حياة القلوب وصفاؤها.. به يزول الران ويحصل الين.. وصدق رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حيث يقول: " ان لكل شيء صقالة.. وصقالة القلوب ذكر الله. وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع" رواه البيهقي.وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال: " ان الله أوحى الى يحيى بن زكريا بخمس كلمات، أن يعمل بهن، وأن يأمر بني اسرائيل أن يعملوا بهن. منها قوله تعالى: وآمركم بذكر الله كثيرا. ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، حتى أتى حصنا حصينا تتحصن فيه، وكذلك العاد لا ينجو من الشيطان الا بذكر الله" رواه الترمذي.وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عنه النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنه قال.. " قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئا أذرك به، وأدعوك به.. قال: قل لا اله الا الله.. قال: يا رب كل عبادك يقول هذا؟ قال: قل لا اله الا الله.. قال: انما أريد شيئا تخصني به؟قال: يا موسى، لو أن السموات السبع والأراضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهم لا اله الا الله" رواه النسائي وابن ماجه والحاكم وقالوا صحيح الاسناد.وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] " جددوا ايمانكم. قيل يا رسول الله وكيف نجدد ايماننا؟ قال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: أكثروا من قول لا اله الا الله" رواه أحمد وغيره.وروي عن الترمذي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، ولا اله الا الله ليس لها من دون الله حجاب حتى تخلص اليه".وقال صلى الله عليه وسلم:" أحب الكلام الى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر. ولا يضرّك بأيهن بدأت" رواه مسلم وابن ماجه والنسائي. مراقبة الله: وعلى الأخ الداعية أن يديم مراقبة الله عز وجل في شتى أحواله وأعماله وفي كل أقواله وأفعاله، بل وفي هواجسه ومشاعره..ومراقبة الله تعالى تحفظ الداعية من الذل وتقيه العثرات والانحرافات، وتجعله حاضر القلب يستهدي بالله لا بهواه..وعلى الأخ الداعية أن يعلم أن الأمور ثلاثة:الأول: أمر استبان رشده فليتبعه..الثاني: أمر استبان غيه فليجتنبه..الثالث: أمر اشكل عليه فليسأل عنه..ومراقبة الله تعالى انما تتأكد من نفس الأخ الداعية وتتعمق مع تزايد الشعور بقرب الله منه: { ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن أقرب اليه من حبل الوريد} { ما يكون من نجوى ثلاثة الا وهو رابعهم، ولا خمسة الا وهو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا ثم ينبؤهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم}
{أم يحسبون أن لا نسمع سرهم ونجواهم؟ بلى ورسلنا لديهم يكتبون}.قال عبدالله بن دينار: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى مكة.. فعرسنا في بعض الطريق، فانحدر اليه راع من الجبل، فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم فقال: انني مملوك، قال: قل لسيدك أكلها الذئب. قال: فأين الله.. فبكى عمر ثم غدا الى المملوك فاشتراه من مولاه فأعتقه، وقال: اعتقتك في الدنيا هذه الكلمة وأرجو أن تعتقك في الآخرة...وسأل رجل رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أن يعظه فقال: " اذا أردت أمرا فتدبر عاقبته.. فان كان رشدا فأمضه، وان كان غبا فانته عنه".يتـــبع
عدل سابقا من قبل محمد الاسواني في الإثنين يوليو 18, 2016 7:27 am عدل 5 مرات |
|
محمد الاسواني الاداره موسس المنتدي
المــهنـه : المزاج : دولتي : التعارف : من صفحه الحوادث S M S : الهوايه : الابراج : عدد المساهمات : 3232 تاريخ التسجيل : 25/03/2014 العمر : 39 الموقع : https://sanko.ahlamontada.com
| موضوع: رد: محن الأئمة والدعاة عبر التاريخ: السبت يوليو 16, 2016 12:58 am | |
