الأئمةالأربعة رحمهم الله تعالى
الإمامأبو حنيفة رحمه الله 80 ـ 150 هـ
هو النعمان بن
ثابت مولى بني بن ثعلبةتفقه على حماد بن أبي سليمان وغيره .
ومن تلامذته : زفر
بن الهذيل العنبري، والقاضي أبو يوسف، ونوح بنأبي
مريم، وأبو مطيع البلخي، والحسن بن زياد اللؤلؤي، ومحمد بنالحسن الشيباني، وحماد بن أبي حنيفة، وخلق .
قال الذهبي رحمه
الله : " برع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه،
وتفريع المسائل، وتصدر للاشتغال، وتخرج به الأصحاب" ثمَّ قال : " وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء، والأولياء
الأذكياء، مع الدينوالعبادة والتهجد وكثرة التلاوة،
وقيام الليل رضي الله عنه "(5 ).
وقال ابن كثير
رحمه الله :" الإمام أبو حنيفة... فقيه العراق، وأحدأئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد أركان العلماء،
وأحد الأئمةالأربعة؛ أصحاب المذاهب المتبوعة،
وهو أقدمهم وفاة " ( 6 ).
وقال ابن العماد
في " شذرات الذهب ": " وكان من أذكياء بني آدم،جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز
الدولة؛بل ينفق ويؤثر من كسبه، له دار كبيرة
لعمل الخز وعنده صنَّاعوأجراء رحمه الله تعالى"( 7 ) .
وقد أورد الذهبي
وابن كثير وابن العماد المقولة المشهورة عن الإمامالشافعي
فيه حيث قال :" الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة "( 8 ) .
وقال سفيان
الثوري وابن المبارك : " كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرضفي زمانه "(9 ).
فرحمه الله رحمة
واسعة ورضي عنه وأجزل له المثوبة .
الإمام مالك بن أنست 179هـ
هو أبو عبد الله
مالك بن أنسالحميري الأصبحي ،،،أخذ عن نافع
ولازمه، وعن سعيد المقبري، والزهري، وابن المنكدر،ويحي
بن سعيد القطَّان، وأيوب السختياني، وأبي الزناد، وربيعة،وخلق .
وروى عنه من
شيوخه: الزهري، وربيعة، ويحي بن سعيد، وغيرهم .
ومن أقرانه : الأوزاعي،
والثوري، والليث، وخلق .
وروى عنه أيضاً :
ابن المبارك، ومحمد بن الحسن، والشافعي، وعبدالرحمن
بن مهدي، والقعنبي، وخلائق ( 10 ) .
قال الذهبي رحمه
الله تعالى :" هو الإمام العلم شيخ الإسلام " ثمَّقال :" عظيم الجلالة، كثير الوقار" ثمَّ أورد
قول ابن سعد فيالطبقات فقال : " كان مالك رحمه
الله ثقة، ثبتاً، حجة، فقيهاً،عالماً، ورعاً "( 11 ) .
قال ابن كثير
رحمه الله :" أحد الأئمة الأربعة؛ أصحاب المذاهبالمتبوعة"
ثمَّ قال : "ومناقبه كثيرة جداً، وثناء الأئمة عليه أكثرمن أن يحصر في هذا المكان " ( 12 ) .
وقال ابن العماد
في" شذرات الذهب ": " إمام دار الهجرة " ثمَّ قال :"شهير الفضل"( 13 ) .وقد أورد العلماء قول
الشافعي فيه :" إذا جاءالحديث فمالك النجم" وقال :"
من أراد الحديث فهو عيال على مالك "
( 14) .
فرحمه الله رحمة
واسعة، ورضي عنه،وأجزل له المثوبة .
الإمام الشافعي رحمه الله 150 ـ 204 هـ
هومحمد
بن إدريس أبو عبد الله الشافعي المكي المطلبي، الفقيه، نسيبرسول الله صلى الله عليه وسلم .
تفقه على مسلم
بن خالد ( فقيه مكة )، وعبد العزيز بن أبي سلمةالماجشون،
ومالك بن أنس، ومحمد بن الحسن، ( الفقيه )، وخلق سواهم .
وتفقه به جماعة
منهم : الحميدي، والقاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل،وأبو
ثور، والمزني، والربيع بن سليمان المرادي، والبويطي، وخلقسواهم .
قال الذهبي رحمه
الله :" الإمام العَلَم،... الفقيه، نسيب رسولالله
صلى الله عليه وسلم " وقال:" كان الشافعي- مع عظمته في علم الشريعة وبراعته في
العربية- بصيراً في الطلب نقل ذلك غير واحد " ( 15 ) .
