محمد الاسواني الاداره موسس المنتدي
المــهنـه : المزاج : دولتي : التعارف : من صفحه الحوادث S M S : الهوايه : الابراج : عدد المساهمات : 3232 تاريخ التسجيل : 25/03/2014 العمر : 39 الموقع : https://sanko.ahlamontada.com
| موضوع: قصة حمار العزير الأحد يوليو 30, 2017 8:47 am | |
| قصة حمار العزير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وها هى قصة العزير وحماره التى سطرها الله عز وجل فى كتابة الكريم .. فقال تعالى : (258) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِاْئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِاْئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) فتعالو بنا لنعرف القصة من أولها : عاشت اليهود فى الأرض فسادا بعد الموت موسى عليه السلام فكان الله تعالى يبعث إليهم الأنبياء ... النبى تلوا الأخر ، فما كان منهم إلا أن قتلوا من الأنبياء ما قتلوا ، وكذبوا من كذبوا ، وعبدوا الأصنام من دون الله تعالى ، فبعث الله تعالى عليهم ملكا من ملوك الفرس وهو (( بخنتصر )) الذى قتل ألافا من بنى إسرائيل ، وجعل الأحياء منهم خدما وعبيدا له ولقومه ، فكانت هذه عاقبة الكفر بالله ، وقتل أنبيائه بغير حق . وإمتدت يد العبث إلى (( بيت القدس )) حتى دمرها (( بخنتصر )) وجنوده فجعلوها حطاما ما كأن لم تغن بالأمس فهى خاوية على عروشها لا أثر فيها لحياة ولا بناء ، ولا صوت لساكن فيها ، إنما هى بقايا الخراب والدمار ... السقوف متساقطة على الجدران ... والأثاث والمتاع متناثر فى هذه المدينة التى كانت تمتلئ حياة وبهجة ، فلا يملك من يراها إلى الحسرة على ما تهدم منها ... ولعن بنو إسرائيل الذين تسببوا بذنوبهم فى هذا العذاب والدمار لما أغضبوا الله تعالى ... ويكفى مشهد العظام البالية المتناثرة من بقايا جثث القتلى من بنى إسرائيل . وفى بيت المقدس – وهى على هذا الحال من الدمار والخراب : خاوية على عروشها – كان العبد الصالح (( عزير )) – قد ركب حماره ، وخرج يبتغى من رزق الله ... وكان (( عزير )) شابا من (( بنى إسرائيل )) ، نشأ على التقوى والعبادة وحسن الصلة بالله تعالى ... وتفقه وتعلم حتى برز بين الناس ، وأضحى من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان ، ويعتمد عليهم فى بيان الأحكام . ولقد كان والده من كبار الأحبار وخدام الشريعة ، وكهان الهيكل ... ومنه تلقى (( عزير )) أولى معارفه وعلومه ، وعلى نهجه سار فى حياته . وفى ذات يوم – وكان والده قد مات وورث هو عنه مقامه ومكانته فى القوم – خرج (( عزير )) من البلد يسكنها إلى ضاحية فيها حيث تكثر المزارع وبساتين الفاكهة وعيون المياه الجارية ، وكان ل (( عزير )) هناك بستان من كروم العنب ، وبعض أشجار الفاكهة . ولقد خرج بقصد التنزه والترويج عن النفس ، والإطلاع عى الشجر والثمر، والأعتناء بما هر فى حاجة إلى رعاية وإهتمام منها ، كى تؤتى أكلها شهيا طيبا . وبينما هو فى الطريق أصابه الحر الشديد ، فوجد أرضا خربة من خرائب وأطلال بيت المقدس ، فدخل فيها لسيظل بظل أحد جدرانها . نزل عزير من على حماره وكان معه سلة فيها تين وسلة فيها عنب ، فخرج قصعة كانت معه وأعتصر فيها من العنب الذى كان معه ، ثم خرج خبزا يابسا فألقاه فى تلك القصعه ليبتل ليأكله ، ثم استلقى على قفاه وأسند رجليه إلى الحائط وأخذ عزير ينظر إلى سقف تلك البيوت الخربة وهى خاوي على عروشها