| وسأل رجل رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أن يعظه فقال: " اذا أردت أمرا فتدبر عاقبته.. فان كان رشدا فأمضه، وان كان غبا فانته عنه".وحكي, في المراقبة, أنه كان لبعض المشايخ تلميذ شاب، وكان يكرمه.. فقال له لعض أصحابه: كيف تكرم هذا وهو شاب ونحن شيوخ؟ فدعا بعدة طيور وناول كل واحد منهم طيرا وسكينا وقال: ليذبح كل واح منكم طيره في موضع لا يراه أحد. ودفع الى الشاب مثل ذلك.. فرجع كل واحد بطيره مذبوحا، ورجع الشاب والطير حي في يده.. فقال: مالك لم تذبح وقد ذبح أصحابك؟ فقال: لم أجد موضعا الا يراني فيه أحد، اذ الله مطلع عليّ في كل مكان.. فاستحسنوا مراقبته وقالوا: حق لك أن تكرمه..وقيل كان طاووس اليماني رحمه الله بمكة، فراودته امرأة عن نفسه، فلم يزل بها حتى أتى بها الى المسجد الحرام والناس مجتمعون.. فقال لها: أقضي ما تريدين. قالت: في هذا الموضع والناس ينظرون؟ قال: فالحياء من نظر الله أحق. فتابت المرأة وحسنت توبتها.وروي أن رجلا جاء الى ابراهيم بن أدهم فقال له: يا أبا اسحاق.. اني مسرف على نفسي، فأعرض عليّ ما يكون لها زاجرا ومستنقذا لقلبي: قال: ان قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرّك، ولم توبقك لذة.. قال: هات يا أبا اسحاق..قال: أما الأولى: فاذا اردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه. قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟ قال: يا هذا.. أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟ قال: لا.هات الثانية.. قال: واذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده، قال الرجل: هذه أعظم من الأولى.. فاذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له فأين أسكن؟ قال: يا هذا.. أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وأنت تأكل رزقه وتسكن لاده وتعصيه؟ قال: لا،هات الثالثة.. قال: اذا أردت أن تعصيه وأنت تأكل رزقه وفي بلاده.. فانظر موضعا لا يراك فيه مبارزا له فاعصه فيه.. قال: يا ابراهيم.. كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر؟قال: يا هذا.. أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهر به؟ قال: لا، هات الرابعة.. قال: اذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله عملا صالحا.. قال: لا يقبل مني.. قال: يا هذا.. أفأنت اذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه اذا جاءك لم يكن تأخير، فكيف ترجو وجه الاخلاص؟ قال: هات الخامسة.. قال: اذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك الى النار فلا تذهب معهم.. قال: لا يدعونني ولا يقبلون مني.. قال: فكيف ترجو النجاة اذا؟ قال الرجل: يا ابراهيم، حسبي حسبي.. أنا أستغفر الله وأتوب اليه، ولزمه في العبادة حتى فرق الموت بينهما.. مجاهدة لنفس: قال يحيى بن معاذ الرازي: جاهد نفسك بأسياف الرياضة.. والرياضة هلى أوجه أربعة:القوت من الطعام..والغمض من المنام..والحاجة من الكلام..وحمل الأذى من جميع الأنام..فيتولد من قلة الطعام موت الشهوات.. ومن قلة النوم صفو الارادات..ومن قلة الكلام السلامة من الآفات..ومن احتمال الأذى البلوغ الى الغايات.. فالأخ الداعية، يجب أن يكون في جهاد دائم مع نفسه.. يردها عن فضول المأكل والمشرب والملبس والكلام والشهوة.. وصدق رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حيث يقول: " المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل". أخرجه الترمذي. ولقد سئل الراهيم بن أدهم بم يتم الورع؟ فقال: " بتسوية جميع الخلق من نفسه، وانشغالك عن عيوبهم بذنبك. فكر في ذنبك .. وتب الى ربك.. وانسخ الطمع الا من ربك".ففي مجاهدة البطن بالجوع قال الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : " لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فان القلب كالزرع يموت اذا كثر عليه الماء" وقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " ان أهل الجوع في الدنيا هم أهل الشبع في الآخرة.. وان أبغض الناس الى الله المتخمون الملأى. وما ترك عبد أكلة يشتهيها الا كانت له درجة في الجنة" رواه الطبراني.