لقوله صلى الله عليه وسلم :
( عرفة كلها موقف وارفعوا عن بطن عُرَنة )
ولكن يستحب للحاج الوقوف خلف جبل عرفة مستقبل
( كما في الصورة رقم 7 )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( صورة رقم 7 )
لأنه موقف النبي صلى الله عليه وسلم ، إن تيسر ذلك . ويجتهد في الذكر والدعاء المناسب ، ومن ذلك ما ورد في
قوله صلى الله عليه وسلم :
( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي
ويميت وهو على كل شيء قدير
التروية : سمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ،
يستحب للحاج أن يكون وقوفه بعرفة على دابته ،
لأنه صلى الله عليه وسلم وقف
على بعيره ، وفي زماننا هذا حلت السيارات محل الدواب ،
فيكون راكبًا في سيارته ، إلا إذا كان نزوله منها أخشع لقلبه .
لا يجوز للحاج مغادرة عرفة إلى مزدلفة قبل غروب الشمس .
فإذا غربت الشمس سار الحجاج إلى مزدلفة بسكينة
وهدوء وأكثروا من التلبية
في طريقهم ، فإذا وصلوا مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات
والعشاء ركعتين جمعًا ، بأذان واحد ويقيمون لكل صلاة ،
وذلك عند وصولهم مباشرة
دون تأخير ( وإذا لم يتمكنوا من وصول مزدلفة قبل منتصف
الليل فإنهم يصلون المغرب والعشاء في طريقهم خشية خروج الوقت ) .
ثم يبيت الحجاج في مزدلفة حتى يصلوا بها الفجر ،
ثم يسن لهم بعد الصلاة أن يقفوا عند المشعر الحرام
مستقبلين القبلة ، مكثرين من ذكر الله
والدعاء مع رفع اليدين ، إلى أن يسفروا –
أي إلى أن ينتشر النور –
لفعله صلى الله عليه وسلم
( أنظر صورة 6 )
يجوز لمن كان معه نساء أو ضعفه أن يغادر مزدلفة إلى منى إذا مضى ثلثا الليل تقريبًا ، لقول ابن عباس رضي الله عنهما :
( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضَعَفة من جمع بليل )
مزدلفة كلها موقف ، ولكن السنة أن يقف بالمشعر الحرام كما سبق ،
لقوله صلى الله عليه وسلم :
( وقفت هاهنا ومزدلفة كلها موقف )
ثم ينصرف الحجاج إلى منى مكثرين من التلبية في طريقهم ، ويسرعون في المشي إذا وصلوا وادي مُحَسِّر ، ثم يتجهون إلى الجمرة الكبرى
( وهي جمرة العقبة ) ويرمونها بسبع حصيات ( يأخذونها من مزدلفة أو منى حسبما تيسر ) كل حصاة بحجم الحمص تقريبًا
( كما في الصورة رقم 8 )
( صورة رقم 8 )
المشعر الحرام : وهو الآن المسجد الموجود بمزدلفة
( كما في الصورة رقم 6 )
جمع : جمع هي مزدلفة ، سميت بذلك لأن الحجاج
يجمعون فيها صلاتي المغرب والعشاء
وادي مُحَسِّر : وهو وادي بين منى ومزدلفة
( كما في الصورة رقم 6 )
وسمي بذلك لأن فيل أبرهة حَسَرَ فيه ، أي وقف ،
فهو موضع عذاب يسن الإسراع فيه .
يرفع الحاج يده عند رمي كل حصاة قائلا : ( الله أكبر ) ، ويستحب
أن يرميها من بطن الوادي ويجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه
( كما في الصورة رقم 9 )
( صورة رقم 9 )
لفعله صلى الله عليه وسلم
ولا بد من وقوع الحصى في بطن الحوض – ولا حرج لو خرجت من الحوض
بعد وقوعها فيه – أما إذا ضربت الشاخص المنصوب ولم تقع في
الحوض لم يجز ذلك .
ثم بعد الرمي ينحر الحاج ( الذي من خارج الحرم ) هديه ،
ويستحب له أن يأكل منه ويهدي ويتصدق . ويمتد وقت الذبح إلى
غروب الشمس يوم ( 13 ذي الحجة ) مع جواز الذبح ليلاً ، ولكن
الأفضل المبادرة بذبحه بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد ، لفعله صلى
الله عليه وسلم . ( وإذا لم يجد الحاج الهدي صام 3 أيام في الحج
ويستحب أن تكون يوم 11 و 12 و 13 و 7 أيام إذا رجع إلى بلده )
ثم بعد ذبح الهدي يحلق الحاج رأسه أو يقصر منه ،
والحلق أفضل من التقصير ، عليه وسلم لأنه صلى الله
دعا للمحلقين بالمغفرة 3 مرات وللمقصرين مرة واحدة
بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للحاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام إلا النساء ، ويسمى هذا التحلل
( التحلل الأول )،
ثم يتجه الحاج – بعد أن يتطيب –
إلى مكة ليطوف بالكعبة طواف الإفاضة المذكور
في قوله تعالى :
{ ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليَطوّفوا بالبيت العتيق }
لقول عائشة رضي الله عنها :
( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله قبل أن يطوف بالبيت ) ، ثم يسعى بعد هذا الطواف سعي الحج .