وقد هلك أهلها ولم يبق منهم أحد ... ورأى عظاما بالية فتعجب وقال : كيف يحيى الله هذه القرية بعد موتها . ولم يقل هذا الكلام وهو يشك فى قدرة الله ولكنه كان متعجبا من شدة الخراب الذى حدث لتلك القرية . كانت خاطرة مرت به ، داعبت خياله ، وعبثت بفكره ، إلى حين ، وهى – ولا شك – من قبيل سيدنا (( إبراهيم )) عليه السلام : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) ) . إن الرجل رأى مشهد الدمار والخراب ، فتعجب ، وتساءل كيف يعيد الله تعالى الحياة فى هذا البلد بعد أن ماتت فيه كل مظاهر الحياة ... فالبيوت محطمة مهدمة ، والسكان قد هجروها ، فالحياة مستحيلة على مثل هذه القرية ، إلا ان ربه سبحانه يسمعه ، ويريد أن يريه كيف يحيى الموتى ؟ وكيف تعود الحياة مرة أخرى إلى العظام الباليه ، والجثث التى تحولت إلى تراب ، ورعى الدود فيها وسرى عليها . فأرسل الله إليه ملك الموت فى التو واللحظة فأماته الله مائة عام . وفى هذه الفترة حدثت أشياء كثيره ... فلقد مات الناس وخلق أناس وتغيرت معالم الكون . وعادت الحياة إلى بيت المقدس بعد أن رفع الله عنهم العذاب ، ومات بخنتصر ، وحكم من بعض الحكام العادلين ... وإلى العهد الأول من الحياة والبهجة عادت بيت المقدس إلا أن شيئا واحدا هجر القلوب بلاعوده ، وهو الإيمان الذى فارق بنى إسرائيل ، حتى أنهم نسوا التوراة التى أنزلت على (( موسى )) فحرفوها – أى : بدلوها وغيروها – وكتبوها بأقلامهم التى تقطر زورا وزيفا وكذبا على الله ورسوله . وحيث مات العزير لا زل طيله مائة عام لم يلتفت إليه أحد أو ينتبه ، وصار حماره الذى ركبه مجرد عظام بالية كبقية العظام التى رأها عزير قبل موته ... أما الطعام فقد بقى كما هو طليلة المائة عام لم يتغير أو يتبدل فهو محفوظ بحفظ الله تعالى ، وعزير نفسه الأن مجرد عظام بالية متنفتتة . وبعد مرور المائة عام أرسل الله إلى عزير ملكا ليرد إليه الروح مرة أخرى . فقد أماته الله مائة عام وهو لايدرى أنه مات مائة عام بل إنه ظن أنه كان نائما ... ولذلك لما استوى جالسا سأله الملك : كم لبثت ؟ قال : لبثت يوما أبو بعض يوم .. وذلك لأنه نام فى أول النهار عند الظهيرة وبعث فى أخر النهار والشمس أوشكت على الغروب ، فظن أنه نام لمدة خمس ساعات أو أقل من ذلك . وإذا بالملك يخبره بالمفاجأة التى كادت أن تذهب بعقله . قال له الملك : بل لبثت مائة عام .. وإذا أردت أن تتأكد من هذا الخبر فانظر إلى طعامك وشرابك الذى كان معك ، فإنه لم يتغر رغم مرور مائة عام عليه . وما زال عزير يظن أنه كان نائما ولذلك لم يتغير طعامه وشراب فهو حتى هذه اللحظة لا يصدق أنه مات مائة عام . فأراد الملك أن يقطع الشك باليقين فقال لعزير : إن كنت لاتصدق ذلك فانظر إلى حمارك . فنظر عزير إلى حماره ، فوجده ميتا وقد تهشمت عظامه وبينما وقف عزير ينظر إلى حماره فى حيرة ودهشه وإذا بالملك ينادى على عظام الحمار ، فأجابت وأقبلت من كل ناحية حتى أخذ الملك يركبها على بعضها ... وعزير ينظر إليه متعجبا . وبعد أن قام الملك بتركيب العظام وضع عليها العروق والأعصاب ، ثم كساها باللحم وأنبت عليها الجلد والشعر ، ثم نفخ فيه ، فقام الحمار رافعا رأسه وأذنيه إلى السماء وهو ينهق . فلما رأى عزير كل هذا أما عينيه قال : أعلم أن الله على كل شئ قدير . وبعد هذا الموقف العصيب قام عزير من مكانه وركب حماره وانطلق عائدا إلى قريتة وهو لا يدرى ما الذى