فمن آفات التخمة وأمراضها النفسية فضلا عن الجسدية: غلظة القلب وقسوته، وتبلد الذهن وكثرة النعاس والنوم، وتهيج الشهوات، والبطر والكسل عن العبادات..ولهذا وضح رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قاعدته الشهيرة: " ثلث للطعام.. وثلث للشراب.ز وثلث للنفس".وفي مجاهدة الشهوة ليتحقق الاعتدال، أمر الله عباده بغض الأبصار:{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} وحفظ الفرج:{ ويحفظوا فروجهم".وحذر رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من فتنة النساء فقال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء". وقال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " النساء حبائل الشيطان، ولولا هذه الشهوة لما كان للنساء من سلطنة على الرجال" أخرجه الأصفهاني. يقول الغزالي في الاحياء:" وأعظم اشهوات شهوة النساء.. وهذه الشهوة أيضا لها افراط وتفريط واعتدال.. فالافراط: ما يقهر العقل حتى يصرف همة الرجال الى الاستمتاع بالنساء، فيحرم عن سلوك طريق الآخرة، او يقهر الدين حتى يجر الى اقتحام الفواحش. والتفريط: بالعنة أو بالضعف عن امتناع المنكوحة وهو أيضا مذموم. وانما المحمود: أن تكون معتدلة ومطيعة للعقل والشرع في انقباضها وانبساطها. ومهما افرطت فكسرها بالجوع والنكاح قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " يا معشر الشباب عليكم بالباءة، فمن لم يستطع فعليه بالصوم، فالصوم له وووجاء".وفي مجاهدة اللسان يقول الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك" أخرجه الترمذي. والأخ الداعية انما ينعقد نجاحه في دعوته.. ويتحقق اثره الحسن في الناس بمقدار تمكنه من لسانه:" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".واستقامة اللسان وتجافيه عن موطن الغيبة والنميمة والكذب والفحش مظهر من مظاهر العافية والايمان، وعامل من عوامل صيانة القلب من الدنس والغش والانحراف.. فقد قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " لا يستقيم ايمان العبد حتى يستقيم قلبه.. ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" أخرجه الطبراني.وهكذا يترتب على الأخ الداعية أن يجاهد نفسه وجوارحه بشتى أنواع الطاعات والعبادات لتزكو وتصوف، وما أكثر أبوابها وطرقها ووسائلها لمن أراد التقي والعروج.. وقد قيل:" ان لله معارج على قدر أنفاس الخلائق. والخلاصة .. أن على الأخ الداعية أن يتمكن من الانتصار على نفسه واصلاحها وربحها لأنه بذلك يكون منتصرا.. وتحقيق ذلك ليس هينا أو سهلا.. وهو ان تم في فترة فلا يؤمن ممكرها وغدرها؟ ومتابعة النفس وملاحقتها والحذر من القاءاتها ووساوسها هو السبيل الأضمن الذي يحقق مناعتها وعافيتها.. وبهذا يتحقق في الداعية معنى قوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " اذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه" مسند الفردوس وقوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: " من كان له من قلبه واعظ، كان عليه من اله حافظ". فلنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب.. ولنزنها قبل ان توزن.. ولنتهيأ للعرض الأكبر.. فاليوم عملا ولا حساب، ويوم القيامة حساب ولا عمل. فنسأل الله تعالى السلام والأمان من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وبالله المستعان... |
|
سيده القصر عضو مبدع
المــهنـه : المزاج : دولتي : التعارف : صديق S M S : الابراج : عدد المساهمات : 411 تاريخ التسجيل : 09/09/2014 العمر : 34
| موضوع: رد: محن الأئمة والدعاة عبر التاريخ: السبت سبتمبر 10, 2016 6:27 pm | |
| [ltr] طرح أكثر من رائع روعه وجدتها بين الكلمات استمتعت بما قرأت و نطمع بالمزيد من طروحاتك الجمييله شكري لك تقبل مروري [/ltr]
|
|