وبعد هذا الطواف يحل للحاج كل شيء حرم عليه
بسبب الإحرام حتى النساء ، ويسمى هذا التحلل
( التحلل التام ) .
الأفضل للحاج أن يرتب فعل هذه الأمور كما سبق
( الرمي ثم الحلق أو التقصير ثم الذبح ثم طواف الإفاضة ) ،
لكن لو قدم بعضها على بعض فلا حرج
ثم يرجع الحاج إلى منى ليقيم بها يوم
( 11 و 12 ذي الحجة بلياليهن )
إذا أراد التعجل
( بشرط أن يغادر منى قبل الغروب ) ، أو يوم
( 11 و 12 و 13 ذي الحجة بلياليهن )
إذا أراد التأخر ، وهو أفضل من التعجل ، لقوله تعالى
{ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى }
ويرمي في كل يوم من هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد الزوال مبتدئًا بالصغرى
ثم الوسطى ثم الكبرى ، بسبع حصيات لكل جمرة ،
مع التكبير عند رمي كل حصاة
ويسن له بعد أن يرمي الجمرة الصغرى أن يتقدم
عليها في مكان لا يصيبه فيه الرمي
ثم يستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعًا يديه
( كما في الصورة رقم 10 )
ويسن أيضًا بعد أن يرمي الجمرة الوسطى أن يتقدم عليها
ويجعلها عن يمينه
ويستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعًا يديه
( كما في الصورة رقم 10 )
أما الجمرة الكبرى ( جمرة العقبة ) فإنه يرميها ولا يقف
يدعو لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك
( صورة رقم 10 )
بعد فراغ الحاج من حجه وعزمه على الرجوع
إلى أهله فإنه يجب عليه أن يطوف
( طواف الوداع )
ثم يغادر مكة بعده مباشرة ،
لقول ابن عباس رضي الله عنهما :
( أمِر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ،
إلا أنه ُ خفف عن المرأة الحائض ) ،
فالحائض ليس عليها طواف وداع .
مسائل متفرقة :
يصح حج الصغير الذي لم يبلغ ،
لأن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيًا
فقالت : يا رسول الله ألهذا حج ؟
فقال صلى الله عليه وسلم
( نعم ، ولك أجر ) ،
ولكن لا تجزئه هذه الحجة عن حجة الإسلام ،
لأنه غير مكلف ، ويجب عليه أن يحج فرضه بعد البلوغ .
يفعل ولي الصغير ما يعجز عنه الصغير من أفعال الحج ، كالرمي ونحوه .
الحائض تأتي بجميع أعمال الحج غير أنها لا تطوف بالبيت إلا إذا انقطع
حيضها و اغتسلت ، ومثلها النفساء .
يجوز للمرأة أن تأكل حبوب منع العادة لكي لا يأتيها الحيض أثناء الحج .
يجوز رمي الجمرات عن كبير السن وعن النساء إذا كان يشق عليهن ،
ويبدأ الوكيل برمي الجمرة عن نفسه ثم عن موُكله .
وهكذا يفعل في بقية الجمرات .
من مات ولم يحج وقد كان مستطيعًا للحج عند موته حُج عنه من تركته ،
وإن تطوع أحد أقاربه بالحج عنه فلا حرج .
يجوز لكبير السن والمريض بمرض لا يرجى شفاؤه أن ينيب من يحج عنه ،
بشرط أن يكون هذا النائب قد حج عن نفسه .
محظورات الإحرام :
لا يجوز للمحرم أن يفعل هذه الأشياء :
1- أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره .
2- أن يتطيب في ثوبه أو بدنه .
3- أن يغطي رأسه بملاصق ، كالطاقية والغترة ونحوها .
4- أن يتزوج أو يُزَوج غيره ، أو يخطب .
5- أن يجامع .
- أن يباشر ( أي يفعل مقدمات الجماع من اللمس والتقبيل ) بشهوة .
- أن يلبس الذكر مخيطًا ، وهو ما ُفصّل على مقدار البدن أو العضو ، كالثوب أو الفنيلة أو السروال ونحوه ، وهذا المحظور خاص بالرجال – كما سبق .
- أن يقتل صيدًا بريًا ، كالغزال والأرنب والجربوع ، ونحو ذلك .
من فعل شيئًا من هذه المحظورات جاه ً لا أو ناسيًا
أو مُكرهًا فلا إثم عليه ولا فدية .
أما من فعلها متعمدًا – والعياذ بالله – أو محتاجًا لفعلها :
فعليه أن يسأل العلماء
ليبينوا له ما يلزمه من الفدية .
تنبيه : من ترك شيئًا من أعمال الحج الواردة في
هذه الصفحات فعليه أن يسأل العلماء
ليبينوا له ما يترتب على ذلك .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين