محمد الاسواني الاداره موسس المنتدي
المــهنـه : المزاج : دولتي : التعارف : من صفحه الحوادث S M S : الهوايه : الابراج : عدد المساهمات : 3232 تاريخ التسجيل : 25/03/2014 العمر : 39 الموقع : https://sanko.ahlamontada.com
| موضوع: قصة ذئب وبقرات يوسف عليه السلام الأحد يوليو 30, 2017 8:02 am | |
| قصة ذئب وبقرات يوسف عليه السلام[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وها نحن امام تلك القصة الجميلة التى تحكي لنا قصه نبي الله يوسف عليه السلام مع الذئب والبقرات . إنها قصة بلاء طويلة تجعل العبد يوقن بقلبه أن البلاء مهما طال فلابد ان يأتي الفرج من عند الله (جل وعلا) ولو بعد حين ولعلكم جميعا اشتقتم لمعرفه هذه القصه...... فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا وأرواحنا مع هذه القصه العجيبة. لقد انجب نبي الله إبراهيم عليه السلام ولداً من سارة فسماه إسحاق,ولما كبر إسحاق جعله الله نبياً من الانبياء وتزوج إسحاق عليه السلام وأنجب ولداً سماه يعقوب . فعاش يعقوب بين نبيين كريمين وهما جده إبراهيم عليه السلام وأبوه إسحاق عليه السلام ولما كبر يعقوب أكرمه الله بنعمه النبوهفصار نبياً كريماً عليه السلام. وتزوج يعقوب عليه السلام وأنجب اثني عشر ولداً كان اصغرهم وبنيامين وكان يعقوب عليه السلام يعطف عليهما وذلك لموت أمهما وكذلك لأنهما أصغر أولاده ....وكان سائر الابناء من أم أخري غير أم يوسف وبنيامين . يعقوب يهتم بيوسف اكثر لنباهته وكان من أنبههم وأذكاهم وأجملهم ابنه يوسف عليه السلام وكان الوالد يعقوب عليه السلام يلاحظ هذا من ابنه الصغير فيظهر له مزيداً من العنايه والرعايةلكن ليس علي حساب أبنائه الاٌخرين لكن الأبناء الاٌخرين لم ينظروا إلي الموضوع بمنظار حسن الظن والتعليل ,وإنما اساءوا الحكم علي ابيهم فاتهموه بالانحياز إلي اخيهم الصغير ,وأساءوا النظر إلي أخيهم ,فعاملوه بحقد وكيد بدل ان يعاملوه بحب وود. وقدر الله ليوسف مستقبلاً عظيماً زاهراً, لا يعلم يوسف وأبوه عنه شيئا ,لانه من عالم الغيب ,ولكن هذا المستقبل الزاهر يعبره يوسف وسط سلسلة من الأبتلاءات والمحن , وسيعين الله يوسف علي عبورها وتجاوزها ,ليصل إلي ما بعدها . وأراد الله ان يقدم ليوسف وهوه صغير ومضه منيرة ,وإشاره داله فكانت رؤياه . الرؤيا التي راٌها يوسف عليه السلام وتبدأ القصه بأن يوسف عليه السلام كان غلاماً صغيراً فنام ذات ليلة فرأى في منامه احد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له . فتعجب يوسف من تلك الرؤيا وأحسبأن هذه الرؤيا تحمل بشرى كبيرة. فما كان منة إلا أن ذهبفى التو واللحظة إلى أبيه يعقوب وانتظر حتى إخوته وبقىوحده مع أبيه يعقوب عليه السلام وبدأ يحكى له تلك الرؤيا التى راها فى منامه . فلما سمع يعقوب من يوسف عليه السلام تلك الرؤيا علم ان يوسف سيكون له شأن عظيم وسينال منزلة عظيمة وربما تكون هذة الرؤيا بشرى بأنه سيكون نبيا . • فما كان من يعقوب إلا أن نصح يوسف عليه السلام بأن لا يقص رؤياه إخوته خوفا من أن يحسدوه ويحقدوا عليه ويكيدوا له المكائد وذلك لأن يعقوب عليه السلام كان قد تزوج بامرأة وأنجب منها عشرة أولاد ثم تزوج بامرأة أخرى وانجبت له يوسف وبنيامين , وهما أصغر أولاده ولذلك فإن هؤلاء العشرة كانوا يتا مرون دائما على يوسف وبنيامين لأنهما من أم أخرى ولأنهما كانا صغيرين وضعيفين. ولذلك نصحه أبوه بكتمان الرؤيا(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5 ) اجتماع طارىء وفى يوم من الايام اجتمع إخوة يوسف- العشرة غير الأشقاء –فى اجتماع طارىء يتحدثون عن يوسف عليه السلام . (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) أى: نحن جماة ذات عدد وقوة نقدر على أن ننفع أبانا وندفع عنه الضرر فلم يحب يوسف وبنيا مين أكثر منا ؟ ونحن الذين نستطيع أن ننفعه بخلاف هذين الغلامين الصغيرين . ((إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)) أى :إن أبانا قد أخطأ بحبه ليوسف وبينامين أكثر من حبه لنل.. فهم لم يقصدوا أن أباهم قد ضل فهم يعرفون أنه نبى كريم . وها هم يدبرون المؤمراة لقتله وفجأة قام واحد من هؤلاء العشرة واقترحا لحل هذه المشكلة فقال (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) أى : تخلصوا من يوسف بالقتل أو اذهبوا به إلى مكان بعيد عن عين أبيكم حتى لا يراه وبذالك يهتم بكم ويفرغ قلبه لكم . (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) أى : أنكم إذا قتلتم يوسف فلا تشغلوا أنفسكم بالذنب فإنكم سوف تتوبون إلى (جل وعلا) وتصبحون بعد ذلك قوما صالحين . لا تقتلوا يوسف وهنا قام واحد منهم ونال لإخوته : (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10) يعنى : إذا كنتم تريدون التخلص من يوسف فلا داعى لقتله ولكن تعالوا بنا نأخذه إلى مكان بعيد ونلقيه فى بئر من الابار التى تمر عليها القوافل فإذا وجدوه فإنهم سيرحلون به بعيدا وبعيدا وبذلك يختفى من أمام أيكم ونفوز نحن بمحبة أبينا . وهنا وافقه إخوته على فكرة الإلقا فى البئر بدلا من القتل . وهذا دليل على أن فى قلوبهم بعض الخير وأن الخير لم يمت فى قلوبهم فهم أبناء ونشأة طيبة . مراودة ماكرة وهنا بدأ إخوة يوسف عليه السلام يفكرون فى حيلة ماكرة ليتمكنوا من خلالها أن ينتزعوا يوسف من حضن أبيه ويتخاصوا منه إلى الأبد . (قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) يا أبانا لماذا تخاف على يوسف منا ونحن إخوته ونحب له الخير وننصحله ونرعاه؟ (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) أى: أرسله معنا غدا إلى البادية ليأكل من كل ما لذ وطاب وليلعب بين الخضرة والأشجار والثمار فهذا أفضل لصحته...ونحن نتعهد لك بحفظه من كل سوء ومكروه. فرد عليهم ابوهم يعقوب عليه السلام قائلا )قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قال : إن فراق يوسف يؤلمنى ويجلب لى الحزن والالم..وفوق ذلك فإنى أخاف أن تغفلوا عنه فيأكله الذئب وهو صغير لا يستطيع الدفاع عن نفسه. (قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) قالوا له : نحن عشرة من الشباب الأقوياء ولن يستطيع االذئب أن يصل إليه أبدا ... فلو وصل إليه الذئب وأكله فلا خير فينا وإنا إذا لخاسرون كل شىء فلا نصلح لشىء أبدا . • وهكذا استسلم الوالد المسكين ونزل على رغبة اولاده ليتحقق قدر الله ويفقد يعقوب ولده يوسف أربعين سنة. يوسف عليه السلام ..ومحنة الجب والان لقد ذهبوا به , وهاهم أولاء ينفذون المؤامرة النكراء.. والله سبحانه يلقى فى روع الغلام أنها محنة وتنتهى ,وأنه سيعيش وسيذكر إخوته بموقفهم هذا منه وهم لا يشعرون أنه هو قال تعالى (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) فلما بعثه يعقوب معهم ضمه إليه وقبله ودعا له . فما أن تواروا عن أعين أبيه إلا وشرعوا يؤذونه شتما وضربا ثم ربطوه بحبل ودلوه فى الجب . فكان إذا تشبت بحافة البئر ضربوا على يديه .ثم قطعوا به الحبل من نصف المسافة, فسقط فى الماء فغمره. فصعد إلى صخرة فى وسطه فقام فوقها . (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) وكانوا فى ذلك الوقت قد ذبحوا شاة صغيرة فلطخوا قميصه بدماء الشاة ثم عادوا إلى أبيهم وهم يبكون بعدما حل الظلام حتى لا يظهر الكذب فى اعينهم أمام أبيهم . قال تعالى :(وَجَاءُو أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ(16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُو عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) ولكنهم من شدة التسرع نسوا أن يمزقوا قميص يوسف فكان هذا أكبر دليل على كذبهم.. وأن يوسف لم يأكله الذئب فلما رأى يعقوب قميص يوسف سليما ولكنه ملطخ بالدماء علم أن يوسف مازال حيا ولكنهم دبروا له مكيدة وتخلصوا منه ...فأخبرهم بأنه قد علم الحقيقة وأنه سيصبرصبرا جميلا حتى يعودإلية يوسف . (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18 ) لقد تركوا يوسف عليه السلام فى البئر وهو طفل صغير لا حيلة له... فظل يبكى ويبكى ولا يدرى مادا يفعل . خروج يوسف من الجب لقد كان الجب (البئر)على الطريق القوافل المسافرة....وكان المسافرون يبحثون دائما عن الماء فى تلك الابار ... فجاء قوم مسافرون ومروا بذلك الطريق ....جاء قوم يسيرون من مدين إلى مصر فأخطأوا الطريق. فأخذوا يبحثون عن الماء حتى وصلوا إلى الأرض التى فيها الجب.. وكان الجب فى مكان بعيد عن العمران . فأرسلوا رجلاً ليأتي إليهم بالماء فلما أدلي الدلو في البئر ...وكان يوسف عليه السلام في ناحية من قعر البئر تعلق بالحبل فخرج فلما رأي الرجل حسنه وجماله قال :يا بشري هذا غلام . (وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)أي أخفوا أمره عن الناس ليبيعوه في أرض مصر متاعاً كالبضاعه . • وكان إخوة يوسف يراقبون الموقف من بعيد ...فلما وجدوا الناس قد أخذوه ذهبوا إليهم وقالوا لهم :هذا غلامنا قد هرب منا فإن أرتدتم أن تشتروه فادفعوا ثمنه ولو قليلاً . فقام هؤلاء السياره ودفعوا لإخوه يوسف مبلغاً يسيراً(وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20). وهكذا خرج يوسف عليه السلام من الجب وانتهت المحنه الأولي في حياته لتبأ المحنه الثانيه ... فيا تري ماهي المحنه الثانية؟؟؟ فهذا ما سنعرفه في الصفحات القادمة . وهـا هو يبـاع لعـزيـز مـصـر وهنا تبدأالحلقة الثانيه من حلقات القصة وقد وصل يوسف عليه السلام إلي مصر وباعوه في سوق الرقيق فاشتراه عزيز مصر وهوالذي بيده خزائن البلاد . ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) وهنا أوصى عزيز مصر امرأتة بان تعتني بيوسف عليه السلام وذلك لما رأى من ذكائه وجماله وأخلاقه ....رجاء أن يعوضها ذلك عن حرمانهما من الأطفال . امراه العزيز ...والمـحـنه الثـالثـة وهنا تبدأالمحنه الثالثة ليوسف عليه السلام وهي أشد وأخطر محنة سيتعرض لها نبي الله يوسف عليه السلام. فنحن نعلم أن الله قد أعطى يوسفعليه السلام شطرالحسن والجمال البشرى فكان جميل الخلقة بشكل لا يخطر علي قلب بشر ...وكان من أحسن الناس أخلاقاً ومن اجملهم حديثاً فكان ينال اعجاب الجميع . ولكن كان أشد الناس اعجابا به إمرأه العزيز ... ولما كان الناس جميعاً في بيت العزيز يعاملونه وكأنه ابن من أبناء عزيز مصر فقد اقتربت منه زوجة العزيز أكثر مما ينبغي فأحبته ووقعت في عشقة وأرادت منه أن يفعل معها الفاحشة وظلت تراوده علي ذلك لفترات طويلة ولكنه كان يرفض ذلك لأنه نبي كريم لا يمكن أن يقع في أي شئ يغضب الله (جلاوعلا) ولذا قال لها صراحة:( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23 )أي :إن زوجـــك هوه سيدى العزيز الذى اكرمني وأحسن تعهدي فكيف اسئ إليه بالخيانة في حرمه؟؟( إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) وفي يوم من الأيام منحت امرأة العزيز أجازة للخدم وغلقت ابواب القصر وأخذت تراوده يوسف عن نفسه وهويهرب منها ويقول ))معاذ الله ))... وهي تجرى خلفه لتُدركه قبل ان يخرج... فلحقته وشدته من قميصه من الخلف لتجذبه إليها كي لا ييخرج فقطعت من الخلف . وفجأة...جاءزوجها علي غير موعد علي الرغم من أنها أحكمت إغلاق الأبواب إلا انها فجأة وجدت زوجها امامها وهي تطارد يوسف عليه السلام. وفجأة....جاء زوجها علي غير موعد علي الرغم من أنها أحكمت إغلاق الأبواب إلا أنها فجأة وجدت زوجها امامها وهي تطارد يوسف عليه السلام . فما كان من امرأة العزيز إلاأنها بادرت باتهام يوسف عليه السلام قبل ان يتهمها زوجها وتظهر الحقيقة. (ُ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)). -هكذا في لحظة انقلب الوضع...أصبح الظالممظلوماً والبرئ متهماً!!! بل لقد أصدرت الحكم أيضاً في نفس اللحظه بالسجن أو العذاب ذلك لأنها كانت تحب يوسف ولا تريد أن يموت بل تريد أن يبقي علي قيد الحياة. فقام يوسف عليه السلام يدافع عن نفسه قَالَ هِىَ رَوَدَتنيِ عَن نفسىِ)هكذا لم يتكلم كلاماً كثيرا لأن الحق لا يحتاجإلي كثرة الكلام ولا إلي التمثيل ولا إلي كلام معسول . وشهد شاهد من أهلـها وهنا جاءت النصرة ليوسف عليه السلام بشهادة واحد من أهل امرأه العزيز حتي لا يظن أحد أنه يجامل يوسف عليه السلام. ( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27 لقد أمرهم الشاهد بأن ينظروا فى قميص يوسف عليه السلام فإن كان القميص ممزقا من فمعنى ذلك أنها صادقة, وأنه هو الذى كان يريد أن يعتدى عليها وهى كانت تدافع عن نفسها وإن كان القميص ممزقا من الخلف فمعنى ذلك أنها كاذبة وأنها هى التى تجرى خلفه فقطعت قميصه من الخلف ( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْكَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) . أى : لما تأكد زوجها (عزيز مصر)أنها هى التى كانت تراوده وهى التى قطعت قميصه من الخلف وعلم أنها حاولت أن تخونه قال :(إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) • والعجب فى هذا الموضوع أن زوجها (عزيز مصر)لم يغضب ولم يضربها أو يفعل أى شىء سوى أنه قال لها هذه الكلمة ثم التفت إلى يوسف عليه السلام قائلا له ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا )يعنى : اكتم هذا الأمر ولا تذكره لأحد... حتى يستطيع عزيز مصر أن يحافظ على مظهره الاجتماعى . ثم قال لامرأته التى ضبطت متلبسة بمراودة يوسف ((واسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29). وشاع الخبر فى المدينة • وعلى الرغم من كل هذا فقد شاع الخبر فى المدينه وبدأت نساء الطبقة الراقية يتفاخرن على امرأة العزيز ويقلن : (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْنَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30). فما كان منها إلا أعدت لهن مأدبة كبيرة فى قصرها , وأعطت كل واحدة منهن سكينا لتقطع الفاكهة ثم طلبت من يوسف أن يدخل عليهن .. فلما دخل عليهن ورأينه قطعن أيديهن بدل الفاكهة وهن لا يشعرون بذلك .. فقالت امرأة العزيز : أنتن من نظرة واحدة فعلتن هذا... فكيف ألام أنا ؟ ثم مدحته بالعفة التامة فقالت وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ)أى :امتنع(وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32 ). وكان بقية النساء حرضنه على السمع والطاعة لسيدتة فأبى أشد الاباء ونأى لأنه من سلالة الأنبياء...ودعا فقال فى دعائه لرب العالمين :(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33).يعنى : إن وكلتنى إلى نفسى فليس لى من نفسى إلا العجز والضعف ولا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله فأنا ضعيف إلا ما قويتنى وعصمتنى وحفظتنى وحطتنى بحولك وقوتك. ولهذا قال تعالى : (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34). وها هو عليه السلام يدخل السجن وعلى الرغم من ظهور براءة يوسف عليه السلام واعتراف امرأة العزيز أمام النسوة أنها هى التى راودته عن نفسه وأنه استعصم ورفض أن يفعل أى شىء يغضب الله (جل وعلا)إلا أن الخبر كان قد انتشر فى المدينة كلها وكان لابد من فعل أى شىء حتى يحافظ عزيز مصر وامرأتهعلى المظهر الا جتماعى اللائق بهما . وبالفعل صدر الامر الظالم بسجن يوسف عليه السلام بلا ذنب سوى أنه رفض أن يفعل الفاحشة.... ولم يصدر الامر بالسجن لمدة معلومة بل صدر الأمر يسجنه حتى حين .. يعنى : لمدة غير معلومة وهذا هو أصعب أنواع السجن... أن يدخل البرىء السجن وهو لا يدرى متى يخرج . وعلى الرغم من كل ذلك دخل يوسف السجن وهو هادىء النفس لأنه نجا من مراودة امرأة العزيز ونسوة المدينة .. ودخل معه السجن فتيان ودخل معه السجن فتيان فى سن الشباب وكان أحدهما ساقى الملك والاخر خبازه – يعنى : الذى يلى طعامه – وكان الملك قد أنهمها فى بعض الأمور فسجنهما . فلما رأيا يوسف فى السجن أعجبهما سمته وهديه , وطريقته, وقوله وفعله , وكثرة عبادته ربه وإحسانه إلى خلقه أعجبهما سمته وهدية,وطريقته ,وقوله وفعله ,وكثرة عباده لربه وإحسانه إلي خلقه ...فرأى كل واحد منهم رؤيا. وأراد من يوسف عليه السلام تأويل تلك الرؤى ....فاستثمر يوسف تلك الفرصه ودعاهما إلي توحيد الله (جلا وعلا) ثم وضح تأويل الرؤي فلبث في السجن بضع سنين ولما اقترب موعد خروجهما من السجن ...وكان يوسف قد علم من تأويل رؤيا هذين الشابين أن الساقي سينجو وأن الخباز سيقتل فطلب من الساقي أن يذكر قصته عند الملك لعله يخلصهمن الظلم الذي وقع عليه. لكن الرجل مع أنه وعد يوسف عليه السلام بأن يذكره عند الملك إلا أنه نسى ذلك لما خرج وعاش في جو القصور والرفاهية ولم يذكر قصة يوسف عليه السلام عند الملك فكانت النتيجه أن لبث يوسف بضع سنين . وكان هذا الأمر من إكرام الله لنبيه يوسف عليه السلام فإنه لم يجعل قضاء حاجته علي يد عبد من عباده . وهكذا يهيئ الله الأسباب لأوليائه لما أراد الله الفرج ليوسف عليه السلام وإخراجه من السجن ,رأى ملك مصر رؤيا عجيبة أفزعته ,فجمع السحرة والكهنة والمنجمين وأخبرهم بما رأى في منامه ,وسألهم عن تأويلها فأعجزهم الله جميعاً ليكون ذلك سبباً في خلاص من السجن. رأى كانه علي حافه نهر,وكأنه قد خرج منه سبع بقرات سمان ,فجعلن يرتعن في روضة هناك,فخرجت سبع هزال ضعاف من ذلك النهر,فرتعن معهن ثم ملن عليهن فأكلنهن ,فاستيقظ مذعوراً, ثم نام فرأي سبع سنبلات خضر في قصبة واحدة,وإذا سبع أخر دقاق يابسات فاكلنهن,فاستيقظ مذعوراً. طلب الملك تأويل رؤياه ......فعجز الملأ من حاشيتع ومن الكهنة عن تاويلها ,أو أحسوا أنها تشير إلي سوء لم يريدوا ان يواجهوا به الملك . فعند ذلك تذكر الساقي الذي كان مع يوسف في السجن ونجاه الله .. ذلك الشاب الذي وصاه يوسف عليه السلام بأن يذكره عند الملك فنسيه إلى حينه هذا وذلك عن تقدير الله -عَزَوجَلَ-وله الحكمة في ذلك . فلما سمع رؤيا الملك ,ورأي عجز الناس عن تعبيرها ,تذكر أمر يوسف وقال لهم :أنا أنبئكم بتأويله إذا تركتمونى أذهب إلى يوسف ليخبرنا بتأويل تلك الرؤيا . فأرسلوه فانطلق الساقى إلي السجن ودخل علي يوسف وقال له :يا يوسف يا أيها الصديق ..وسماه صديقاً لأنه كان قد جرب صدقه في تعبير الرؤيا التى راُها في السجن(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) أي:أخبرنا عن تأويل هذه الرؤيا العجيبة(لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) أي :لأرجع إلي الملك وأصحابه وأخبرهم بها لعلموا فضلك وعلمك ويخلصوك من محنتك . • لما سئل يوسف عليه السلام عن تفسير رؤيا الملك لم يشترط عليهم أن يخرجوه من السجن أولا ...بل ولم يعاتب ساقي الملك الذي نسيه منذ سنوات عندما طلب منه يوسف عليه السلام أن يذكر قصته للملك ليخلصه من الظلم الذي وقع عليه ....لم يعاتبه بكلمة واحدة ...لم يقل له الأن تذكرتني عندما أحتجت إلي ...بل قال له تفسير الرؤيا وذكر له حل الازمه التي ستقع فيها البلاد حتي يكون بذلك سبباً في تفريج هم الأمه كلها . ((قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49). لقد وضع لهم يوسف عليه السلام خطة حكيمة لمدة خمس عشرة سنة فأخبرهم أن مصر سيأتى عليها سبع سنوات مخصبة فعليهم أن يكثروا فيها من الزرع وأن يبلغوا أعلى طاقة إنتاجية.. وأخبرهم أن بعد هذة السنوات الخصبة ستأتى عليهم سبع سنوات مجدية فعليهم أن يتركوا كل ما زرعوه فى السنابل حتى لا يسوس ولا يأخذوا إلا على قدر ما يأكلون أو يزرعون وبذلك ينفعهم المخذون الذى كان فى السبع سنوات المخصبة فى السبع سنوات المجدية . ثم يأتى بعد سنوات القحط والجدب العصيبة عام رخاء فيه يمطر الناس ويغاثون , وفية يعصرونالأعناب وغيرها لكثرة خصبه . وظهرت براءة يوسف عليه السلام عاد الساقى الى الملك, وأخبره بما قال يوسف عليه السلام دهش الملك دهشة شديدة , ما هذا السجين ؟ إنه يتنبا لهم بما سيقع , ويوجههم لعلاجه, دون أن ينتظر أجرا أو يشترط خروجا أو مكافأة. أصدر الملك أمره بإخراج يوسف عليهالسلام من السجن وإحضارة فورا إليه . رفض يوسف ان يخرج من السجن إلا ثبتت براءته أولا . فازداد إعجاب الملك بة , واشتاقت نفسه إلى رؤيته ومشاهدته ومحادثته, ثم أمر بأحضار النسوة اللواتى قطعن أيديهن وأشتهر أمرهن... فسألهن, فأخبرنه الحقيقة وقلن له :(حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ) وهنا قامت امرأة العزيز فى لحظة صدق لتقول كلمة الحق لأول مرة فى حياتها ولتشهد ببراءة يوسف عليه السلام . (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ)أى : أنا التى أغريته ودعوته إلى نفسى وهو برىء من الخيانة . لقد تبين للملك براءة يوسف عليه السلام كذلك تبين له كرامته, وإباؤة, وهو لا يتهافت على الخروج من السجن , ولا يتهافت على الخروج من السجن , ولا يتهافت على لقلء الملك . وخرج يوسف من السجن بريئا من تلك التهمة التى اتهموا بها وعلم كل الناس براءته ... فما كان من الملك إلا أن طلب لقاءه وقال : (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ) أى: أجعله من خاصتى وأهل مشورتى فَلَمَّا كَلَّمَهُأى:خاطبه وعرف فضله وبراعته , وما هو عليه من خلق وخلق وكمال , قال له الملك :(قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)أى: إنك عندنا ذو مكانة وأمانة. فماذا قال له يوسف عليه السلام ؟ ((قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) لقد ولاه ملك مصر (الريان بن الوليد )الوزارة مكان عزيز مصر ..وأسلم الملك علي دي يوسف عليه السلام. ولابد أن نعلم هنا أن يوسف عليه السلام لم يكن يطلب هذا المنصب لشخصه ولا لبناء مجده وإنما كان يقصد بذلك أن يتحمل تلك الأمانه الكبيرة- وهي أمانه اطعام الشعوب الجائعه لمده سبع سنوات -....فكان الأمر فيه تضحية كبيرة من يوسف عليه السلام ولم يكن مطلباً شخصياً. ولهذا قال تعالي (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ كانت المجاعه والجفاف قد أصابا المنطقه كلها خاصه مصر والشام ,واصابت المجاعه اخوه "يوسف" . فجاءوا إلي مصر ,لأن ملكها قد اصدر الاوامر فيه بتخزينه الطعام والحبوب خلال سنوات المطر والزرع استعداداً لسنوات الجفاف كما رأى الملك . وكان معهم بعض البضاعه ليستبدلوها بالطعام ,ودخلوا علي "يوسف"-عزيز مصر- فلم يعرفوه. وذلك لأنه هو الذي القي في البئر ,وظنوه قد مات . فتودد إليهم حتي صاروا اصدقاءه ,وحدثوه عن أخيهم الذي ضاع وهوه "يوسف" ,والأخ الثاني الذي بقي في الشام مع أبيه يعقوب . فقال" يوسف" :لن اعطيكم طعاماً حتي يأتوني بأخيكم هذا . وأمر جنوده أن يعيدوا لهم بضاعتهم دون أن يعيدوا لهم بضاعتهم دون أن يشعروا حتي يعودوا اليه مره اخري . فعادوا الي ابيهم يقولون . يا ابانا منع عنا العزيز الطعام إلا أن نعود إليه بأخينا "بنيامين " قال:كيف استامنكم عليه ,وقد أمنتكم علي يوسف من قبل فضيعتموه ؟؟ وفتحوا حقائبهم فوجدوا بضاعتهم قد عادت إليهم ,فقالوا يا أبانا :هذه علامه صدقنا ثم اقسموا بالله أن يعيدوا أخاهم "بنيامين" إلي "يعقوب" إلا أن يقدر الله أمرا اخر ,فوافق علي ذهابه مهم . فسافر "بنيامين" إلي مصر مع أخوته ولا يعلم ماذا سيحدث له هناك ودبر "يوسف" عليه السلام حيلة لأخوته ....لقد أمر جنوده أن يضعوا صواع الملك – وهوه الكيل الذي كانوا يكيلون به – في متلع أخيه "بنيامين" ثم يبحثوا عنه بعد ذلك ليجدوه في متاعه ...ووضع الجند صواع الملك في متاع اخيه "بنيامين" ثم نادى المنادي :ضاع صواع الملك أو سرق ومن اعاده له جائزه :طعام علي جمل فقال إخوه "يوسف ":نحن ابناء نبي ,فكيف نسرق ؟ وفتش الجنود الأمتعه ,ففتشوا متاع الإخوه اولا ثم متاع "بنيامين " فوجدوه فيه .ثم ذهبوا إلي" يوسف" الذي عرفه بنفسه وأخبره بالحيله التي عملها ليبقي معه ...وأمره بكتمان السر وحاول الاخوه مع "يوسف" فقالوا له : خذ واحداً منا بدلا منه ,فأن أباه شيخ كبير. فقال "يوسف":لن نأخذ إلا من وجدناه سارقا ....