وقال ابن كثير :"
وقد أثنى على الشافعي غير واحد من الأئمة منهم : عبد
الله بن مهدي، وقد سأله أن يكتب له كتاباً في الأصول فكتب لهالرسالة وكان يدعو له في صلاته، وكذلك أثنى عليه شيخه
مالك بن أنس،وقتيبة بن سعيد-
وقال هو إمام-، وسفيان بن
عيينة، ويحي بن سعيدالقطّان-وكان يدعو له أيضاً في صلاته،وأبو عبيد القاسم بن سلام- وقال : مارأيت
أفصح، ولا أعقل، ولا أورع من الشافعي-،ومحمد بن الحسن، وخلق كثير، وكان أحمد بن حنبل يدعو له
في صلاتهنحواً من أربعين سنة، وكان أحمد يقول
إنه مجدد المائة الثانية ... إ.هـ مختصراً (16 ).
وقال ابن العماد
الحنبلي في "شذرات الذهب" : " فقيه العصر، والإمامالكبير" ( 17 ).
وقال إسحاق بن
راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة، فقال : تعال حتىأريك
رجلاً لم تر عيناك مثله . قال: فأقامني على الشافعي ( 18 ) .
وقال الإمام
أحمد:"ما أحد مسَّ محبرة، ولا قلماً؛ إلاَّ للشافعي فيعنقه منة" وقال:" كان من أفصح الناس " ( 19 ).
فرحمه الله رحمة
واسعة وأجزل له المثوبة ورضي عنه .
الإمام أحمد رحمه الله 164 ـ 241 هـ
هو أبو عبد الله أحمد بنمحمد بن حنبل الذهلي الشيباني المروزي ثمَّ
البغدادي .
من شيوخه : سفيان بن
عيينة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وعبد الرحمنبن مهدي، والشافعي، وخلق كثير .
وروى عنه من شيوخه: عبد
الرزاق، والشافعي، وخلق .
ومن تلاميذه: البخاري،
ومسلم، وأبو داود .
ومن أقرانه: علي بن
المديني، ويحي بن معين، وخلق .
وقد ترجم له الذهبي في"
تاريخ الإسلام " بترجمة طويلة ومما أوردهفيها قول الإمام الشافعي رحمه الله :" خرجت من
بغداد، فما خلفت بهارجلاً أفضل ولا أعلم ولا
أفقه ولا أتقى من أحمد " وقال:" ما رأيتأعقل من أحمد " . وقال إسحاق بن راهويه:" وما
رأى الشافعي مثل أحمدبن حنبل " . وقال
ابن معين:" ما رأيت مثل أحمد" ( 20 ) .
وقال ابن كثير رحمه الله:"
وقد طاف أحمد بن حنبل في البلادوالآفاق، وسمع من مشايخ
العصر، وكانوا يجلونه ويحترمونه في حالسماعه منهم " ثمَّ قال:" وقد قال الشافعي
لأحمد لمّا اجتمع به فيالرحلة الثانية إلى
بغداد سنة تسعين ومائة- وعمر أحمد إذ ذاك نيف وثلاثون سنة- قالله:" يا أبا عبد
الله، إذا صحَّ عندكم الحديث فأعلمني به أذهبإليه؛ حجازياً كان أو شامياً أو عراقياً أو يمنياً "
ثمَّ قال ابنكثير رحمه الله معلقاً
على ما تقدم :" وقول الشافعي له هذه المقالةتعظيم لأحمد، وإجلال له، وأنه عنده بهذه المثابة، إذا
صحَّ أو ضعفيرجع إليه. وقد كان
الإمام بهذه المثابة عند الأئمة والعلماء، كماسيأتي ثناء الأئمة عليه، واعترافهم له بعلو المكانة؛ في
العلموالحديث، وقد بدُر صيته في زمانه، واشتهر
اسمه في شبيبته في الآفاق
" ( 21 ) .
ثمَّ ذكر جملة في فضائله
وشمائله وثناء الأئمة عليه .
فرحمه الله رحمة واسعة،
ورضي عنه، وأجزل له المثوبة .
ومن لطيف ما ذكر ابن
كثير في ترجمته حديث "
نسمة المؤمن طائر تعلقفي شجر الجنة"
فقد رواه الإمام أحمد عن الإمام
الشافعي وعن الإماممالك ثمَّ ساق الإسناد ( 22 )