حدث فيها خلال المائة عام التى مضت . فلما وصل عزير إلى قريته ، لم يعرف أحد من الناس ولم يعرف هو أحدا من الناس ... بل ولم يعرف شوارع القرية فقد تغير كل شئ . أخذ عزير يبحث عن بيته حتى وجد بعد جهد ومشقة . فطرق على الباب وهو ينتظر أن يرى إبنه الذى تركه منذ مائة عام وكان يبلغ من العمرعشرين سنة وكان عزير يبلغ من العمر وقتها أربعين سنة ... وكان قد ترك فى البيت أمة له تبلغ من العمر عشرين سنة . فلما طرق على الباب ، لم يرد عليه احد ... فأعاد الطرق مرة أخرى وإذا بامرأة كبيرة فى السن يبلغ عمرها مائة وعشرين سنة قد عمى بصرها تفتح الباب وتقول : من على الباب ؟ فقال لها عزير : يا هذه أهذأ منزل عزير ؟ قالت : نعم . وبكت . وقالت : ما رأيت أحدا من سنوات طويلة يذكر عزيرا ، وقد نسيه الناس قال : فإنى أنا عزير . قالت : سبحان الله ! فإن عزيرا قد فقدناه منذ مائة سنة ، فلم نسمع له بذكر ! قال : فإنى أنا عزير ، كان الله قد أماتنى مائة سنة ، ثم بعثنى ! قالت : فإن عزيرا كان رجلا مستجاب الدعوة ، يدعوا للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء فادع الله أن يرد على بصرى حتى أراك ، فإن كنت عزيرا عرفتك . فدعا ربه ، ومسح يده على عينيها ففتحتهما ، وأخذ بيدها وقال : قومى بإذن الله ، فأطلق الله رجلها ، فقامت صحيحة ، كأنما نشطت من عقال . فنظرت إليه ، فقالت : أشهد أنك عزير . فانطلقت معه إلى المجلس الذى يجتمع فيه أهل القرية ... فإذا بعزير يرى ابنه الذى كان قد تركه منذ مائة عام وهو ابن العشرين ... يراه الأن وقد بلغ من العمر مائة وعشرين سنة ... وعزير ما زال فى سن الأربعين فأصبح ابنه أكبر منه بثمانين سنة !!! فقالت لهم هذه المرأة هذا عزير قد جاءكم . فكذبها الناس وقالوا : كيف ذلك وقد حدثنا آباؤنا أن عزيرا قد مات منذ مائة سنة بأرض بابل . فقالت : أنا مولاتكم فلانة ، دعا لى ربه ، فرد على بصرى ، وأطلق رجلى ، وزعم أن الله كان أماته مائة سنة ، ثم بعثة . فنهض الناس ، فأقبلوا إليه فنظر إليه ابنه ، وقال : كانت لأبى شامة سوداء بين كتفية ! فكشف عن كتفيه ، فإذا هو عزير ! ففرح الناس من بنى إسرائيل فرحا شديدا ؛ لأن عزيرا هو الوحيد الذى كان يحفظ التوراة كاملة .. وعندما غاب مائة سنة عنهم ، قام ( بخنتصر ) وحرق لهم التوراة ، فلم يبق منها أى شئ إلا ما يحفظه بعض الرجال . وهنا قام الناس ورحبوا بعزير وطلبوا منه أن يكتب لهم التوراة كاملة . فقال لهم : انتظروا فإن أبى كان قد دفن التوراة أيام ( بختصر ) فى مكان لا يعرفه إلا أنا فتعالوا بنا لنذهب إلى هناك ونحضر التوراة . وانطلقوا جميعا حتى وصلوا إلى ذلك المكان بصعوبة بعد أن تغيرت معالم القرية ... فحفروا حتة استخرجوا التوراة فوجدوا أوراقها قد تعفنت وتغيرت معالمها فحزنوا حزنا شديدا . فما كان منهم إلا أن طلبوا من عزير أن يكتب لهم التوراة من جديد فجلس عزير تحت ظل شجرة وجلس بنوا إسرائيل حوله ، فكتب لهم التوراة من جديد وعاش مع قومه فى خير وسعادة إلى أن مات ورحل عن هذه الدنيا . الدروس المستفادة (1) أن المسلم لا بد أن يكون له عمل شريف يعمله ليأكل من كسب يده لقمة من حلال . (2) أن الله على كل شئ قدير وأنه لا يعجزه أى شئ فهو الذى يحيى ويميت ويرزق ويملك مقادير الكون كله ( جل وعلا ) . (3) فى هذه القصة دلالة واضحة على ثبوت البعث يوم القيامة . (4) أن الله يتولى عبده المؤمن ويحفظه ويحميه |
|