ويئس الإخوه من أن يتركه "يوسف"... ولكن كيف سيدخلون علي "يعقوب" لقد أقسموا بالله أن يعيدوا إليه صغيره .....إنهم قد ضيعوا "يوسف " من قبل بأرادتهم .لقد احتاروا في أمرهم . فقال كبيرهم :رجعوا الي ابيكم ,فقولوا إن ابنك سرق, وان كنت لاتصدقنا ,فأسال الذين سافروا معنا . وعادالإخوه إلي يعقوب الذي حزن حزنا شديدا حتي عمي بصره وتذكر يوسف الصغير الذي اضاعه اخوته من قبل ثم قال لاولاده :اذهبوا ,وابحثوا عن يوسف إني لاشعر بوجوده فقالوا يوسف ....يوسف سوف تموت وانت تذكر يوسف. عاد إخوه "يوسف" ولا شئ معهم من البضاعه إلا قليلا ,فلما دخلوا علي "يوسف" وطلبوا منه أن يتصدق عليهم ,ويعطيهم طعاما فقال يوسف:هل تتذكرون ما فعلتم بيوسف واخيه من قبل ,اذ انتم جاهلون وتاكد الاخوه الن من صدق ابيهم .... انه يوسف الذي يحدثهم الان فقالوا :انت (يوسف ). قال : نعم (قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90). قالوا : (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91 ) . قال : سامحكم الله , وغفر لى ولكم ,ولكن اذهبوا بقميصى هذا , فألقوه على وجه أبى يعود له بصره . ثم أحضروه, وأحضروا أهلكم جميعا إلى مصر . وما إن استعدت القافلة للرحيل من مصر , حتى شم يعقوب ريحقميص يوسف عليه السلام وصاح فى اولاده : إنها ريح يوسف أحس بها الان وظنوا أن به جنونا , ولكن وصل الان ابنه الذى يحمل القميص ,فألقاه على وجهه , فعاد إليه بصره , ثم طلب منه أبناؤه أن يستغفر لهم ففعل . وتجهزوا جميعا للرحيل إلى مصر , واستقبلهم يوسف عليه السلام . ((وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99)) أى: قال لهم بعد ما دخلوا عليه واواهم إليه :ادخلوا مصر , أى : اسكنوا مصر إنشاء الله امنين... أى : مما كنتم فيه من الجهد والقحط . وقدر الله تعالى دخول يعقوب فى السبع السنين المجدبة ويقال –والله أعلم – إن الله تعالى رفع بقية السنين المجدبة عن أهل مصر ببركة قدوم يعقوب عليهم. (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) أى:أجلسهما معه على السرير (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) أى : سجد له ابواه وإخوته الباقون وكانوا أحد عشر رجلا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ) أى: التى كان قصها على أبيه من قبل: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) ( قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ) أى: صحيحة صدقا . (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ) أى : أنعم الله على بإخراجى من السجن ...ولم يذكر قصة الجلب تكرما منه لئلا يخجل إخوته ويذكرهم صنيعهم بعد أن عفا عنهم . ((وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)) أى : جاءبكم من البادية ...لأنهم كانوا أهل إبل وغنم ببادية فلسطين . ((مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) أى أفسد ما بينى وبين إخوتى بالإغواء ((إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) أى : العليم بخلقه الحكيم فى صنعه . وعاشت الأسرة الكريمة فى مصر الحبيبة أسعد أيام حياتهم بعد أن حرموا من رؤية يوسف عليه السلام سنوات وسنوات توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين وبعد تلك الرحلة الطويلة المليئة بالجراح والافراح وإذا بيوسف عليه السلام يدعوبهذا الدعاء المؤثر ويقول : (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101 ). دعا به ربه عزوجل لما تمت نعمة الله عليه باجتماعه بأبويه وإخوته. وما من الله به عليه من النبوة والملك... سأل ربه عزوجل كما أتم نعمته عليه فى الدنيا أن يستمر بها عليه فى الاخرة, وأن يتوفاة مسلما حين يتوفاه , وأن يلحقه بالصالحين ,وهم غخوانه من النبيين والمرسلين, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. الدروس المستفادة من القصة (1)أن أجمل وأحسن القصص هو قصص القرأن وذلك لما فيه من العبر والعظات والدروس والفوائد التربوية . (2) أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. (3) أنمن رأى رؤيا صالحة فلا يخبر بها إلامن يحب ومن رأى رؤيا يكرهها فلا يحدث بها أحدا وليقم إلى الصلاة . (4) أن انسان يتمنى أن يكون ولده أفضل منة. (5) أن الحسد منتشر بين كثير من الناس . وقد يكون أحيانا بين ألاخوة (6)أنا الحقد والحسد قد يحمل صاحبه على أن يقع فى أشياء محرمة وقد يحمل صاحبه على الظلم أو القتل ..كما حدث مع إخوة يوسف حينماكما حدث مع إخوة يوسف حينما ظلموا اخاهم يوسف ظلموا اخاهم يوسف عليه السلام وألقوه فى الجب . (7) أن الأنسان لا بد أن يتذكر عند ظلمه غيره أن الله قادر عليه .. فإذا دعتك قدرتك على ظلم العباد فتذكر قدرة الله عليك. (8)أن النبوة والهداية هى محض فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده . (9)أن الله قادر على أن يحفظ عبده المؤمن من المهالك .. فلقد حفظ اللهنبيه يوسف عليه السلام فى الجب من الثعابين والعقارب وحفظه خارج الجب من الذئاب والوحوش .. وحفظه فى كل مراحل حياته من أى مكروه...لكن هذا لا يمنع أن يبتلى الله عبده المؤمن ليرفع درجته . (10)أن الله عزوجل يفضح الكذابين فى الدنيا قبل الاخرة .. فلقد رأينا كيف أن إخوة يوسف لما كذبوا وفالوا لأبيهم : إن الذئبأكل يوسف عليه السلام نسوا أن يقطعوا القميص واكتفوا بذبح شاة وتلطيخ القميص بدم الشاة فكشفهم الله.. وعلم يعقوب عليه السلام انهم يكذبون . (11)إذا أراد الله شيئا قدر أسبابه .. فلما أراد الله عزوجل أن يكون يوسف بعد ذلك عزيز مصر جعل عزيزمصر يشتريه ويربيه فى قصره ليتعلم يوسف على يديه علم الاقتصاد ...وعلمه علم تأويل الرؤى لأنالملك سيحتاج إليه وسيجعله عزيز مصر . (12)أن الاختلاط سبب كل بلاتء وشر .. وقد رأينا كيف أن امرأة العزيز لما كانت تختلط بفتاها نبى الله يوسف عليه السلام كان ذلك سببا فى وقوعها فى تلك الفتنة ومراودتها له ومحاولتها أن توقعه فى فعل الفاحشة. (13)أن المسلم الحقيقى هو الذى يغار على نسائه أما الذى لا يغار على نسائه فهو ديوث... وقد حرم الله الجنة على الرجل الديوث الذى لا يغار على نسائه...وقد رأينا كيف أن العزيز مصر كان لا يغار على امرأته . (14)أن المرأة لا بد أن تنشغل بأى عمل فيه خير لنفسها ولاسرتها ولدينها ولوطنها .. وذلك لأن المرأة إذا كانت فارغة لا تعمل أى شىء فإنها تنشغل بالقيل والقال فيضيع دينها بسبب الغيبة والنميمة...وقد رلاأينا ذلك واضحا فى نسوة المدينة . (15)أن المؤمن يفضل أن يدخل السجن عن أن يقع فى معصية الله(جل وعلا).. وقد رأينا يوسف عليه السلام لما عرضت عليه الفاحشة ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)). (16)أن المسلم لا يتوقف أبدا عن الدعوة إلى الله (جلاعلا)..ولقد رأينا كيف أن يوسف عليه السلام كان يدعوا إلى الله فى كل مكان حتى وهو فى السجن . (17) ان المسلم لا يتعلق قلبه بغير الله ... ولقد راينا كيف أن يوسف عليه السلام لما اعتمد علي ساقي الملك لكي يذكر قصته للملك حتي يرفع عته الظلم نسى ساقي الملك ان يذكر قصته حتي لا يتعلق قلب يوسف عليه السلام بغير الله وكان هذا من إكرام الله لنبيه يوسف عليه السلام فغناه لم يجعل قضاء حاجته علي يد عبد من عباده. (18) إذا اشتدت المحن فقد أوشك الفرج أن يأتي قريباً (19)أن عاقبه الصبر دائماً كلها خير . (20) كلما كان قلبك موصولا بالله (جلا وعلا) كلما جاءك الفرج من حيث لا تحتسب ...فإنه لما اراد الله (عز وجل ) خروج يوسف من السجن هيأ له اسبابه التي لا تخطر علي قلب يوسف عليه السلام لقد جعل الله ملك مصر يرى رؤيا وجعل حاشيته يعجزون عن تأويلها ثم جعل ساقي الملك يتذكر يوسف بعد سنوات طويله فيخبر الملك ان يوسف هو الوحيد الذي يستطيع أن يفسر له الرؤيا فيفسرها يوسف ويعطيعهم الحلول ليحبه الملك ويخرجه من السجن ويجعله بعد ذلك عزيز مصر. (21)أن المؤمن يفعل الخير لله ولا ينتظر مقابلا ...فقد رأينا كيف أن يوسف ذكر لهم تأويل الرؤيا ووضع لهم خطة اقتصاد |
|